
كتب: الإعلامية إيمان المغربي
------------------------------
لم يمت زياد الرحباني…
بل طفى ضو شقة فيها بيانو، وتلفزيون عتيق بيعرض نشرة أخبار مش مضبوطة التوقيت،
طفى ضوها وسكّر البيانو وقال: "خلص… بيكفّي لهون."
غاب اللي إذا غضب، عزف. وإذا تأمّل، كتب. وإذا ضحك، فجّر مسرح.
غاب اللي حكى عن فلسطين مش بصوت عالي، بل بصوت عميق،
اللي لما وزّع شعر درويش على وتر يوناني، صار صوت المقاومة بيشبه الحلم… والحقيقة.
ما كان مطرب وطن، كان موسيقى وطن.
ما كان ناطق باسم القضية، كان نبضها الخفي…
زياد، اللي كتب عنّا من غير ما يكتب لنا،
غنّى للبؤساء، للكسالى الجميلين، للعشّاق الخائبين،
للحرب اللي ما بتنتهي، للناس اللي تعبت تنتصر.
وداعًا زياد،
يا يلي كنت عايش بيننا مثل "اعتراض مدروس"،
يا يلي ما ارتحت باليُسر، وما انبطحت في عزّ السلطة،
سوف تفتقدك بيروت،
ليس بيروت المزيّنة لعدسات التلفزيون، بل بيروت المهروسة تحت الديون والإعلانات،
بيروت القهوة المرة، والمطاعم اللي ما بيدخلها الفقراء،
.. بيروت اللي كنت تحكي عنها… وتحبها رغم كل شي.