شريط الأخبار
دولة المؤسسات.... الملك يشارك بالمؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات في فرنسا الرواشدة يرعى انطلاق فعاليات أمسيات بني كنانة الثقافية في إربد / شاهد بالصور "مبادرة نوعية إنسانية"... جمع ثمن عجلين لذبحهم وتوزيعهم على الفقراء في قضاء صبحا بلواء البادية الشمالية الأمن العام ينفذ خطة أمنية ومرورية وإنسانية شاملة استعداداً لعطلة الأضحى مصر.. إجراء رسمي ضد قناة الزمالك "سبيربنك" الروسي يطلق سندات مرتبطة بعملة "البيتكوين" دول من أمريكا اللاتينية تعارض إسرائيل وتسحب سفراءها بسبب الحرب على غزة "دوري الملوك".. القناص ياسر القحطاني يحتفل على طريقة ولي العهد السعودي "فولكسفاغن" تعلن الاتفاق مع 20 ألف عامل على مغادرة الشركة بحلول 2030 مجلس أخلاقيات صندوق الثروة السيادي النرويجي يراجع استثماراته في بنوك إسرائيلية بعد ركلة جزاء ألفاريز المثيرة للجدل في "ديربي مدريد".. "يويفا" يتخذا قرارا حاسما الصفدي يلتقي وفدا من وزارة الخارجية السورية أبو صعيليك يلتقي سفراء التغيير من موظفي القطاع العام "الطاقة" النيابية تطلع على واقع العمل وأتمتة الخدمات في هيئة تنظيم قطاع الطاقة العيسوي يلتقي فعاليات شعبية وشبابية ونسائية ورياضية من أبناء لواء بني كنانة المومني : المشاركة السياسية لا يمكن أن تزدهر دون إعلام مسؤول ومهني يحترم الحقيقة الأميرة عائشة ترعى تخريج الفوج الخامس والعشرين من مرشحات كلية الأميرة منى للتمريض الرواشدة يلتقي سفير سلطنة عُمان في المملكة وزير الخارجية يلتقي لجنة الشراكات والتعاون الأمني في الناتو

إنجازات البرنامج النووي الأردني في الاستخدامات السلمية

إنجازات البرنامج النووي الأردني في الاستخدامات السلمية

القلعة نيوز : بدأت أسعار الطاقة في الأردن بالارتفاع بعد عام 2003 نظرا لوقف المنحة والمساعدة البترولية من العراق الشقيق للأردن حيث ظهرت زيادة كبيرة في تكاليف الطاقة الكهربائية. ونظراً لاعتماد الاردن على استيراد اكثر من 95% من احتياجاته من مصادر الطاقة وبتكلفة عالية تزيد عن 20% من الناتج المحلي الاجمالي بالإضافة الى أن محطات توليد الكهرباء في الاردن قديمة نسبيا ومن المقرر انتهاء مدة صلاحية معظمها بحلول عام 2025، وتبعا لذلك فسوف تؤدي الزيادة المتوقعة في استهلاك الكهرباء الى توسيع الفجوة بين القدرة الكهربائية المتاحة والطلب على الكهرباء. واستجابة لهذه التحديات قامت المؤسسة الدولية لمصادر الطاقة عام 2006 بدراسة وتقييم اولي لخيار إقامة محطة للطاقة النووية في الاردن، اضافة الى دراسة جدوى لمفاعل نووي ذي حجم تجاري. ولقد خلصت نتائج هذه الدراسة الى دعم استخدام الطاقة النووية في الاردن.
