شريط الأخبار
وزير الثقافة يُهنئ الطوائف المسيحية بعيد الفصح المجيد زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ضريبة الدخل" تحدد الموعد النهائي لتقديم إقرارات الدخل عن عام 2024 العين حسين الحواتمة : الاردن يعتبر من اقوى الدول امنيا في المنطقة و بيان الاخوان ركيك المعايطة: الإخوان علموا بقضايا تصنيع الأسلحة والتجنيد قبل إعلان المخابرات وقفة تضامنية حاشدة في ماركا تأييدًا للقيادة الهاشمية ورفضاً للمساس بأمن الوطن العماوي: سنطرح تأجيل مناقشة مشروع قانون ضريبة الأبنية والأراضي مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 4 باستهداف مدرعة شرقي غزة الأمن السوري يلقي القبض على عميد مخابرات جوية في نظام الأسد وزير الخارجية العراقي في عمّان الأحد وزير الطاقة: المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد خطوة أساسية في استكشاف النفط والموارد الطبيعية وزيرة السياحة تعلن عن اكتشاف أثري جديد جنوب شرقي محمية وادي رم وزير الدولة للشؤون الاقتصادية يعلق على إشادة صندوق النقد الدولي بمرونة الاقتصاد الأردني الجامعة العربية تدعو لتوخي الحذر من تحولات الذكاء الاصطناعي الأردن يدين دعوات تفجير المسجد الأقصى المبارك فراغ حضاري.. 92 شهيدا في قطاع غزة خلال يومين الملك يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري محاميات المفرق: الأردن مُصان بقيادته الهاشمية وجيشه وأجهزته الأمنيه وفيات السبت 19-4-2025

