شريط الأخبار
ممارسة الجنس هي السبب.. لاعبة كندية تنجو من تهمة تعاطي المنشطات درجات حرارة أعلى من المعدل العام بـ 5 درجات في الأردن الأربعاء ما قصة "مشروع أنبوب الغاز القطري" عبر سوريا وعلاقته بالتحولات في دمشق؟ %95 هبوط أعداد البواخر السياحية القادمة إلى العقبة تراجع النتائج ونقص المواهب.. قرار رسمي من الاتحاد السعودي لإنقاذ اللاعبين المحليين التعامل مع 1229 قضية خطأ طبي حسان يفتتح مركز الخدمات الحكومي الشامل في معان "من مفترق الأزمات إلى طريق الحل: لبنان إلى أين؟" مخاطر صحية لتناول الطعام في السيارة هل تعاني من الأرق وقلة النوم؟ علماء يكتشفون سبباً جوهرياً سبب صادم لإصابة الملايين بالحساسية من القهوة المطحونة 7 أطعمة ومشروبات تجنبها فى الشتاء فوائد الحبة السوداء فى الشتاء هذا المشروب الصحي يخفض نسب الكوليسترول والسكر بيتزا ميني بالموزاريلا والأوريغانو على طريقة المطاعم خطوات وضع مكياج الوجه بالترتيب حلول سحرية تجعل مكياجك يدوم لساعات طويلة وصفة عمل رز بخاري بالطريقة التقليدية صينية الدجاج بالبروكلي والكريمة في مناقشة مشروع قانون الضمان "المعدّل" - ( 10 ) تعديل يربط بدل التعطل للمؤمن عليه غير الأردني بوجوده داخل المملكة

الأب رفعت بدر من المجر: الأردن أنموذج عالمي للعيش المشترك

الأب رفعت بدر من المجر: الأردن أنموذج عالمي للعيش المشترك

القلعة نيوز :

أجرت صحيفة "Magyar Nemzet" أو الدولة المجرية (الهنجارية) الواسعة الانتشار مقابلة مع الأب الدكتور رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن. وفي المقابلة التي أجرتها الصحفية كاثلين ريكا، ونقلها الى العربية طالب الدكتوراة في المجر اسلام عثامنة على هامش مؤتمر دولي في بودابست، حول الإعلام المسيحي، تحدث الأب رفعت عن حالة الوئام الديني في الأردن واصفاً إياها بأنموذج عالمي لصناعة زمن الوحدة والسلام.

وأضاف الأب بدر بأن الحروب في الشرق الأوسط أخرجت ما يقارب مليوني مسيحي من بيوتهم مشيراً بأن هؤلاء تحولوا الى لاجئين لن يتمكنوا من العودة الى بلدانهم نتيجة الخوف الذي تشكل لديهم، وصعوبة إعادة ثقتهم بدولهم. و عبر الأب رفعت بأن "الإرهاب زرع الخوف في قلوب الناس، ليس فقط في الشرق الأوسط بل في كافة انحاء العالم". وأشار الأب بدر بأننا لا يجب ان نفقد الأمل وان نستمر في العمل لتحقيق السلم حتى لو فشلت السياسات.

س:رغم ان الأردن دولة إسلامية إلا أن فيها إحدى أقدم المجموعات المسيحية في العالم، ما هو السر في هذا التعايش السلمي؟

ج:التنوع الديني تواجد دوماً في الأردن، ورغم ان دين الدولة هو الإسلام - ولا نقول اننا دولة إسلامية - إلا أنه لم يحصل يوماً أي اضطهاد بحق المسيحيين. لذلك نجد ان الكنائس والمساجد ظاهرة بشكل واضح في الدولة، وأحيانا في ذات الحي. و للقيادة الأردنية دور في نجاح هذا التلاحم، فحكمة القيادة الأردنية عاملت جميع فئات الشعب بالمساواة، وهكذا أدار الملك عبدالله الثاني دفة البلاد، وقبله والده وقبلهم جده. اذا مُنعت من حريتك الدينية فلن تجد السبيل لخدمة مجتمعك المحلي، وفي حالتنا كان عكس ذلك، فحرية العبادة سمحت للمسيحيين بالمساهمة في بناء مستقبل بلدهم بسلام، للدولة ولمجتمعهم على حد سواء، كما أشير إلى أن الأردن يحمل أهمية دينية نتيجة عماد السيد المسيح على أرضه.

س:ما هو دور المسيحيين في الأردن اليوم؟

ج:يمكن ملاحظة الكثير من حقيقة أن المسيحيين رغم أنهم يمثلون فئة قليلة من فئات المجتمع الأردني الى أنهم يمتلكون ما يقارب الـ30% من الاقتصاد الأردني، البنوك، المصانع، والشركات الكبيرة تدار من قبل المسيحيين، بشكل عام هم يتبؤون مناصب رفيعة، وأيضاً في البرلمان والحكومة. المسيحية لم تكن يوماً على هامش المجتمع الأردني، بل كانت دوماً متعمقة في المجتمع، وجزءاً لا يتجزأ منه. وظيفتنا روحانية بشكل عام، وثانياً تعليمية وتثقيفية، وثالثاً خيرية تعمل على مساعدة المحتاجين والفقراء واللاجئين. نمتلك الكثير من المؤسسات الخيرية وبالأخص الكاريتاس والمدارس والجامعات، والكنائس، وهي مفتوحة للجميع مسلمين ام مسيحيين على حد سواء.