ونظراً لأهمية الطاقة وأهمية العمل على توفير مصادر محلية دائمة لها، فقد أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في عام 2007 بأن الاردن ينظر الى تطوير برنامج نووي اردني للأغراض السلمية وأن الاردن سيكون إنموذجا لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. ولقد كان هذا الاعلان قراراً برؤية ثاقبة لخيار استراتيجي للتصدي للتحديات الصعبة التي تواجه الاردن ممثلة بقلة مصادر الطاقة المحلية والطلب المتزايد على الطاقة وشح مصادر المياه. وفي عام 2007 تم وضع الاستراتيجية الوطنية الأردنية للطاقة والتي تضمنت تنويع مصادر الطاقة المحلية التقليدية والمتجددة والصخر الزيتي واليورانيوم واستغلالها وإدخال الطاقة النووية كأحد بدائل توليد الطاقة الكهربائية. وتم في عام 2008 إنشاء هيئة الطاقة الذرية الاردنية وإنشاء هيئة تنظيم العمل الاشعاعي والنووي تأكيداً على شفافية العمل في البرنامج النووي الاردني. وكنتيجة للعمل الدؤوب لهيئة الطاقة الذرية الأردنية وبعد مضي أكثر من (10) أعوام على انطلاقة البرنامج النووي الاردني نستطيع عرض انجازات مشاريع البرنامج النووي الأردني في الاستخدامات السلمية من خلال ما يلي: * أولاً: بناء القدرات والموارد البشرية الأردنية المؤهلة : عملت هيئة الطاقة الذرية الأردنية على بناء القدرات والكوادر البشرية الاردنية في العلوم والتكنولوجيا النووية من خلال تدريس البرامج المتخصصة في العلوم والتكنولوجيا النووية بدءا ببرنامج البكالوريوس في الهندسة النووية وبرامج الماجستير في الفيزياء النووية والفيزياء الطبية في الجامعات الاردنية. ولقد تخرج من برنامج البكالوريوس في الهندسة النووية أكثر من (160) مهندسا ومهندسة وباشر عدد كبير منهم العمل في المشاريع النووية في الاردن والدول العربية المجاورة التي بدأت برامج نووية. كما عملت الهيئة على دعم وتوفير المنح والبعثات الدراسية والتدريب المتخصص من خلال ابتعاث الطلبة الاردنيين للدراسة في برامج الماجستير والدكتوراه في عدد من الدول المتقدمة في الطاقة والتكنولوجيا النووية شملت كل من فرنسا وروسيا وكوريا الجنوبية والصين، وبلغ إجمالي عدد المبعوثين الذين تخرجوا من جامعات خارج الاردن اكثر من (175) مبعوثا، وبلغ عدد الاردنيين حاليا الذين حصلوا على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الهندسة النووية والعلوم النووية الاخرى ما يزيد عن (300) طالبا وطالبة بالمقارنة مع قلة اعداد الاردنيين في هذه التخصصات قبل عام 2008 حيث كانت تعتبر تخصصات نادرة. *ثانياً: المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب : تم بناء المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية ليوفر منصة قوية للبحث العلمي والتدريب لطلبة الهندسة النووية والعلوم النووية الاخرى وانتاج النظائر المشعة الطبية والصناعية ولدعم التطبيقات النووية في مجالات الطب والزراعة والمياه والصناعة على مستوى الاردن والمنطقة. ومن الجدير ذكره انه قد تم افتتاح هذا المفاعل برعاية ملكية سامية نهاية عام 2016 ، وحصل على الرخصة التشغيلية من هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن الاردنية في عام 2017 ،كما حصل المفاعل عام 2018 على التراخيص اللازمة من مؤسسة الغذاء والدواء الاردنية لترخيص نظير اليود المشع (I-131) للاستخدامات الطبية، ونجح الفريق الاردني العامل في المفاعل في انتاج نظائر اليود المشع (I-131) والتوسع في الانتاج ليشمل نظائر التكنيشوم (Tc-99m) والأريديوم (Ir-192) واللوتيسيوم (177). وقد تم تزويد كافة مراكز الطب النووي في الاردن والبالغ عددها 15 مركزا باليود المشع (I-131) منذ نهاية العام الماضي 2018 مجاناً ، وتجدر الاشارة الى ان الخطط الحالية تهدف الى التوسع في انتاج نظائر مشعة أكثر للاستخدامات الطبية والصناعية في الاردن والمنطقة، هذا مع العلم أنه تم العمل على تشغيل تقنية التنشيط النيوتروني للمفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب