القلعة نيوز:
إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب" جملة قالها الحكيم لقمان لابنه وهو يعظه، وهي وصية عظيمة جليلة لو عمل بها الناس لاستراحوا وأراحوا.
لطالما كان الاعلام هو المرآة التي يرى فيها المواطن والمقيم والمهاجر صورة بلد ما، ويكون من خلاله اعتقاداته وافكار حول ما هية هذا البلد وما هي ايجابياته وسلبياته، كما أنه الأساس في مجال دعم السياسة الداخلية والخارجية، ليكون اكثر فهماً وقبولاً لدى الرأي العام لكسب تأييده او تعاطفه مع القضايا والمصالح الخاصة بالبلد، ولذا فقد تزايد اهتمام المملكة الاردنية بالنواحي الاعلامية نتيجة للضرورة الملحة التي فرضتها التطورات المحلية والدولية والتي تتطلب توظيف كافة الوسائل والادوات الاعلامية لخدمة سياستها تجاه جميع القضايا. ولان الرؤية الملكية دائما كانت السباقة ودليل لكل ما هو ابعد في كيفية قراءة الواقع والمستقبل جاءت ولادة قناة المملكة لتكون بمثابة خيار وسطي بين متناحري التفكير بين مفهوم سحيج ومعارض. فالمتابع الجيد لسياسة القناة ييقن انها تفتح باب الحوار والتباحث في بعض القضايا الوطنية المختلفة، ليس بغرض التعليم أو التلقين، وإنما بغرض بلورة وتعميق منظورنا لهذه القضايا، وإنتاج حالة جمعية من التقاطعات الفكرية التي تمسُّ منظومة الأمن الوطني، وبشكل يميل قدر الامكان الى الموازنة بين طموح المواطن في عرض مشاكله وهمومه بشكل مباشر وبعيدا عن مجاملة المسؤول وعن اغتيال الشخصيات لاي هدف كان، وبين المحافظة على سياسة الاعلام الاردني الوسطي فيما يخص علاقاته وسياسته الخارجية مع دول الجوار والعالم. ولأن الجميع في هذا الوطن يؤمن بضرورة صهر كل الخلافات والمصالح الشخصة والفكرية، لكي تتآلف في مواجهة التحديات، لذا وجب على وسائل الاعلام الفاعلة التي تشكل السند الأكبر في خلق الوعي الانساني الايجابي تجاه جميع القضايا والمحافظة على الانجازات مهما كان عليها من علامات استفهام في اهمية الثمار المجنية من ورائها او اولوية عمل انجازات اخرى، أن تحاول اتخاذ او الاخذ من نهج وسياسة قناة المملكة كانموذج في التعاطي مع قضايا الوطنية بشكل يدعم مقياس الايجابية والتفاؤل بين المواطنين وبعيدا عن جلد الذات والسلبية، كما اننا لا نغفل بان القناة تحتاج الى التحسين ببعض الجوانب من عدم سرد الاخبار ووجهات النظر المختلفة فقط، وأن تزيد من نشر اهمية البعد الانساني بين افراد المجتمع، كذلك إيلاء التوثيق للتاريخ والشخصيات الاردنية مساحة أكبر، بالاضافة لبرامج تهتم بالطفولة فهم مستقبلنا وثمرة زرعنا؛ فالوطن والانسانية بحاجة للامل والتفاؤل اكثر من أي شيء آخر.