القلعة نيوز-
شكَّلت أم كلثوم ظاهرة فنية استثنائية في صوتها وحضورها، وحياتها بشكل عام، فخلف كل أغنية لأم كلثوم تكمن قصة وحكاية، وإذا لم تكن القصة لها علاقة مباشرة بالأغنية، فهي حتماً مع الملحن أو الشاعر أو الجمهور.
نستعرض لكم هنا، أربع قصص نادرة نقلتها روتانا، حدثت بين أم كلثوم وكبار الموسيقيين، الذين لحنّوا كثيراً من الأغاني التي تطربنا بها السيدة أم كلثوم.
بيلغ حمدي.. "سيبها يا بني"
ذكر الملحن الراحل "بليغ حمدي" في مقابلة تلفزيونية أجريت معه، بأنه طلب من الست أم كلثوم أن يقوم بتقصير اقتتاحية أغنية "ألف ليلة وليلة"، مبرراً لها ذلك بطول المقدمة، ما يسبب تعباً لأم كلثوم أثناء غنائها، ولكن الست رفضت ذلك وقالت له "سيبها يا بني".
ثم لاحقاً، وخلال تواجد أم كلثوم في المسرح تجهيزاً لغناء "ألف ليلة وليلة"، طلبت من بليغ الحضور فوراً إلى المسرح، اضطر "حمدي" أن يذهب رغم عدم رغبته بذلك، فوجدها "عصبية جداً"، ولم تكن ترتدي بعد فستانها الخاص بالحفل، ووجهت الست كلامها إلى "بليغ" وهي في حالة متوترة: "إنت إزاي كنت عاوز تشيل المقدمة دي، ده انا رجليا بيخبطوا ببعض وأنا قاعدة عالكرسي، ومنظر البشر الرهيب يلي قاعد برة، وعقبال ما يخلص اللحن وأغني المطلع، ومنديلي يدفي إيدي المتلجة، وأحاول أتجاوز كل الجمهور الحاضر ده، وألاقي حدّ في الصالة اصطاده وأغنيله، كل ده محتاج المقدمة الطويلة دي، بأي حق كنت عاوز تشيلهاّ".
سيد مكاوي.. "حتاخد فخراً"
في مقابلة مع ابنة الملحن الراحل "سيد مكاوي"، ذكرت بأن أم كلثوم هاتفت "مكاوي" وهو في العشرينات من عمره، وطلبت منه أن يقوم بتلحين أغنية "أنساك"، ثم سألها مكاوي: "حاخد أدي إيه في اللحن ده؟" لترد عليه الست: "ألا يكفيكً فخراً إنك بتلحن لأم كلثوم" فكانت إجابة "مكاوي": "لا يكفيني فخراً، لإن البقّال اللي بشتري من عنده، ما بياخدش فخر!". فغضبت الست وأغلقت الهاتف.
ليكون أول لقاء بين الاثنين في أغنية يا مسهرني.
القطيعة مع الشيخ زكريا أحمد
13 عامًا من القطيعة والمحاكم بين الست أم كلثوم وشيخ الملحنيين "زكريا أحمد"، والسبب، اكتشاف الشيخ أن أم كلثوم تتقاضى مبالغ ضخمة عن كل أغنية لها تتم إذاعتها في الإذاعة المصرية، لذا طالب وقتها أم كلثوم بنسبة محددة له لم تكن تتجاوز 5 % مما تتقاضاه، لكن الطلب لم يوافق عليه.
وفي يوم 25 يناير 1960، في قاعة المحكمة بكى الشيخ "أحمد" وهو يقول: "لا الفلوس بتدوم ولا الشتيمة بتلزق"، لتبكي معه كوكب الشرق وينتهي الخلاف داخل المحكمة، إلا أن أهم ما أثمر عنه انتهاء الخلاف هو تقديم زكريا أحمد أحد أشهر ألحانه وأغانيه لـ أم كلثوم، "هو صحيح الهوى غلاب" عام 1960.
الموجي.. "للصبر حدود يا محمد"
بعد أن تأخر المحلن الراحل "محمد الموجي" في تلحين أغنية "للصبر حدود" متجاوزاً المدة المحددة للعقد الذي بينه وبين أم كلثوم، فوجئ "الموجي" بدعوى قضائية مرفوعة عليه من أم كلثوم، وعندما توجه إلى المحكمة، تأكد بأنه تجاوز مدة العقد، وكلمّه القاضي قائلاً: "لقد أخليت بالتزامك في العقد"، فرد "الموجي": "أيوا أنا فعلا تأخرت واتفضل أحكم عليا بالتحلين" فرد القاضي: "احكم عليك بتلحين الأغنية" ثم وجهت الست عبارة إلى "الموجي" خلال الجلسة: "للصبر حدود يا محمد".