~ ماذا قال الرئيس بايدن للملك والفلسطينين والاسرائيليين ؟
وماذا جرى حين زار والسيدة الاولى الاردن ؟
القلعه نيوز - محمد منار العبادي *
"جو بايدن" الرئيس الامريكي الجديد المنتخب ، ليس غريبا على الاردن والاردنيين ، اذ ان العلاقات الاردنيه الرسميه قوية للغايىة مع الحزب الديمقراطي الامريكي ،الذي اختار الرئيس بايدن، قبل ان يختاره الامريكيون ، لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية.
وبقيت هذه العلاقات راسخه وعلى مدى عقود طويلة ،بغض النظر عن الحزب الحاكم في الولايات المتحدة الامريكية، مما حدا بالمحللين السياسيين الى توصيف العلاقا ت بين الاردن والحزب الديمقراطي الامريكي، بانها خاصة ومتميزة وقويه دوما، وبقيت كذلك وعلى مدى جميع الادارات الامريكيه الحاكمة ، بغض النظر عن ساكن البيت الابيض ، جمهوريا كان ام ديمقراطيا .
فقد اعتاد جلالة الملك عبد الله الثاني على اللقاء مع قادة الكونغرس الامريكي خاصة الفاعلين منهم خلال كل زيارة يقوم بها للولايات المتحده الامريكيه ، وكانت الاولوية في برنامج جلالته الكونغرس الامريكي اولا..
وهكذا التقى جلالته مع السناتور جو بايدن حين كان عضوا في مجلس الشيوخ الامريكي عن الحزب الديمقراطي عدة مرات ، كان يصطحب خلالها معه احياناجلالة الملكه رانيا ، ودوما سمو الامير الحسين ولي العهد .
وكان اول لقاء تم التركيز عليه في الاعلام الامريكي لقاءجلالته وجلالة الملكه رانيا في 8 ايار 2002 مع السيد بايدن حين كان عضوا في مجلس الشيوخ امريكي / لجنة الشؤون الخارجية /خلال زيارة قام بها صاحبا الجلالة ، للولايات المتحدة الامريكيه آثر خلالها جلالته كعادته ان يلتقي اولا السيد بايدن الديمقراطي وقادة الكونغرس ، قبيل لقائه لاحقا الرئيس الامريكي الجمهوري حينذاك السيد جورج دبليو بوش
كان جلالته حريصا على مواصلة اللقاءات مع السيد جو بايدن منذ ان كان عضوا في مجلس الشيوخ / لجنة الشؤون الخارجية / حتى اصبح رئيسا لها ،,فنائبا للرئيس الامريكي ،وكان يصطحب معه دوما سمو الامير الحسين في هذه اللقاءات المباشرة وعلى مدى الاعوام الماضيه منذ عام 2002 حتى اليوم
وصلت هذه اللقاءات قمتها، حين اختارت الادارة الامريكيه الديمقراطيه في عهد الرئيس اوباما ، الاردن كواحد من ابرز الدول التي قرر البيت الابيض ان يزورها السيد بايدن، ممثلا للرئيس اوباما ، في اطار جولة شرق اوسطيه شملت فلسطين والامارات واسرائيل .
واتضح خلال هذه الزيارة، ان الادارة الديمقراطيه تسعى جاهدة للتوصل لحل نهائي للقضية الفلسطينية ولقضايا الامن والسلام في الشرق الاوسط ،بطريقه عادلة ومتوازنة ترضي جميع الاطراف، وتتوافق مع القرارات الدوليه، وطموحات شعوب المنطقة بتحقيق الامن والسلام والازدهار والرفاه ، لجميع شعوب المنطقة بما فيها الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ، والقضاء والى الابد على الارهاب وجذوره في المنطقة ، ومنطلقاته ، مهما تعددت تسمياتها / اذ لاامن ولا سلام ولا استقرا رولا ازدهارمع بقاء المتطرفين .
