القلعة نيوز : الإدعاء بأن البترا
المدينة الأردنية يهودية
كل آثار عربية تقع في محيط حدود الدولة العبرية، المقر الذي صهيونياً ينسبه اليهود إليهم، مع أنهم معروف عنهم الإبداع فقط في جني المال وكنزه وابتزاز المدينين لهم برباً فاحش ليتضاعف أضعافاً مضاعفة، فمعروف عن قارون اليهودي - وزيرفرعون - الثراء الفاحش وعن نبي الله يوسف عليه السلام القدرة الاقتصادية فشغل منصب وزير المالية باقتدار لدى الفرعون، فبعد أن نسبوا الأهرام والآثار في فلسطين التاريخية، خاصة المقامات التي تعود لصالحين عرب ومسلمين إليهم، ها هم يواصلون خزعبلاتهم وتخاريفهم الكاذبة حول مدينة البترا الوردية التي تبهر نظر كل قاصد إليها لعظمة من نحتها في الصخر، بتقنية فنية علمية دقيقة، تعجز الحضارة الحديثة عن صنع مثيل لها ، فتحملت عبر قرون خلت عوادي الزمن فبقيت على حالها إلى يومنا هذا .
فاليهود يدعون أن هذه المدينة الوردية تضم أهم وأثمن سر فى تاريخهم، وهو تابوت العهد، الذي يحتوي الوصايا العشر التى أعطاها الله لموسى، إلى جانب عصا ومقام النبي هارون فيه، ناهيك عن ادعاء بعضهم أنهم هم من بنوها وأنشأوا حضارتها ومن نحتها بالصخر، ولطالما حذرت وزيرة السياحة والآثار الأسبق مها الخطيب من ممارساتهم حيث شوهد وفق ما صرحت به يهود ألقي القبض عليهم بالجرم المشهود بينما كانوا يحاولون دفن قطع تبدو اثرية عليها كتابات عبرية في مواقع عدة كـ وادي بن حمّاد والبترا وطبقة فحل وزيارة مقام النبي هارون الذي هو ليس بموقع ديني بل أثري، وهذا أكبر دليل على الفكر التوسعي الصهيوني المؤدلج تماماً بالدين وهو حجتهم للتوسع فممارساتهم هذه تهدف لإقناع العالم بأن أي مكان مروا منه في غابر الأزمان هو من حقهم، وعلى هذا النهج حاولوا إشاعة ذلك من خلال فيلم أمريكي أطلق عليه جابر ، رفض الفنانون الأردنيون العمل به بعد أن اكتشفوا لعبة أمريكا الصهيونية.
فالبتراء إحدى عجائب الدنيا السبع ، تمثل معلماً أثرياً لا دينياً، أبدع هندستها الأنباط فخلدت ذكراهم على مدى العصور وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غرباً وحتى صحراء بلاد الشام شرقاً، ومن دمشق شمالاً حتى البحر الأحمر جنوباً حيث أقاموا فيها أول ديمقراطية في الشرق العربي إن لم يكن في العالم ، فكان يحكمهم ملك منذ العام 168 ق.م معرض للمحاسبة عن كل أفعاله، الحارثة ، الملك الأنباطي حارب اليهود ، وألحق بهم هزيمة ساحقة لم تمكنهم من النهوض بعدها ، بل عاشوا القهقرى إلى أن انتهوا على يدي سرجون الأول الأشوري ونبوخذ نصر الكلداني الذي سباهم وعاشوا هناك خدماً حتى أعادهم إليها الملك قورش الفارسي.
توسطها ممالك بلاد ما بين النهرين والشام وشبه الجزيرة العربية ومصر اكسبها أهميتها الاقتصادية، فتحكمت بمرور القوافل التجارية بين تلك الممالك والتي كانت تؤمها وهي محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي، بقيت هذه القلعة الحصينة عصية أمام اليونانيين واليهود الذين حاولوا احتلالها فهزمهم الأنباط في معارك ضارية عاد أعداءها بعدها القهقرى دون التمكن من احتلالها إلى أن جاء الرومان الذين تمكنوا من إخضاعها بعد أن حاصروها ومنعوا مصادر المياه سنة 106 م فضموها لإمبراطوريتهم.
* كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني