شريط الأخبار
طائرات الدرون تكتب في سماء الزرقاء قصيدة وطنية من ضوء وولاء ضبط فتاة اساءت لبلد شقيق وجمهوره بفيديو جرى تداوله وزير الأوقاف ينفي مكة المكرمة: كلام عار عن الصحة هدفه التشويه المنتخب الوطني ت23 يختتم معسكره التدريبي في تونس منتخب النشامى يواصل تحضيراته استعدادا لمواجهة العراق بتصفيات كأس العالم العين العرموطي: مبروك يانشامى فأنتم الفرح والمجد الأمير علي يهنئ بتأهل النشامى للمونديال: "العيد عيدين" الحملة الأردنية والهيئة الخيرية توزّعان كعك العيد جنوب خان يونس الداخلية السعودية تدعو الحجاج لالتزام المسارات أيام التشريق المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة فعاليات احتفالية بالمناسبات الوطنية ومواقع مخصصة لبث مباراة الأردن والعراق الثلاثاء المقبل خبراء في عجلون يؤكدون أهمية الحد من التلوث البلاستيكي في عيد الجلوس.. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني في ذكرى الجلوس.. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك الزرقاء في عهد الملك عبدالله الثاني.. مشاريع كبرى ونهضة شاملة عيد الجلوس الملكي.. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم صحة غزة تحذر من انهيار المنظومة الصحية جنوب قطاع غزة حجاج بيت الله الحرام يستقبلون أول أيام التشريق سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر الدعم الملكي يقود الرياضة الأردنية إلى ميادين الإبداع ومنصات التتويج قاريا ودوليا

عندما تكثر الجباية.. تُشرف الدولة على النهاية !!

عندما تكثر الجباية.. تُشرف الدولة على النهاية !!

القلعة نيوز- بقلم الأستاذ: علاء القصراوي
إبن خلدون رائد علم الاجتماع العربي، من روائعه أنه كتب في مقدمته الشهيرة في كتاب الجاسوس في القرن الرابع عشر الميلادي أي منذ سبعمائة عام: عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهـايــة…
عندما تنهار الدولة يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون.. والكتبة والقوّالون.. والمغنون النشاز والشعراء النظّامون.. والمتصعلكون وضاربو المندل.. وقارعو الطبول والمتفيهقون (أدعياء المعرفة).. وقارئو الكفّ والطالع والنازل.. والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون…
تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط… يضيع التقدير ويسوء التدبير… وتختلط المعاني والكلام… ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل..
عندما تنهار الدولة يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف.. وتظهر العجائب وتعم الإشاعة.. ويتحول الصديق الى عدو والعدو إلى صديق.. ويعلو صوت الباطل.. ويخفق صوت الحق.. وتظهر على السطح وجوه مريبة.. وتختفي وجوه مُؤنسة.. وتَشح الأحلام ويموت الأمل.. وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه.. ويصبح الإنتماء إلى القبيلة أشد التصاقاً.. وإلى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان !!
يضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء… والمزايدات على الإنتماء… ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين… ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة… وتسري الشائعات عن هروب كبير… وتحاك الدسائس والمؤامرات… وتكثر النصائح من القاصي والداني… وتُطرح المبادرات من القريب والبعيد… ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته… ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار… ويتحول الوضع الى مشروعات مهاجرين… ويتحول الوطن الى محطة سفر… والمراتع التي نعيش فيها الى حقائب.. والبيوت إلى ذكريات والذكريات الى حكايات…
أليس هذا هو للأسف الوطن العربي اليوم ؟! فالدولة فيه كأنها مُستباحة من أزلام محميون من بعض أمراء المال والسلطة والمذاهب ؟! أليس هذا هو واقع الحال في دولنا ؟! أليس همهم فقط فرض الضرائب ومص دم الشعب واستباحة أمواله وتسلطهم عليه في رزقه ودخله وحتى في إرثه ؟!
أليس الشعب العربي يعيش الرعب مع هؤلاء ؟! ألا يسمع على ألسنتهم الحق باطل، والباطل حق؟! ويرى المثقف والعالم في زوايا حجرته، والجاهل على سدة القرار !! ألم يقتلوا فيه الحلم والأمل ؟! ألم يجعلوه يكفر بالوطن ويهرب ليحتمي بالعشيرة والمذهب !! ويفكر بالهجرة عن وطنه الحبيب هرباً من أفعالهم، وجشعهم، ونفاقهم ؟!
إنّ من أشكال الجباية التي يقوم بها أهل السلطة في بعض البلاد هو تحكمهم في المناشط الإقتصادية، فيُعتبرون مالكاً أكبر، أو مقاولاً كبيراً يتحكم في توزيع الأعمال وفقاً لتحالف المصالح وتوافقها، وضمن "حالة زبائنية" تشتري الولاء مقابل الأعمال والمنافع وبعض المصالح، وهي عملية في أصلها وفي مقصدها تُعبّر عن حالة فساد كبرى تؤسس لشبكية الفساد والاستبداد، فحينما نقول إن الفساد والاستبداد توأمان وأن أحدهما ينادي على الآخر فإننا لا نبالغ في هذا المقام ولا نتزيد، وإنما نُعبّر عن تحالف جهنمي ما بين رجال السلطة ورجال المال، ويفرز ذلك أخطر ظاهرة في الفساد السياسي وهي الظاهرة التي تتعلق بالمال السياسي الذي يُوَظف لصالح تحالفات دنيئة وخطيرة تشكل المصالح الأنانية والآنية فيها صلب ذلك التحالف، وتشكل تحالفا غير بريء، نُعبّر عنه بـ"زواج متعة" لا يُنتج في عالم الاقتصاد إلا حالة لقيطة تؤدي إلى الإضرار بالوطن ومصالحه والإضرار بمعاش العباد ومصالح البلاد.
رحمك الله يا إبن خلدون.. هل كنت تتجسس على المستقبل منذ سبعمائة عام ؟!

alaaqusrawi@yahoo.com