القلعة نيوز-
أقام ديوان الهريس الثقافي مهرجانا شعريا ونقديا، استضاف خلاله نخبة من شعراء الضاد في عدد من دول العالم، إضافة لمشاركات كوكبة من رواد الديوان من الأردن، وذلك عبر منصة (زووم)، يوم الأربعاء الماضي.
ويأتي المهرجان، الذي أدار مفرداته نضال برقان، انطلاقا من رسالة الديوان المنحازة إلى اللغة العربية، بوصفها هوية جامعة، وأداة رئيسة من أدوات تحقيق النهضة والوحدة.
واستهل المهرجان مفرداته بتقديم قراءات شعرية لعدد من الشعراء من الهند، وقد قام بترتيب هذه القراءات وتنسيقها الدكتور رحمة الله أحمد نوفل من الهند، وكان أولهم الأستاذ الشيخ سعيد مسليار المحضري، وهو محاضر زائر في قسم اللغة العربية بجامعة كيرلا الحكومية في الهند، وقد قرأ قصيدة في المديح النبوي، ومنها نقرأ: «كم كنتَ تشفقُ في هداية قومكَ/ ناديتهم دوما.. تحبّ بقلبكَ/ أن يقبلوا دينا يقيم الملكَ/ صلى عليك مسلما مولاكَ..».
وتحت عنوان «كلمات من وحي الحياة» جاءت قصيدة الشاعر صبغة الله الهدوي الذي نال شهادة الماجستير في الأدب العربي من جامعة دار الهدى الإسلامية، وفي قصيدته يقول: «لا الحلم غاب ولا الصباح تباعدا/ فلما الفرار من الحياة مشردا/ ننسى جميع الطارقات وثِقْلها/ ونعود نبني من عزائمنا (غدا)/ ننسى الدموع وصوتها وحنينها/ ليعود عصفور الرخاء مغردا..».
أما الأستاذ عبد الله محمد السلمي، وهو أستاذ زائر في جامعة الهند الإسلامية بكيرلا، فقرأ قصيدة وجدانية بعنوان «ذكراها الخالدة»، وفيها يقول: «حداني حبها حتى دنوتُ/ وفوق الحب مزهوا مشيت/ أتاني صوتها فسمعتُ حلوا/ فلما أقبلت نحوي ابتهجت/ فداخلني هواها حيث كنتُ/ خليا، فانتشيت وما استقمتُ».
وكانت القراءة تاليا للشاعر عبد الله أمانة، وهو باحث في مرحلة الدكتوراه في الأدب العربي بجامعة كاليكوت الحكومية، وقد قرأ قصيدة بعنوان «أنين الوحيد»، وفيها يقول: «أبصرتُ شيخا يستعيذ ويستعين/ يبكي ويهتف متعبا/ أنفاسه رجع الأنين/ قد أثقلته الحادثات وهده الحزن الدفين/ ناديته متعاطفا ويهدني منه الحنين/ فأسرني بحديثه ولعله يبكي السامعين: «لا شيء أصدق من حديث قاله قلب حزين..».
وقرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة للشاعر الإيراني علي صالح الحمادي، وهو طالب في مرحلة الدكتوراة، باللغة العربية وآدابِها، في جامعة شيراز، إذ حالت الظروف الفنية دون مشاركته، وقد حملت قصيدته عنوان «غربة طائر».
وبعد ذلك قدم الناقد الأردني فوزي الخطبا تعقيبا نقديا على القصائد، متوقفا عند موضوعاتها وجمالياتها الفنية، مؤكدا ثراء القصائد على الصعيد اللغوي، وقد جسد ذلك الثراء عمق ثقافة الشعراء وارتباطهم بالثقافة العربية والإسلامية.
المشاركة التالية كانت لرئيس الديوان ومؤسسه الشاعر نايف عبد الله الهريس، الذي قرأ قصيدة بعنوان «لسان الضاد»، وفيها يقول: «إلهي وحى للخلق بالعربي/ لدين بقرآن وهديِ نبي/ بآيات تقوى الله ترحمنا/ من المُعْصِرِ النّابي عن الرّكِبِ/ ليرتاد داعي السلم مدرسة/ نهى ركنِها صرحٌ لذي دأبِ/ بها النور لا تغفو منارته/ لتمكين حرف الضاد بالكتب/ بِفُلك ببحر النحو مبحرة/ لميناء ذي الإلهام باللببِ/ لفتح المُنى بابا يهل به/ ويرعى مزايا فطنة النجبِ/ هو العقل ملاح يحمّلنا/ بطيارة الفردوس صحبَ نبي».
بعد ذلك شهد المهرجان إقامة ندوة «القصيدة العموديّة وتحوّلاتها في العصر الحديث.. الشعر السوريّ نموذجًا»، وهي الندوة التي أدار مفرداتها وشارك فيها الدكتور رائد الحاج (وهو باحث وناقد أدبيّ، عضو الاتحاد الدوليّ للغة العربيّة، له العديد من الأبحاث النقديّة المنشورة في المجلّات العلميّة المحكّمة، ومشارك في مؤتمرات اللغة العربيّة بدبيّ)، وقدم مداخلة نقديّة حول القصيدة العموديّة والتحوّلات التي شهدتها في العصر الحديث في سورية، وعرض فيها لا?برز الشعراء السوريين ا?مثال عمر ا?بو ريشة وبدوي الجبل ونزار قباني، ثمّ قدّم الدكتور عمار العساف، (وهو ناقد أدبيّ سوري، عضو الاتحاد الدوليّ للغة العربيّة، له العديد من الأبحاث المنشورة في المجلّات العلميّة المحكّمة)، وقدّم سردًا تاريخيًّا للشعراء بدءًا من ثلاثينات القرن الماضي، وتا?ثّرهم بالاتجاهات الا?دبيّة في عصرهم، وتفاعلهم مع غيرهم من شعراء الوطن العربيّ.
وبعد ذلك ا?لقى الشاعر الدكتور حسين عبو قصائد تحدّثت عن الا?مّ والوطن، تفاعل معها الجمهور. ود. عبو شاعر وناقد أدبيّ سوريّ، يكتب في مختلف أغراض الشعر العربيّ، وله عدد من الأبحاث المنشورة.
وتلاه الشاعر ا?مجد غازي الخطاب الذي قدّم قصاي?د عن الاغتراب والشوق إلى الوطن وبرزت فيها مشاعر الحنين إلى الأهل والديار.
واختتمت الندوة بالشاعر الدكتور ا?كرم جميل قنبس، وشاعر متميز بأشعاره الدينية والاجتماعية والعاطفية، وله مجموعة كبيرة من الدواوين الشعرية، وقد قرأ قصيدتين تحدّث في الا?ولى عن لغة الضاد ودور ا?بناي?ها في المحافظة عليها، وا?خرى غزليّة برز فيها صدق العاطفة وجمال الصورة الفنّيّة.
كما شارك في المهرجان كذلك عدد من الأدباء والشعراء، منهم: الأديب خليل اطرير، ونصر بدوان، ومحمد أبو رياش، الذي قرأ قصيدة بعنوان «في ذكرى الهجرة النبوية الغراء»، وفيها يقول: «وَدَّعْتَ مَكَّةَ هائِمًا مَتْبولا/ وَالدَّمْعُ مِنْ عَيْنَيْكَ فاضَ سُيُولا/ تَبْكي عَلى وَطَنٍ قَضَيْتَ بقَلْبهِ/ أيّامَ عُمْرِكَ وَالسِّنينَ الْأُوْلى/ وَوَقَفْتَ مِثْلَ الطِّفلِ يَبْكي أمَّهُ/ مِنْ بَعْدِ أَنْ فَقَدَ الْحَنانَ طَويلا/ يا مَكَّةَ البَيْتَ الْحَرامَ وَقبْلَتي/ وَهَوى فُؤادٍ فِيْكِ كانَ نَزيلا..».
كما حضر المهرجان نخبة من الأدباء الأردنيين والعرب. وقد أعلن رئيس الديوان أنه سيتم تكريم جميع المشاركين في المهرجان عبر شهادات خاصة ستصل لكل مشارك عبر البريد- الدستور