فؤاد دبور يكتب :ثبات الإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة

فؤاد دبور يكتب :ثبات الإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة

فــــــــــــؤاد دبـــــــــــور*
السياسات الامريكية تجاه منطقتنا ثابتة ولا تتغير ومن الضروري معرفة نهج الإدارات الأمريكية تجاه المنطقة والمعايير الازدواجية في سياساتها التي تعمل على تدمير المشروع النهضوي العربي وحضارة الأمة ووحدة أقطارها، حيث يواجه الوطن العربي اختراقا غير مسبوق في حجمه ونوعيته وفي كل الاتجاهات والأشكال، اختراق اقتصادي سياسي، امني، إعلامي ثقافي، عسكري. بمعنى أن هناك مشاريع سياسية واقتصادية وعسكرية يتم رسمها للمنطقة تعتبر اخطر المشاريع بعد المشروع البريطاني الفرنسي الذي جزأ الوطن العربي والمعروف بمشروع "سايكس- بيكو".
واستنادا إلى ذلك فإن امتنا العربية تعيش مرحلة دقيقة بالغة الخطورة والتعقيد من خلال التحديات التي تواجهها ولعل من اخطر هذه المشاريع والتحديات ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط، والذي هو مصطلح استعماري قديم ظهر مع وقوع المنطقة تحت الاستعمار البريطاني ولكن ما يعنينا هو الشرق أوسطية المتمثلة بالمشروع الأمريكي بأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والذي يهدف إلى التسلط والهيمنة على امتنا وسلبها استقلالها وثرواتها وقراراها السيادي المستقل.
مثلما يعنينا أيضا التوقف عند أهم المحطات الضرورية لمواجهة هذا المشروع وذلك من خلال: 1-وعي وفهم واستيعاب طبيعة هذا المشروع وابعاده ومخاطره على الامة والمنطقة.
2-الحرص الشديد على بناء الوحدة الوطنية في كل قطر عربي ومقاومة كل طرح فئوي أو عرقي أو طائفي أو مذهبي بشتى الوسائل ويأتي في المقدمة التمسك بالفكر القومي الوحدوي.
3-نشر فكر المقاومة وثقافتها وقيمها كطريق لمواجهة المشروع واسترداد الحقوق العربية المسلوبة. 4-الاعداد والاستعداد للمواجهة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والفكرية والثقافية والإعلامية (ونشدد على الإعلامية) مما للإعلام من مخاطر.
5-مواجهة حالة الأمركة التي طالت العديد من الأنظمة العربية ومنظمات حزبية تدعي الإسلام وفي المقدمة منها المنظمات التكفيرية المتطرفة.
ونؤكد على مواجهة السياسات الأمريكية وابعادها وتأثيراتها على امتنا خاصة وان هذه السياسات قد أحرزت نجاحا في أنظمة عربية أصبحت تابعة في سياساتها ومواقفها لهذه السياسات وقد تمثل هذا الأمر بوضوح في دفع العديد من الأنظمة العربية الى إقامة العلاقة الكاملة مع العدو الصهيوني وفي تغييب الإرادة العربية الموحدة ومن ثم تهميشها وتشتيت الجهد العربي في الدفاع عن قضايا الأمة بل وصلت الأمور إلى حد قيام بعض هذه الأنظمة العربية بتعميق الخلافات العربية – العربية وممارسة أبشع أنواع التبعية عبر قبولها بأن تصبح أداة لضرب المشروع المقاوم لأعداء الأمة الصهاينة والأمريكان والاستعماريين مثلما هو حاصل الآن في سورية ولبنان وفلسطين.
وهذا الدور التابع لهذه الأنظمة الحق أفدح الخسائر وأشدها بالأمة العربية حيث استنزاف القوة العربية الموجهة للعدو الصهيوني واستنفاذ المال العربي والجهد والطاقة العربية لضرب العرب واستحواذ طاقاتهم ومواردهم مثلما حاصل في سورية وما حصل للعراق عام 2003م أيضا ، حيث يتم إنفاق مئات المليارات من الدولارات لقتل العرب وتدمير مدنهم وقراهم ومؤسساتهم بكل أنواعها في الوقت الذي يعيش فيه الإنسان العربي واقعا اقتصاديا واجتماعيا مترديا رغم امتلاك الأمة للثروة والقوة والقدرة والاقتدار على مواجهة كل الأخطار الخارجية والقضاء على الفقر والبطالة والتخلف بمعنى أن امتنا العربية قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر سيما وانها تمتلك مقومات تؤهلها لان تصبح تكتلا سياسيا واقتصاديا كبيرا وقويا يجعلها تخرج من دائرة التبعية للامبريالية والاستعمار ويعطيها القدرة على استرداد المسلوب من الأرض العربية في فلسطين وسورية (الجولان ولواء الاسكندرون) ولبنان.
وهذا بالطبع يتطلب اتفاق العرب ولو على الحد الأدنى من التنسيق للدفاع عن مصالح الأمة العربية، وان يعود القادة الذين ابتعدوا عن مصالح الأمة الحقيقية لدفع الشرور المعادية أمريكية كانت أم صهيونية أم تركية (ممثلة بحكومة اردوغان) عن سورية ولبنان والعراق وفلسطين ومصر وكل قطر عربي مستهدف من الامبريالية والصهيونية والاستعمار.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تتراجع وتفشل في المنطقة وبخاصة امام عزيمة وإرادة الشعب العربي في دول المواجهة وحتى في كل اقطار الوطن العربي. لكن ليس من السهل أن تتخلى عن مشاريعها وتطلعاتها الاستعمارية ولن تتخلى عن شراكتها الكاملة مع العدو الصهيوني ولكن علينا واجب المقاومة والمواجهة عبر الصمود والمقاومة وها هي سورية الصامدة عبر أكثر من عقد من الزمن حيث واجهت وتواجه حربا شبه عالمية لكنها تثبت بالصمود والصبر والمقاومة، إمكانية هزيمة قوى الشر والمشروع الأمريكي – الصهيوني وأدواته التابعة في المنطقة بأسلحتهم وعصاباتهم الإرهابية وملياراتهم الملطخة بدماء أبناء سورية العربية.
نلحظ الآن في الساحة الدولية أن الولايات المتحدة الأمريكية تزداد عزلتها وتراجعها في العالم كقطب مهيمن. ونؤكد مرة أخرى انها لن تعترف بتراجع سلطتها ولن تتخلى عن نهجها السياسي المعادي للشعوب مهما اختلفت الإدارات والرئاسات.
* الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي