القلعة نيوز – د. فائق فراج
في أحد المقاهي العمانية التاريخية بوسط البلد والذي بدء العمل في الخمسينيات ونجح بجذب شرائح من المجتمع على تنوعها واختلافها ثقافياً واجتماعياً وعمالياً ونخب سياسية وعرَف المقهى بنفسه باسم "مقهى القدس "ليعكس بذلك اسماً تاريخياً وحضارياً ودينياً .
ولم تأتي التسمية صدفة أبداً بل من دوافع وطنية ودينية وارتباطها بالقضية الفلسطينية وعروبتها والارتباط الوثيق بها وبشعبها العربي الفلسطيني .
حافظ المقهى في فترات الخمسينيات والستينات على حضوره واستقباله لزواره وضيوفه من الضفتين وحقق نجاحاً منقطع النظير ، إلا أن بعض الأمور قد حدثت وتم إغلاق المقهى من عام 1980 إلى عام 2008 ، وبعدها استعاد المقهى نشاطه وتحت نفس الاسم "مقهى القدس" حيث أخذ يستعيد اسمه وضيوفه وانتعش بشكل جيد على يد "محمد الربيحات" أبو كنان والملقب باسم شهير (شقور) كما يناديه العاملين بالمقهى والضيوف الدائمين .
وعلى يد شقور تم التحديث والتطوير وأعمال التجديد بالمقهى بما يناسب العصر والتطور تاركاً وراءه سنوات الهجر والإقفال لفترة طويلة ، وتم المحافظة لا بل إعادة أصالة القدم والمكان .
التحديث تم في مقهى القدس بوضع ديكورات التقاليد والعراقة من الموروث الاجتماعي وذلك بوضع أعمدة من الحجر والطين بأشكال جميلة متعددة الصور وأعطى الناظر لهذه الديكورات بجمالها وروعتها ما يفرح الزبائن والزوار ، وزاد في روعة المكان بقاء البلكونة /الشرفة المطلة على الشارع العام الرئيسي وهذا يذكر بجلسة الكبار في السن والوجاهة ويظهر في أطراف المكان التلفزيون القديم وماكينة الخياطة اليدوية .
وهنا لابد من ذكر العاملين في المقهى وهم (8) يتوزعون المهام المطلوب منهم تنفيذها لخدمة الزبائن من مقدم الطلبات والأرجيلة بأصنافها الحديثة والقديمة والجميع يتحركون بين الطاولات بحركات أنيقة وبسلوك جيد واستجابة فورية لمناداة الزبائن .
وللتجاوب مع التقدم والعصر فيشاهد الزبائن المباريات الرياضية على شاشات كبيرة سواء كانت المحلية أو العربية أو العالمية ومباريات الكؤوس والبطولات .
وما يلفت النظر وبإعجاب كبير من الزبائن وجود شاب مصري أسمه ( حسين عبد السلام على الصي) ويجذب الكثير إليه بحلاوة لسانه ،وحركاته الأنيقة والترحيب الذي فيه كل احترام وتقدير وهو دائم الابتسامة الصادقة ويجعلك تنسى همومك وإحباطك لا بل يعدل من مزاجك وحالتك النفسية والتنفيس عما في داخلك .
هذا الشاب له صوت جميل ويقدم الأغاني بصوت عالٍ وجميل سواء القديمة منها أو الحديثة وله براعة في إلقاء النكتة والترفيه ويحيل المكان إلى خلق البسمة على شفاه الزبائن مع المرح والفرح .
حسين عبد السلام يستحق القول عنه بأنه محاور جيد ويخلق داخل المقهى حالات من المنظومات الاجتماعية الجيدة والعلاقات بين الناس وله أساليبه الاجتماعية ومن منظور ديني كأن يقول إذا تطلب الأمر: ( وحدوا الله) وبعبارات وأساليب جميلة ويحترم الإنسانية عند الإنسان .
مقهى القدس مكان يخيم عليه الهدوء وجلساته تعيد البهجة والسرور والأمان والطمأنينة والترحيب الدائم بكل احترام ومحبة وتقدير .