بنجاح والتحقق من دقة نتائجها بالمقارنة مع نماذج قياسية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، و أصبح المفاعل جاهزاً لاستقبال العينات المراد تحليلها من الجامعات والمؤسسات الاردنية المعنية وقطاعات الانتاج والخدمات في الاردن، وذلك لتحديد مكوناتها والعناصر الداخلة في تركيبها باستخدام تقنية التنشيط النيوتروني، وستفيد هذه التقنية علم المعادن والآثار والصناعة وعلم الجريمة وغيرها. ومن الجدير ذكره أن مديرية الخدمات الطبية الملكية عقدت مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية اتفاقية لتزويدها بمصادر اليود المشع (I-131) المستخدم في الطب النووي دعماً للتعاون والتنسيق المستمرين بين الهيئة والخدمات الطبية الملكية في انتاج وتسويق وتطوير النظائر المشعة المنتجة من المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب . وقد تم وضع خطة تجارية لاستخدام المفاعل تشمل تسويق النظائر المشعة من خلال تحديد حاجة السوق الاردني والمنطقة المجاورة كما يعتزم توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات شراكة مع الشركات الاردنية المؤهلة في امور انتاج وتطوير وترخيص وتسويق النظائر المشعة والمواد الصيدلانية الطبية المشعة محلياً واقليمياً وعالمياً. ومن الجدير ذكره أن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يعمل كاملا بأيدي وكفاءات أردنية، وتم تشكيل اللجان العلمية المتخصصة لتوسيع قاعدة استخداماته المختلفة في التعليم والتدريب للطلبة والباحثين في الأردن، كما سيتم استخدامه للتدريب والبحث العلمي كمركز إقليمي ونقطة الاستقطاب الأولى في المنطقة؛ نظراً لأنه يتناول أرقى مناحي العلوم والتكنولوجيا النووية، وليثبت للعالم مجدداً أن الأردن سبّاق في امتلاك نواحي التميز والرفعة مكللة بكونه واحة للأمن والاستقرار التي تجذب أنظار العالم. *ثالثا: استكشاف وتعدين اليورانيوم الأردني : تضمنت دراسات سلطة المصادر الطبيعية في اوائل ثمانينيات القرن الماضي وجودا لكميات كبيرة من خامات اليورانيوم في عدة مناطق من المملكة، وبسبب طبيعة رواسب خامات اليورانيوم في منطقة وسط الاردن (موقع سواقة) فقد اختيرت تلك المنطقة لإجراء انشطة استكشافية تفصيلية لليورانيوم، بحيث كان اول مشروع تموله هيئة الطاقة الذرية، هو انشاء شركة تعدين اليورانيوم الاردنية عام (2013) لتتولى ادارة مشروع اليورانيوم وسط الاردن، ولقد شملت مسؤوليات الشركة اعمال الاستكشاف وتطوير المعالجة المثلى لخام اليورانيوم على نحو يقود الى تطوير وحدة تعدين على المستوى التجريبي وانجاز دراسة جدوى بنكية بغرض انتاج ما يقارب من (400) طن من الكعكة الصفراءسنويا، على ان يصل الانتاج من الكعكة الصفراء الى (1000) طن سنوياً في النهاية، والاستفادة من المنتج كوقود لمحطة الطاقة النووية في الاردن ومخزن (بنك) اقليمي للوقود النووي. لقد أصدرت الشركة الاردنية لتعدين اليورانيوم وفي عام (2016) تقريرا نهائيا لتقدير مخزون اليورانيوم في منطقة وسط الاردن بــ (40) الف طن طبقا لقواعد اللجنة المشتركة لاحتياطات المواد الخام وتم تصنيفها كنتائج استكشاف مبوبة وفق التبويب العالمي( JORC) حيث تؤكد على وجود اليورانيوم في وسط الاردن بكميات تجارية ستعتمدها الشركات المتخصصة بالاستثمار. وفي مجال استخلاص اليورانيوم من الخام الاردني قام فريق الشركة الاردنية لتعدين اليورانيوم بتصميم العملية الصناعية الخاصة باستخلاص اليورانيوم باستخدام تكنولوجيا النض بالأكوام وتطويرها وجرى اختبارها على مستوى ريادي، وتم بواسطتها انتاج (1) كغم من الكعكة الصفراء بعد معالجة (6) اطنان من خام اليورانيوم. وستواصل الهيئة من خلال شركة تعدين اليورانيوم الأردنية أستكمال العمل على إنشاء منشأة ريادية وتشغيلها لإنتاج الكعكة الصفراء التي يمكن استخدامها كوقود لمفاعلات الطاقة النووية الاردنية. نظرا للتطور النوعي الذي يشهده مشروع اليورانيوم الاردني والذي بلغ مرحلة