شريط الأخبار
توقع هطول زخات مطر خفيفة الأربعاء جيش الاحتلال سيبدأ الانسحاب من المدن بقطاع غزة الليلة حماس: عملية تل أبيب البطولية رد طبيعي على المجازر الصهيونية صاحب خطة الجنرالات: حماس انتصرت وإسرائيل هُزمت وفشلت الاحتلال: قررنا دفع ثمن باهظ لإعادة جميع الرهائن لبنان: حكومة جامعة من 24 وزيراً... و«المالية» للشيعة نتنياهو: لن ننفذ الهدنة قبل الحصول على القائمة حزب بن غفير يقدم استقالته من حكومة الاحتلال الأحد الاحتلال يحذر أهالي غزة قبل وقف إطلاق النار سكان غزة يترقبون وقف إطلاق النار ويخشون مفاجآت اللحظة الأخيرة من هو منفذ عملية تل أبيب مصر: قرابة 1890 أسيرا فلسطينيا سيفرج عنهم في أول مراحل اتفاق غزة شرطة الاحتلال الإسرائيلي: إصابة عدد من الأشخاص في إطلاق نار بتل أبيب المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة النائب المراعية يلتقي المواطنين في قضاء المريغة .. ترجمة لرؤى جلالة الملك والوقوف على احتياجات الأهالي ..صور سياسون: ديناميكية الحكومة وميدانيتها منحاها الثقة في استطلاعات الرأي مسؤولون: رئيسة وزراء إيطاليا ستحضر تنصيب ترامب أذربيجان تبدأ محاكمة انفصاليين أرمن من قادة كاراباخ الهلال الأحمر الفلسطيني: نحن بصدد تجهيز مستشفى ميداني كبير في غزة "هيئة الأسرى": إعلان أسماء الأسرى المحررين وفق آلية تدريجية خلال أيام التبادل

