كم أتمنى أن أعود يوم يوماً إلى مدرستي الأولى ، مسروراً بحقيبتي المدرسية ومريولي الأزرق الجديد وربطة شعري البيضاء ودخولي للصف الأول ، خائفةً من دخول باب المدرسة ، أمسك بثوب أمي ، وعيوني تفيض بالدموع حيناً أمسحها وحيناً أنشجُ بالبكاء أريدُ أمي حينما تركتني في الصف مع بنات لا أعرفهم ، أما تلك المعلمة التي أمسكت بيدي وقالت لي : ( يا عيني شو هالشبرات الحلوات بدي اقعدك بأحلى درج يا صغيرتي) إنني أحبّكِ..
فلتضمينا يا صفوف الأول الابتدائي ، وأعيدينا إلى مقاعد حبّنا الأولى ولهفتنا للمدرسة والدّرس والحروف والطبشور ، أعيدينا أطفالاً نتسابق لنرسم وجه الشمس على السبورة مع طيور الحرية ، فيشرق معها وجه معلمتنا بابتسامةٍ تجعل من جدران الصف الصمّاء جمهوراً يردد معنا وأرضيته الإسمنتية مسرحاً ومهرجاناً ، ونحن نردد معها بصوت عالٍ وبكل فرح ( موطني موطني) فنسمع تلك الجدران تعيد ما نقول فنعيد بأعلى صوت مرةً أخرى وكأننا على أرض مسرحك يا جرش .. فلتضمينا يا صفوف الأول الابتدائي ، لنعيد تشكيل الحياة من جديد ، ونؤدب أرواحنا ، ونرفع معلمنا على عرش القلب.. فأنتم أيّها المعلمون القلب وأنتم وجهُ الوطن ولونُ بشرته ، وزنوده السمراء.. حفظ_الله_الوطن.. وحفظ_قيادتنا_الهاشمية.. جمعة_طيبة.. وصلوات ربي على سيدنا وحبيبنا المعلم الأول محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً