القلعة نيوز : فــــــــــــؤاد دبـــــــــــــور
يناضل البعث من اجل تحقيق وحدة الأمة العربية وعلى بناء مشروعها النهضوي الذي يعطيها القوة التي تمكنها من استرداد أرضها وثرواتها وصون استقلالها والدفاع عن مصالحها واخذ دورها ومكانتها في عالم تحكمه القوة والاستبداد مثلما يمنحها القدرة أيضا على مواجهة مخططات الأعداء الذين يستهدفون طمس هوية الأمة وحضارتها وإحباط مشروعهم الهادف إلى المزيد من تجزئة أقطار الأمة والمسمى بالشرق الأوسط الجديد كما يهدف هذا المشروع إلى جعل الكيان الصهيوني الغاصب لأراض في فلسطين العربية وأقطار عربية أخرى في سورية ولبنان الأقوى والقادر على التحكم في ثروات الأمة وبمسارها السياسي والاقتصادي والنضالي. بمعنى أن الفكر القومي العربي القائم على توحيد الأمة هو الطريق الموصل إلى إخراج الأمة من أزماتها ومواجهة أعدائها وصون كرامتها وحقوقها والذين يحاولون تشويه الفكر القومي من أبناء هذه الأمة إنما هم يخدمون مخططات أعداء الأمة مثلما يخدم أيضا هذه المخططات الذين يتمسكون بالقطرية ويعملون على تكريسها وتعميق وجودها. وهذا يرتب على المؤمنين بالفكر القومي العربي وبوحدة الأمة العربية عبئا ثقيلا وذلك لأنهم يواجهون أعداء الفكر القومي الخارجين والداخلين ويجعل الطريق امام المناضلين من اجل مستقبل الأمة ومشروعها النهضوي أكثر صعوبة. وبالتأكيد فإن العمل على نشر الفكر القومي يتطلب العمل من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واستبدال القطرية بالوطنية كقاعدة أساسية يتم عليها البناء القومي وعليه فإن البعثيين المخلصين لفكر حزبهم ووحدة أمتهم العمل الجاد من اجل توسيع القاعدة الشعبية لتصبح قاعدة عريضة قادرة على بلورة وبناء المشروع النهضوي القومي للأمة العربية كونه الأداة الحقيقية لنبذ الخلافات والصراعات وجمع جماهير الأمة في صف واحد مناهض لمشاريع الأعداء وعامل من اجل تحقيق مصالح الأمة العربية العليا. نؤكد على المضمون الديمقراطي لفكر البعث القومي الذي يشكل البعث الحامل الأساسي له ، مثلما نؤكد أيضا على تلازم النضال القومي من اجل الوحدة مع النضال من اجل الحرية بكل ابعادها ومعانيها القومية والإنسانية وكذلك تلازم الوحدة والحرية مع الاشتراكية باعتبارها طريق العدالة والتنمية والمساواة بين جميع المواطنين، وهذه المبادئ وتلازمها هي الضمانة للوحدة الوطنية في كل قطر من أقطار الوطن العربي مثلما هي الضمانة للأمة جمعاء. بالتأكيد وعندما نتحدث عن ايجابيات الفكر القومي لا نتجاهل ممارسات أقدم عليها بعض من يدعون حملهم لهذا الفكر ولكن هذه الممارسات يجب أن لا تشكل عائقا على طريق النضال الوحدوي مع إدراكنا طبعا للصعوبات التي تواجه المناضلين من اجل الوحدة حيث الطريق الموصل إليها شاق وصعب ولكنه ليس مستحيلا. يشكل الفكر القومي عند حزب البعث تجسيداً لحركة الجماهير العربية في تحقيق أهدافها في الحرية والاستقلال. وتأتي أهمية التمسك بالفكر القومي والعمل من اجل المشروع القومي النهضوي اليوم أكثر من أي وقت مضى ذلك لان الأمة العربية تواجه المشروع الأمريكي الصهيوني الاستعماري حيث تتعرض سورية العربية قاعدة الفكر القومي ومصدر إشعاعه إلى أشرس مؤامرة إرهابية إجرامية تدميرية تستهدف حاضر الأمة ومستقبلها. فضرب سورية يعني ضرب روح المقاومة التي تتصدى وتواجه أعداء الأمة ومشاريعهم التي تستهدف الأمة بعامة وقضيتها المركزية قضية الشعب العربي الفلسطيني بخاصة. وما يخطط له أعداء الامة من تصفية لهذه القضية عبر مشاريع متعددة وفي مقدمتها ما يسمى بصفقة القرن وعملية ضم مساحات من أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. نعود لنؤكد على أهمية نضال حملة الفكر القومي في تعزيز نضالهم وجهودهم من اجل انتصار هذا الفكر وتحقيق آمال وطموحات الجماهير العربية في كل أقطار الوطن العربي. وردا على قوى تدعي الوطنية لكنها تمارس استهدافاً بيناً للقوى القومية وبخاصة الأحزاب القومية. الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي