كتب محمد مناور العبّادي استراتيجية سياسات الدول الراقية ديمقراطيا ، تضع خطوطها العامة الرئاسات الثلاث ( رؤساء الاعيان والنواب والحكومة ) ،في حين تقوم السلطتان التشريعية والتنفيذيه في الدولة بتحويل هذه السياسات الى واقع عملي، مع الأخذ بعين الاعتبار توجهات الراي العام ،الذي تقوده مؤسسات المجتمع المدني (الاعلام والصحافه المستقلة ، والاحزاب ،والهيئات الشعبية بمختلف توجهاتها ومسمياتها، والناشطون في المجتمعات المحلية، وعلى راسهم المجالس البلدية والقرويه ).
ذلك يستدعي ان تتواصل لقاءات الرئاسات الثلاث في الاردن ـ التي تنادت الى الاجتماع لوضع الاسس الضرورية التي تكفل تنفيذ الر ؤى الملكية في مجالات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لاحداث تغيير جذري وحقيقي في السياسات الوطنية الاردنية ، تنعكس ايجابيا على الارتقاء بالوطن والمواطن في جميع الميادين ،بحيث يشعر الاردنيون بان طموحات جلالة الملك قد تحققت عمليا، وفعليا وفق توجيهاته وتوجهاته تماما . لقد ارتقت الرئاسات الثلاث في استراتيجية عملها ، وفق أليات التفكيرالعصري الجديد، الذي يقوده بمهارة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونه، والذي يتناسب مع الرؤى الملكية الهاشمية ،مع دخول المملكة المئوية الثانية ،والتي تتطلب تغييرات جذرية في آليات عمل الدولة الاردنية ، لتنتقل الى مرحلة نهضوية عصرية جديدة، تتزاوج خلالها الأصالة مع الحداثة ، وصولا الى بناء الدولة الجديدة القادرة والمقتدرة والفاعلة والمحورية، في المنطقة والاقليم والعالم . ولن يتحقق ذلك الا بتصليب الجبهة الداخلية ، والارتقاء بمستوى معيشة الاردنيين ، وممارسة الديمقراطية الشعبية المسؤولة، من خلال مؤسسات المجتمع المدني بمختلف مسمياتها، وتحديث الادارة العامة ، وتطويرها تقنيا، بماينعكس ايجابيا على حياة كل الاردنيين والمقيميين ، وآليات عمل القطاعين العام والخاص ، تحت مظلة التشاركية ، التي دعا اليها الملك اكثر من مرة ، لتكون شعار المملكه الهاشميه الرابعة، محليا وعربيا ودوليا ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا . ان اجتماع الرئاسات الثلاث لوضع خريطة طريق لتنفيذ التوجيهات الملكية ، يستدعي تكثيف الجهود لادامة هذه اللقاءات ، مع ضرورة متابعة توصيات وقرارات المجتمعين بدقة وجدية ،حتى لاتتحول هذه الاجتماعات الى مجرد لقاءات برتوكولية شكلية اعلامية