الرئيس بايدن اكد بعد لقائه جلا لة الملك عبد الله الثاني ، على ضرورة ادامه وتوسيع وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين الاردن والولايات المتحده الامريكيه ، في جميع المجالات ،وتقديم المزيد من الدعم الاقتصادي والعسكري والمالي واللوجستي للمملكه ، مشيرا الى ان وجهات النظر السياسية الاردنية والامريكيه متوافقة تماما .
اذ اكد جلالة الملك والسيد بايدن على اهمية وضرورة قيام دولة فلسطنية مستقله عاصمتها القدس الشرقيه ،ووقف الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة ومحاربة الارهاب ، ودعم المطالب الفلسطينية السياسيه والاقتصادية .
وحتى يطمئن السيد بايدن الاسرائيلين ليوافقوا على توجها ت الادارة الامريكيه السياسيه اكد خلال زيارته الى تل ابيب ان بلاده تلتزم بتفوق اسرائيل العسكري وضمان امنها، وسلامة حدودها، وان تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بمواجهة كل التهديدات والحفاظ على تفوقها الاستراتيجي كما وكيفا ، مقابل الموافقة على المقتر حا ت الامريكية .
لم تخلو زيارة السيد بايدن للاردن من جوانب عشكريه وانسانيه ،حيث اصطحبه جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية الملك عبد الله الثاني الى مركز التدريب العسكري الاردني الامريكي المشترك المخصص لتخريج مقاتلين عسكريين قادرين على مواجهة تكتيكات داعش وعملياتها الارهابية ، حيث اطلع السيد بايدن ،على سير العمل في مختلف اقسام المركز التدريبي، والاسلحه المستخدمه للتدريب والقتال للتصدي للارهابيين وشاهد تدريبات حيه توضح ذلك تمت بمنتهى الدقة والحرفيه القتاليه .
وقامت زوجته -السيده الاولى اليوم- بزيارات انسانية الى العديد من مراكز التاهيل الخاصة باللاجئين السوريين في المملكه ،والتقت قطاعات واسعه منهم ، وتعهدت بنقل مشاهداتها للولايات المتحده الامريكيه والعالم ، ليصار الى تكثيف الداعم العالمي للاردن لمواجهة ازمة اللاجئين السوريين ودعم المملكه وتعزيز قدراتها اللوجستيه ، وتوفير حياة افضل للاردنيين وضيوفهم من اللا جئين السوريين . .
وسبق وان قدم السيد بايدن تعازيه الحاره للاردن ملكا وجيشاوشعبا والى اسرة الشهيد البطل معاذ الكساسبه الذي استشهد خلال العمليات العسكريه ضد تنظيم داعش الارهاب .
نجحت زيارة السيد بايدن للاردن تماما فازداد زخم الدعم الامريكي لمحاربة الارهابيين ، و ازدادت الضغوطات الامريكيه على اسرائيل للموافقة على اقتراحات التسوية الامريكيه، وزاد الدعم الاقتصادي والعسكري للاردن ، حسب صحيفة النيورك تايمز التي كتبت تقريرا في حينه قالت فيه ان ادارة الرئيس اوباما الديمقراطيه قررت تخصيص زيادة اضافية للمملكة بمقدار مليار دولار اضافي سنويا اضافة للمساعدات السنوية المقرره سابقا مشيرة الى ان المساعدات الامريكيه للاردن حتى ذلك الوقت عام 2016 بلغت 15 مليار دولار.
واليوم ومع تولي ادارة الرئيس جو بايدن قيادة الولايات المتحدة الامريكيه ، فان العالم كله يتطلع اليه والى ادارته، بايجابيه لتسوية جميع النزاعات في الشرق الاوسط اولا، وانهاء الصراع العالمي على النفوذ، ودعم التوجهات السلميه لكل الدول المحبه للسلام والرخاء ،وتنفيذ مبادرة جلالة الملك التي تقوم على استبدال النظام العالمي الحالي باخر جديد ، يكون هدفه التشاركيه العالميه لبناء عالم افضل، لكل بني البشر ،وتوفير حياة كريمه لهم ، وتوجيه كل الموارد المتاحة نحو اقامة مجتمع عالمي متسامح متحاب بين كل دول وشعوب العالم .
· *رئيس التحرير - كاتب وباحث
