شريط الأخبار
الإفراج عن الداعية السعودي الشيخ بدر المشاري الحكومة تتوقع إصدار جدول تشكيل الوحدات الحكومية منتصف العام الحكومة تطلب "احتساب المكافآت" لـ ممثليها في مجالس الإدارة إيفانكا ترامب تذهل الجميع بفستانها الأنيق في حفل تنصيب والدها - شاهد بالصور الصفدي ⁦‪‬⁩يعقد لقاءات موسعة مع نظرائه وزراء خارجية دول أجنبية وعربية ومسؤولين أمميين في دافوس ولي العهد: خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة ولي العهد يلتقي رئيس الوفد البحريني المشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي وزير الخارجية: المنطقة تحتاج أن نتقدم فعلا في إنهاء الحرب على غزة والضفة الغربية ترامب يتوعّد روسيا بعقوبات إذا لم تتوصّل "فورا" إلى حل للنزاع مع أوكرانيا مبعوث ترامب: سأذهب لغزة للتحقق من وقف إطلاق النار "النواب" يُحيل مشاريع قوانين إلى اللجان النيابية المُختصة وزير الشؤون السياسية: مسيرة التحديث حصنت الأردن وجسدت أهم عناصر قوته إدارة ترامب تقبل استقالة السفيرة الأمريكية لدى الأردن الشيباني: رفع العقوبات الدولية هو مفتاح استقرار سوريا وزير الطاقة: 13 مذكرة لاستخراج الثروات الطبيعية في الأردن ولي العهد يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الموعد والقنوات الناقلة لمباراة مصر وأيسلندا في مونديال كرة اليد بوتين يعلن ارتفاع عائدات روسيا غير النفطية بنسبة 26% في عام 2024 إسرائيل تعرض تسليم أسلحة روسية استولت عليها من غزة ولبنان إلى أوكرانيا

مازن جابر يكتب : هل لفايرس كورونا تاثير على حقوقنا الإنسانية؟..

مازن  جابر يكتب : هل لفايرس كورونا تاثير على حقوقنا الإنسانية؟..


القلعه نيوز - مازن جابر *

مع إنتشار الخوف والقلق إزاء تفشي فيروس كوفيد-19 حول العالم، بدأ الكثير من الناس بطرح أسئلة صعبة حول كيفية تأثير الوباء على حقوقنا الإنسانية. هل من الضروري ضبط الحدود لأحتواء الفيروس؟

هل الحجر الصحي أو حظر التجول اللذان تفرضهما الحكومات انتهاك لحقنا في التنقل بحرية فأقول له بداية نحن بحاجة إلى دورات تدريبة مجانية عن طريق الأنترنت.

ولكن جائحة كورونا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. ولعلها المرة الأولى التي تشمل العالم كله فتغدو البشرية مكبلة خائفة مترقبة تتابع بقلق وخوف ذلك الوحش الذي يجتاحها من داخل الحدود فتغلقها، ومن داخل المدن فتقطع أوصالها ومن بين المقربين فتباعدهم وتخلق الهواجس بينهم بمجرد عطسة.

جائحة الهلع من كورونا والتوجس منه وتلقي الأخبار فيما بينا والمعلومات والشائعات وأيضًا التأثيرات النفسية والفكرية والإجتماعية لها التاثير ونحن داخل الحجر وجعل الكثير من دول العالم في مواجهة العجز ورهينة التقصير.

وربما تكون ضحية لقلة التدبير وقلة الموارد وايضًا لصعوبة إيجاد لقاح لهذا الفايروس على مستوى العالم. فلم تجد سوى أن تفرض على الناس أن يتباعدوا جسديًا ولكن ليتواصلوا أكثر على المستوى الإنساني.