نحن ندير ما يزيد عن 100 مدرسة حيث يمثل المسلمون ما يقارب 70% من تعداد طلبتها، نحن نفخر بذلك، لأننا نخدم المجتمع ونقدم مستوى رفيعا من التعليم. هنغاريا ايضاً تساعد عدداً من طلبتنا الذين يدرسون هنا عن طريق المنحة المقدمة من حكومة المجر لطلبتنا، وبودابست لا تساعد فقط المسيحيين والكنيسة بل احتوت أيضاً عدداً من اللاجئين من الدول المحيطة بنا في الشرق الأوسط. أرغب أن أضيف أمراً مهماً، رغم أن الحكومة الهنغارية تستخدم مصطلح "المسيحيون المضطهدون" للإشارة الى المسيحيين في منطقتنا، الى أن هذا المصطلح غير دقيق لكافة الفئات المسيحية، فبفضل حكمة بعض الدول وقيادتها مثل الأردن فالمسيحيون يعيشون بسلام وأمان من دون أي حقوق منقوصة.

س:تعتبر دولتك "الأردن" احدى أكثر الدول الإسلامية انفتاحاً

ج:نعم صحيح، لا يوجد أي نزاعات دينية في الدولة، و المسيحيون يمارسون طقوسهم وعبادتهم بحرية كاملة، على سبيل المثال، الاحتفال بعيد الميلاد يتم بشكل جماعي، ويعتبر يوم عطلة وطني في الدولة، وزينة الميلاد تظهر في شوارع المملكة بشكل واضح وجميل، وأشجار الميلاد تتواجد في الساحات العامة، شيء جميل جداً التلاقي الذي نعيشه في الأردن.

س:كيف بدأ هذا التعاون في الممارسات والطقوس

ج:الحوار بدأ في القرن الماضي عن طريق عقد المؤتمرات التي تدعم تعايش الأديان بشكل دوري، ولليوم ما زالت الكثير من المؤتمرات تُعقد، وهنالك مبادرات عديدة صدرها الأردن، وأهمها رسالة عمان قبل 15 عاما، وكلها تهدف الى التشاركية في روح الدولة، او أسبوع الوئام العالمي الذي أنشأناه في الأمم المتحدة وتم قبوله عالمياً، كما حصل ملك الأردن عبدالله الثاني على جائزتين في ستة اشهر من واشنطن ومن روما نظراً لجهوده في دعم الوئام والعيش المشترك الديني ونبذ التعصب، الحقيقة ان الأردن لا يرسل رسالته لهنغاريا وأوروبا وحسب، بل إلى العالم كافة، والأردن يعتبر مثالا واقعيا على إمكانية نجاح التآلف الديني في الدولة.

س:الأردن يمتلك اكثر تواجد لاجئين في العالم، كيف استطاع التأقلم مع ذلك؟

ج:ثلث الدولة من اللاجئين، ولا نتحدث هنا عن الفلسطينيين حيث انهم جزء من المجتمع الأردني، واثناء حرب الخليج الأولى أتى العديد من العراقيين الى الأردن كلاجئين، وفي العام 2003 نتيجة ما يسمى "ارساء الديمقراطية الأمريكية" قدم عدد آخر من اللاجئين من العراق، وبعد قيام تنظيم القاعدة بمهاجمة مسيحيي العراق قام العديد منهم بالقدوم عندنا، ثم جاء مسيحيو الموصل، فضلاً عن الأزمة السورية التي صدرت لدينا أكثر من مليون لاجئ سوري يتواجد في الأردن.

س:أوروبا الشرقية تملك نفس المشكلة لكن لم تنجح في التعايش سوياً.

ج:أهم معضلة في أوروبا اليوم هي الاندماج من قبل اللاجئين في المجتمع، الذي يعد امراً صعباً. ولا اعتقد ان هؤلاء اللاجئين سيعودون الى بلدانهم حيث يواجهون لليوم مشاكل ولن يستطيعوا تأمين حياة كريمة لأبنائهم. والثقة انعدمت من قبلهم باتجاه بلدانهم. من يستطيع أن يعدهم بأن كنائسهم ومعابدهم لن تُدمر؟ في الأردن سمعنا قصص من لاجئين عن اضطرارهم مغادرة بيوتهم بين ليلة وضحاها تاركين وراءهم كل شيء، ما قام به الإرهاب ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع هو زرع الخوف في قلوب الناس، هذا ما نراه في المطارات على سبيل المثال، قبل 20 عام كان الوضع مختلفاً ، اما اليوم فالجميع يراقب بعضهم البعض بقلق وخوف، أمامنا مهمة صعبة لإعادة الثقة وإزالة الخوف.