ســـارة السهيــل: الفنــون تعمــق المشتـــرك الإنسانـي وتعـزز قبـول الآخـــر

ســـارة السهيــل: الفنــون تعمــق المشتـــرك الإنسانـي وتعـزز قبـول الآخـــر


القلعة نيوز-
أكدت الكاتبة سارة السهيل ان السنن الكونية التي خلقها الله قائمة على الاختلاف، وأن الانسان مهيأ بفطرته للتعايش والتكيف مع كل ما هو مختلف، ومن ثم يصبح قبول الاخر امرا سهلا ولينا بل وقد يحقق لنا السعادة.
وقالت السهيل خلال كلمتها في لقاء «منتدى الرواد الكبار المعنون بـ»دور الفن في قبول الاخر» الذي أدارته المستشارة القاصة سحر ملص، وشارك فيه الفنان رسمي الجراح، وهيفاء البشير، إن الثقافة كمركب معرفي شامل للأداب والفنون والاخلاق تلعب دورا رئيسيا في قبول الاخر من خلال ما تقوم به هذه الاداب والفنون من تهذيب للسلوك الانساني وتعميق المشترك الانساني وما تحققه من سمو روحي يعلو فوق شبهات الماديات وشبهات التمييز العنصري او الثقافي.
ورأت السهيل ان الفنون والآداب تسهمان في التقريب بين الشعوب والحضارات بما تنقله من تجارب انسانية وفكرية مبدعة جديدة قادرة على تجديد الافكار وتطويرها بما يناسب معطيات الزمن، وخلال ادائها هذا الدور، فأنها تنقل للعقل البشري حقيقة ان هذا العقل ناقص بطبعة ومن ثم فانه لا يملك الحقيقة كلها، وان علاج هذا النقص يتم بالانفتاح على عقل الاخر ليكمل نقصه ويكمل معرفة الحقيقة، وبقدر ما نحتاج الاخر ليكمل نقص معرفتنا البشرية، فاننا بالضرورة لا يمكننا ان نحتقر الاخر او نكرهه او نقصيه؛ لاننا نحتاجه ليكمل معنا مسيرة المعرفة ورحلة الحياة.
ولفتت السهيل الى ان المعزوفة الروائية للكاتب الكويتي سعود السنعوسي «ساق البامبو» التي حصدت جائزة بوكر العربية عام 2013، تعد أنموذجا صارخا على سطوة المفاهيم الاجتماعية والثقافية المتحجرة على قيم قبول الاخر بل واقصائه وتهميشه ونبذه داخل جذره ووطنه.
واضافت «السهيل» أن التصوف الاسلامي قدم أدبا انسانيا رفيعا يحمل في طياته قيم قبول الاخر والحوار والتكامل معه على ارضية من الحب؛ فالمتصوفة مثل جلال الدين الرومي نبذوا الانغلاق وانفتحوا على المختلفين معهم بمنهج الحب والتسامح، وتبادلوا التأثير والتأثر، وهو ما نجده في استشهادهم بنصوص مأخوذة من الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل.
وشددت « السهيل « على ان طريق الحب والحوار وقبول الاخر هي مفتاح لكل داء، وزرعه في ثقافتنا اليومية عبر الاعمال الفنية والادبية ضرورة للنجاة من التعصب الاعمى وامراض الطبقية والفاشية الدينية والاجتماعية التي قلبت حياتنا جحيما، وأحالت ارضنا وسماءنا الى ساحات للاقتتال والحروب ـ وبدلا من ان تروى الارض بالماء لتنبت زهرا، ارتوت بدماء الشهداء والابرياء فأنبتت صبارا.
واختتمت «السهيل» كلمتها بالتأكيد على ان الدين ليس حكرا على شعب دون غيره، وكذلك الفنون والآداب والعلوم ليست حكرا على شعب دون غيره، والحقيقة الكاملة لا يمتلكها احد او جماعة دون غيرها، وانما هي قطرات من ماء المطر تشكل مع زخاتها وبمرور الوقت انهارا من المعرفة والتكامل والحكمة والابداع، ويجري النهر لمسافات بعيدة وقد يشكل جداول ومصابات جديدة يكتشفها ويفيد منها من يتعاون مع الاخر للعيش في سلام مشترك.
وقالت سارة السهيل: ان الثقافة هي واحدة من أبرز الرسائل والوسائل لإعادة تغيير صورة العرب والمسلمين النمطية وما يلصق بهم من أعمال عنف وإرهاب.و دعت لإنشاء قنوات فضائية و قنوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لايصال الصوت العربي للغرب بشكله الصحيح غير المشوه و نشر الثقافة العربية.
وأكدت سارة السهيل ان قبول الآخر هو جزء كبير من المواطنة و الحفاظ على امن الوطن و سلامته من كل مندس او عميل، وخاصة من المؤامرات الخارجية التي أطاحت بأمن و استقرار بعض البلدان العربية؛ فقبول الاخر هو اتحاد الشعوب لمواجهة اَي خطر. وقالت السهيل احدى مشاكل الخوف من الاخرين وعدم تقبل الاخر هي التكفير بسبب الدين او الطائفة، و ايضا الاسلاموفوبيا و ايضا الخوف من المرضى و خاصة الأمراض المعدية التي نجد انها منبوذة وغير مقبولة في مجتمعاتنا. وأكدت سارة السهيل على ضرورة دمج الفن والأدب في المجال الأكاديمي ونوهت إلى التجارب الغربية في مجال العلاج بالموسيقى و العلاج بالرسم.
من جانبها دعت هيفاء البشير الى التمسك بطوق النجاة من خلال الفن الذي يقرب ما بين البشر ويهذب النفوس في مواجهة مظاهر التعصب للذات وتهميش الاخر.
وبدوره رأى الفنان رسمي الجراح، أن قبول الآخر قضية معقدة ولها ما لها من ظروفها وتعقيداتها، وليست بالعملية السهلة، متسائلا لماذا قبلنا الثقافة والفنون الغربية؟ بينما لم يأخذوا شيئا من ثقافتنا، مشيرا إلى انه في مجال الرسم تحديدا تقبلنا افكارهم وتقنياتهم وذهبنا نرسم على قواعدهم الفنية وننتمي لمدارسهم الفنية من الكلاسيكية وحتى ما بعد الحداثه.
واوضح ان المقصود بالآخر، هم الغرب الذين قدموا مدارس فنية كانت تعتمد على العمق، في حين قمنا بتدوير تلك الاساليب فيما كان الغرب قد هجرها في الخمسينيات من القرن الماضي، لذلك بقينا مكاننا ولم نتقدم خطوة للامام.