القلعة نيوز - محمد يونس العبادي *
تمر هذه الأيام ذكرى ميلاد الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه) صاحب السيرة الجزلة بمعانيها، الغنية بحكمها، والتي تروي جانباً من تاريخ بلدنا السياسي، بأزهى صوره.
فالحسين، صاحب سيرة سياسية تعد من أبرز السير في منطقتنا والعالم، وهي مثال على عبقرية الهاشميين، وتختزل دلالات لا بد من التوقف عندها.
ولد الحسين في لحظة سياسية حاسمة من تاريخ الأردن، حيث عقد الثلاثينات من القرن الماضي، وما زالت مناخات العروبة هي السائدة في بلادنا والمحيط العربي.
ويقول الملك المؤسس في يوم مولده في برقية خطها إلى رئيس الوزراء في 14/11/1935م، "إنه بحمد الله ومنه، قد منحت القدرة الصمدانية ولدنا طلالا مولوداً ذكراً في هذه الليلة المباركة، وهي الليلة الثامنة عشرة من شهر شعبان المبارك في الرابع والخمسين بعد الثلاثمائة والألف من هجرة العزة والشرف، وبما إنه من المقتضى إظهار مزيد من السرور والحبور على نعم الله وآلائه علينا، نعلمكم كي تذيعوه..".
كما بعث ببرقية الى الملك غازي يبشره بولادة الحسين وان تسميته جاءت تيمنا بالشريف الحسين بن علي.
وتروي أيضاً، أولى الوثائق التي خطها بيده في عمر الـ 17 عاماً، وهي عبارة عن رسالة كتبها لصحيفة أخبار اليوم المصرية بواكير البدايات، وهي أول تصريح صحفي له حين كان ولياً للعهد، يقول فيها " إني لأكرس حياتي لخدمة مليكي، ووطني، والعالم العربي، وإنني ممتلئ الآمال الكبيرة فى أن أعود إلى الأردن المفدى يوما وأتعاون مع الجميع فى ظل جلالة الوالد، وتحت توجيهه السامي، لإسعاد أبناء الأردن وأبناء العروبة الغالية جمعاء، لأن هذه أمنيتي فى هذه الحياة أن أحيا وأفنى فى سبيل الوطن والعروبة ."
وحملت عبارة "بني وطني" التي رددها الحسين عند تسلمه العرش منهاج عمل بقي حاضراً في عهده، إذ كان القريب من الجميع، ويرى في الناس مصدر قوته وعزة الأردن وعرشه.
ويعبر عن ذلك ما قاله في خطابه الأول، حيث يقول "ألا وأن العرش الذي انتهى إلينا ليستمد قوته – بعد الله – من محبة الشعب وثقته.وإني سانمي هذه المحبة وهذه الثقة، بخدمة الأمة ورعاية مصالحها، ورفعها فوق كل حساب واعتبار".
ويواصل بالقول "لقد جبت الوطن طولاً وعرضاً واستمعت إلى الكثير من أبناء وطننا الحبيب وتحدثت إليهم فامتلأت نفسي ثقة وعزيمة وفاض قلبي أملاً ورجاءً فأخذت العهد على نفسي مجانبة الراحة من أجلكم والعمل لخيركم والتضحية في سبيل اعزاز وطني..".
إن عهد الحسين بن طلال، مثل مرحلة هامة من تاريخ الأردن واعتبر عهد بناء الدولة بعد تأسيسها، وما زالت هذه السيرة ترفد لليوم حاضرنا بمفردات التعزيز والمواصلة.
رحم الله الحسين ، وحمى الله وطننا الهاشمي .
* عن " عمون نيوز "
الاستاذ محمد يونس العبادي كاتب متخصص بسيرة المغفورله الملك الحسين - عمل في الجامعه الاردنية ثم باحثا في الديوان الملكي الهاشمي ثم نائبا ومديرا للمكتبة الوطنية الاردنية سابقا