القلعة نيوز : لم يعد ارتداء الكمامات الطبية في قطاع غزة، أمراً يقتصر على الفئات المصابة بفيروس كورونا، أو المخالطين لهم، أو المشتبه بإصابتهم.
فقد باتت الكمامات تُكمل أناقة الشابات الفلسطينيات، لا سيما العرائس منهن في ليلة العمر، التي اختزلتها أزمة كورونا العالمية، إلى تَجمع يضمّ أفراد العائلة فقط داخل المنزل، بدلا من حفلة زفاف ضخمة.
ويعدّ ارتداء الكمامات، السمة الغالبة على سكان كافة الدول التي تفشّى فيها فيروس كورونا، وذلك بتوصية من المؤسسات الصحية في بلادهم.
وفي غزة، بدأ بعض السكان بارتداء الكمامة الطبية، بعد توصية الجهات الحكومية المختصة بضرورة ارتدائها عند الخروج من المنزل، للوقاية من الفيروس، رغم قلّة الإصابات، وانحصارها في مراكز الحجر الصحي.
لكن هذه الكمامات، بدأت بالتحول إلى قطع "إكسسوار" تُكمل أناقة المرأة العصرية، وتكسر حاجز الخجل من ارتدائها.
** كمامات لـلعرائس
السيدة ميرفت أبو محيرب (38 عاما)، صاحبة ورشة للخياطة في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، ابتكرت كمامات "السواريه"، أو "المناسبات"، من أجل إكمال أناقة العروس، وإعطائها البهجة.
كما أرادت من خلال هذه الخطوة تسليط الضوء على التأثير السلبي لكورونا، على طقوس الزفاف بغزة، وحرمان العروس من حفلة العمر.
وتقول أبومحيرب في حديث للأناضول: "بعد قرار الجهات الحكومية إغلاق الصالات حرمت العرائس من حفلة الزفاف، فقررت أن ألفت نظر الناس وأعوض قليلا من الفرحة، بصناعة الكمامات المرصعة بالخرز اللامع".
وتستخدم أبو محيرب، بمساعدة اثنتيْن من المصممات، العاملات في مجال الخياطة، الأدوات البسيطة لصناعة تلك الكمامات المزينة.
ومن تلك الأدوات "القماش المُطعّم بالخرز الصغير اللامع، وحبّات اللؤلؤ البيضاء، وقماش الدانتيل المزخرف، وقماش الفرو، وورق الفوم المقوّى واللامع"، على حدّ قولها.
وتصنع أبو محيرب الكمامات بألوان زاهية مختلفة إلى جانب الأبيض، كي يناسب فساتين الزفاف.
إلا أن تلك الكمامات تُستخدم للزينة فقط، حيث لم يتسن لها الحصول على القماش الطبي، المخصص لصناعة الكمامات، بسبب انخفاض الدخل جرّاء أزمة كورونا.
وتذكر أبو محيرب أن فكرة هذه الكمامات لاقت استحسانا لدى السيدات بغزة، خاصة الشابات والمقبلات على الزواج.
** تأثير أزمة كورونا
أزمة جائحة كورونا أثّرت سلبا على عمل ورشة الخياطة، حيث انخفض فيها العمل بنسبة تصل إلى 30 بالمئة، إذ كانت تعتمد على "الأفراح" في عملها.
هذا التراجع، دفع أبو محيرب للاستغناء عن موظفتيْن كانتا تعملان لديها، كما قلل من مدخولات الورشة، وأجور العاملتيْن المتبقيتيْن.
وتلفت أبو محيرب إلى أنها في هذا الموسم من كل عام، كانت تستقبل عشرات الطلبات لتصميم أثواب الصلاة، والعبايات الخاصة بزيارة الأرحام.
وتضيف: "إلا أن اليوم بسبب إجراءات منع انتشار كورونا، وإغلاق المساجد، انخفض الطلب على تلك الملابس".
وتبين السيدة الفلسطينية أن سعر تصميم هذه الملابس انخفض أيضا مراعاة لأحوال الناس؛ خاصة وأن بعضهم فقد عمله جرّاء الأحوال الاقتصادية التي ترافقت وظهور الفيروس.
وفي ذات السياق، فإن أبو محيرب تعاني من قلة القماش المتوفر في الأسواق، بسبب كورونا.
ومنذ بداية مارس/ آذار الماضي، اتخذت الجهات الحكومية المختصة عددا من الإجراءات الوقائية في غزة، لمنع تفشي الفيروس.
لكن تلك الإجراءات لم تصل إلى إعلان حالة الطوارئ بالقطاع، أو فرض حظر التجول، فيما تم إغلاق المؤسسات التعليمية، والمرافق الاقتصادية ذات العلاقة بالسياحة والفنادق والمطاعم، إلى جانب وقف الصلاة بالمساجد.
** توعية الأطفال
وفي إطار توعية الأطفال بضرورة ارتداء الكمامات للوقاية من فيروس كورونا، صممت أبو محيرب كمامات مرصعة ولامعة لهم.
وتقول إن "توعية الأطفال، بأدوات محببة لهم، يكون لها أثر أكبر من مجرد إلقاء النصائح".
كما صممت كمامات صغيرة لدمى الأطفال، في إطار توعيتهم بضرورة الوقاية من الفيروس العالمي.