ورغم هذا التباعد الجسماني فقد تشارك ولأول مرة في التاريخ مئات الملايين في تحمل أعباء الكفاح لهزيمة هذه الجائحة بالتخلي عن أنماط حياتهم وعاداتهم وتحمُّل تعثر أعمالهم وإنخفاض مداخيلهم والإنفاق من مدخراتهم وربما فقدان وظائفهم وإيقاف دورة حياتهم المعهودة

ولعلها كذلك المرة الأولى التي تتناغم فيها البشرية مع ذات القيم والتوجهات في نفس الوقت وتعْبر خنادق السياسة والإقتصاد. لتلتئم الإنسانية في بحثها عن إنقاذ الحياة، حتى صارت قيمة الحفاظ عليها العامل الأول لرسم السياسات. وتعززت قيمة تشارك المسؤولية في الحفاظ على الذات والآخر وشاعت قيمة العطاء أكثر مما أستحوذت قيمة الأنانية.

لقد قيل الكثير عن عالم ما بعد كورونا على صعيد العلاقات الدولية وتحولات الاقتصاد التنافسي، وهذا متصور وسيكون. ولكنه شغل بال الكثيرين مع أن التغير الأبرز والأعمق في عالم ما بعد كورونا هو بسبب منعكساتها على الصعيد الفردي والإجتماعي والحقوقي.

وكذلك الآثار النفسية والقيمية والإجتماعية لهذه الجائحة على مستوى الدولة. وكذلك على طبيعة الإقتصاد وتوجهات التطور التقني ودوافعه وعلى التسارع إلى تحويل الوظائف إلى أعمال إلكترونية.

وأيضاً لعلها المرة الأولى التي يتشارك فيها هذا العدد الهائل من البشر كل هذه التساؤلات والتقييمات وصولاً لمقارنة أخلاق أرباب العمل بأخلاقيات العمل. وكيف ستكون تداعيات ذلك على مستقبل الوظائف والاقتصاد.

ولعل أول ما سيتبدّى من آثار تلك الجائحة هو التغير في نمط الأستهلاك وطبيعة الأقتراض ومفهوم الإدخار وآليات الإنفاق. وإعادة النظر في كثير من العادات الأستهلاكية والمفاهيم السائدة.

وبالتالي سيكون لكثير من المفاهيم السائدة عن الحريات الشخصية بمعناها الواسع. ومن يقف في وجهها وبيده الدليل على أن هذا الكوكب ما هو إلا مركب واحد. وأن من حق الإنسانية صون هذا المركب ببعض الانضباط والتقييد، وسيظهر وعي متزايد بأهمية الوقوف ضد كل أشكال التمييز ضد حق الحياة فكل ثناء على الأداء الإعلامي والحكومي إزاء جائحة كورونا . وسينعكس ذلك ايضًا إقتصادياً ببعد آخر يعيد النظر في إستراتيجيات الإنفاق الحكومي

وسيأتي يوم ينضج فيه النداء والضغط للوصول إلى اتفاقيات عالمية لمنع الأسلحة الهجومية والأسلحة الثقيلة، وتحويل ميزانياتها لصالح التعليم والصحة وباقي الخدمات وسيكون لهذا الصوت ما يبرره من وقائع وحقائق لا تقبل الجدل أمام الإصرار على حق الحياة.

وسيكون هناك نظر متفحص لمدى فعالية حماية الدولة لقطاع الموظفين من جائحة التسريح عند أول تهديد بانخفاض أرباح أرباب العمل، وربما سيتطور ذلك للنظر في مدى فعالية الدولة بكينونتها الحالية أمام أقطاب المال والأعمال.

ولعل أوقع تداعيات جائحة فيروس كورونا هي التطورات التي تحدثها تلك الجائحة لجعل العالم كله ينتظر علاجًا بغض النظر عمن سيأتي به ومن أي بلد وأي قومية كان وسيتخلى العالم عن عصبياته وهو يسعى للعلاج والقضاء على هذا الوباء.

مجمل القول إن عالم ما بعد كورونا ليس كما قبله بالتأكيد. وليس بفعل السياسة والسياسيين لوحدهم بقدر ما هو تبلور وعي يصنع ثقافته ويجذرها ويتملك أدواته الضاغطة على السياسيين ليحدث تغييرًا في السياسة ولتظهر التحولات من الداخل ومن ثم في الخارج ليتشكل عالم ما بعد كورونا بالمشاركة الأوسع في هزيمتها والإنتصار للإنسانية

---------------------------

* *- عضو ناشط في منظمة العفو الدولية