شريط الأخبار
الروسية بيكولوفا تفوز بميدالية فضية في بطولة العالم للتايكوندو السعودية تطلق أول نظام تشغيل للذكاء الاصطناعي في العالم تاكر كارلسون: بوتين هو الزعيم الأكثر شعبية في العالم مصر تعطل جميع مسابقاتها الرياضية بوتين يصادق على اتفاق تشجيع التبادل الاستثماري مع الصين زاخاروفا: سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة ستؤدي لركود عالمي لامين جمال يجهز مبلغا ضخما للاستحواذ على قصر بيكيه وشاكيرا القضاة يلتقي مدير إدارة الشؤون الامريكية في وزارة الخارجية السورية وزير الخارجية يبحث ونظيرته الفلبينية العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الحجايا يكتب : لا خوف على الأردن بقيادته الحكيمة وشعبه القوي ، ملك لا يهاب شيئا وفي ظهره أردني يرفع الرأس عاليا بين “لا تهاجر يا قتيبة” للرزاز و”افتحوا الأبواب للهجرة” للفراية و”73 عامًا للوظيفة” للنهار .. أحلام الشباب الأردني تُدفن في وضح النهار القاضي وحسان يؤكدان أهمية التعاون بين الحكومة والنواب المومني: للأردن دور ريادي في دعم مسارات الابتكار والتحول الرقمي وزير الخارجية يثمن موقف الرئيس الأميركي الحازم ضدّ ضمّ الضفة الغربية الصفدي ونظيره الطاجيكي يناقشان تثبيت وقف إطلاق النار في غزة السفير القضاة يستقبل المبعوث الإسباني الخاص لسوريا في دمشق قناة بي بي سي تبث اليوم وثائقيا حول الجهود الإغاثية الأردنية في غزة يتضمن مقابلتين مع الملك والملكة إسرائيل تنهي حالة الطوارئ في الجنوب لأول مرة منذ 7 اكتوبر ترامب: سأمدد جولتي الآسيوية إذا أراد كيم لقائي الحكومة: منظومة التعيين ترتكز على الشفافية وتكافؤ الفرص

بين “لا تهاجر يا قتيبة” للرزاز و”افتحوا الأبواب للهجرة” للفراية و”73 عامًا للوظيفة” للنهار .. أحلام الشباب الأردني تُدفن في وضح النهار

بين “لا تهاجر يا قتيبة” للرزاز و”افتحوا الأبواب للهجرة” للفراية و”73 عامًا للوظيفة” للنهار .. أحلام الشباب الأردني تُدفن في وضح النهار
شادي سمحان
لم تمر سنوات كثيرة بين تصريح رئيس الوزراء الأسبق عمر الرزاز وهو يخاطب أحد الشباب قائلاً لا تهاجر يا قتيبة ابق في وطنك فالأردن يحتاجك وبين تصريح وزير الداخلية الذي دعا فيه الدول الأوروبية إلى فتح أبواب الهجرة أمام الشباب الأردني الباحث عن فرص عمل ومستقبل أفضل المفارقة وحدها كافية لتختصر حجم التحول في النظرة الرسمية إلى واقع الشباب وحجم الفجوة بين الخطاب المثالي والواقع المرير.
فما بين نداء الأمل الذي أطلقه الرزاز عام 2019 وتصريح يفتح بوابات الرحيل رسميًا في عام 2025 تتكثف حكاية جيل أردني كامل يقف على مفترق صعب تتنازعه الرغبة في البقاء والاضطرار إلى الهجرة.
أزمة بطالة بلا أفق
الأرقام وحدها تتحدث بمرارة فتصريح رئيس ديوان الخدمة المدنية فايز النهار بأن الأردني يحتاج إلى 73 عامًا للحصول على وظيفة حكومية لم يكن مجرد رقم عابر بل صفعة للآمال المعلقة على الوظيفة العامة باعتبارها الملاذ الآمن للشباب بعد سنوات التعليم الطويلة هذا الرقم كشف عمق الأزمة في سوق العمل الأردني حيث يواجه الشباب نسب بطالة تتجاوز 20 بالمئة وفق الأرقام الرسمية وترتفع أكثر في المحافظات البعيدة عن العاصمة في ظل غياب مشاريع تنموية حقيقية تعيد الأمل إلى القرى والأطراف.
جيل بين التناقضات
يتابع الشباب الأردني المشهد السياسي والاقتصادي بين تصريحات تحثهم على الصبر والبقاء وأخرى تدعوهم إلى الهجرة وطلب الرزق في الخارج هذا التناقض في الرسائل الرسمية يعكس غياب استراتيجية وطنية واضحة لمعالجة أزمة البطالة ويشعرهم بأن الدولة تخلت عنهم تدريجيًا لصالح حلول آنية لا تمس الجذور.
فحين يسمع الشاب الأردني من وزير في حكومته أن الدول الأوروبية مدعوة لاستقبالهم يشعر وكأن الباب يفتح من الداخل لا من الخارج وكأن الوطن الذي حلم بخدمته يقول له صراحة لم أعد أملك لك مكانًا.
بين الهجرة والاغتراب الداخلي
الهجرة لم تعد حلمًا كما كانت في السابق بل تحولت إلى وسيلة هروب من واقع اقتصادي خانق كثير من الشباب الذين قرروا البقاء يعيشون اليوم نوعًا آخر من الهجرة لكن داخل الوطن نفسه هجرة صامتة إلى العزلة وفقدان الأمل والإحباط المستمر من السياسات المتكررة التي لا تلامس احتياجاتهم الفعلية.
شباب أنهكهم الغلاء والبطالة والوعود غير المنجزة يرون المستقبل في الغربة أو في مشروع صغير بالكاد يسد الرمق بينما تتراجع الطبقة الوسطى التي كانت تشكل عماد التوازن الاجتماعي.
صرخة جيل يبحث عن معنى
بين لا تهاجر يا قتيبة وافتحوا لهم الأبواب ضاعت الأحلام وانكسرت الطموحات لم يعد الشباب الأردني يبحث فقط عن وظيفة أو راتب بل عن معنى للانتماء في وطن يشعرون أنه لم ينصفهم جيل يملك الوعي والتعليم والطاقة لكنه يقف على حافة اليأس ينتظر من الدولة رؤية حقيقية تزرع الأمل لا الشعارات وتقدم الفرص لا النصائح.
لقد آن الأوان لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة وشبابها لا على أساس الخطابات والعواطف بل على أساس العمل الجاد وتوزيع الفرص بعدالة ودعم المبادرات المنتجة لأن الأوطان لا تبنى بالهجرة بل بإعادة الثقة في إمكانية البقاء.