متقدمة هندسيا من التطبيق الصناعي الريادي، فقد تم توقيع عقد بحث وتطوير لمشروع تعدين اليورانيوم في منطقة وسط الاردن بين هيئة الطاقة الذرية الاردنية ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في المملكة العربية السعودية في آذار من عام 2017، ويتيح العقد الموقع بين الجانبين التعاون في مجال استكشاف واستخلاص اليورانيوم ، كما يشمل ايضا تدريب الكفاءآت السعودية على المهارات الفنية والهندسية المطلوبة لتنفيذ هكذا مشروع . هذا مع العلم أن شركة تعدين اليورانيوم الاردنية بصدد انشاء مركز تدريب اقليمي متميز وفريد من نوعه في الشرق الاسط يسعى لتدريب الاشقاء العرب على استخلاص اليورانيوم لاستخدامه في الاغراض السلمية. وسيسهم هذا المركز في رفد صناعة التعدين في العالم العربي بالكفاءات المدربة والمؤهلة اللازمة للارتقاء بهذا القطاع الصناعي الهام. * رابعاً: مركز السنكروترون : تم بناء وتشغيل مركز السنكروترون (سيسامي) كأول مركز اقليمي للتميز في البحث العلمي في منطقة الشرق الاوسط برعاية اليونسكو وباستضافة الأردن له في بلدة علان (محافظة البلقاء) وقد تم افتتاح هذا المركز برعاية ملكية سامية في 16 أيار عام 2017. يُصدر مسارع ضوء السنكروترون حزم الاشعة السينية والاشعة تحت الحمراء والاشعة فوق البنفسجية التي تستخدم لإجراء البحوث العلمية والتجارب العملية في علوم الفيزياء والكيمياء والاحياء والبيئة والآثار والجيولوجيا والمواد والتطبيقات المختلفة في الزراعة والصيدلة والطب والهندسة والصناعة . وحاليا فقد تم التشغيل الكامل لمطيافية الاشعة السينية ومطيافية الاشعة تحت الحمراء ومطيافية الاشعة السينية لعلوم المواد، كما تم الاطلاق الاول لبرامج البحث العلمي باستخدام مركز السنكروترون لاستقبال اولى فرق البحث من مستخدمي ضوء السنكروترون في صيف عام 2017 وتضمن اختيار (23) فرقة بحثية شملت فرقاً بحثية من اساتذة الجامعات الاردنية لإجراء تجارب بحثية في علوم البيئة والآثار والجيولوجيا خلال شهر أيلول عام 2017. كما أعلن المركز في عام 2018 عن الاطلاق الثاني لاستقبال مقترحات البحوث العلمية لاستخدام مطيافية الأشعة السينية ومطيافية الاشعة تحت الحمراء ولقد تم اختيار (57) فرقة بحثية شملت (15) فرقة بحثية للباحثين الاردنيين وسيتم الانتهاء من هذه المشاريع البحثية مع نهاية عام 2019 ليضاف ذلك لمسيرة نجاح نحو تطوير وبناء القدرات البشرية الأردنية لاستخدام الأنشطة والمراكز البحثية المتخصصة في الأردن. كما تم في نهاية عام 2019 الاعلان عن الاطلاق الثالث لاستقبال مقترحات البحوث العلمية لاستخدام مطيافية الأشعة السينية ومطيافية الاشعة تحت الحمراء ومطيافية الاشعة السينية لعلوم المواد والتي سيتم اجراءها عام 2020. وحرصاً من هيئة الطاقة الذرية الأردنية على الاستفادة من مركز السنكروترون كمركز للتميز في البحث العلمي في الأردن فقد دعمت الهيئة اللجان المختلفة لأنشطة مركز السنكروترون التي شملت اللجنة الوطنية الأردنية لمركز السنكروترون والتي تشمل مهامها وضع السياسات والبرامج الوطنية الأردنية لعمل المركز واللجنة الأردنية لمستخدمي ضوء السنكروترون والتي تضم ممثلين من الجامعات الأردنية والمراكز البحثية المعنية بالإضافة الى الشبكة الأردنية لمستخدمي ضوء السنكروترون والتي تضم اعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا في الجامعات الأردنية والباحثين من المؤسسات الأردنية المعنية. وتضم الشبكة حالياً أكثر من (125) باحثاً يمثلون الفرق البحثية الاردنية المتخصصة في المجالات والتطبيقات المختلفة لضوء السنكروترون لاهتماماتهم وتخصصاتهم العلمية. وخلاصة القول أن مركز السنكروترون (سيسامي) يُعد مكسباً وطنياً واستثماراً علمياً اقتصادياً يقدم فوائد كثيرة للجامعات الأردنية ومراكز الأبحاث والقطاعات التنموية في الأردن والتي تمثل الركيزة الاساسية لدعم مشاريع وخطط التنمية الوطنية الأردنية الشاملة. *رئيس اللجان الوطنية الأردنية لمركز السنكروترون