محمد العبّادي يكتب : ورحل د. نبيل الشريف ..وبقيت خريطة الطريق التي تبناها للاعلام الاردني – فيديو-

شاهد بالفيديو : سيرة
حياة المرحوم وافكاره وتوجهاته كما يرويها بنفسه
بقلم : محمد مناور العبّادي
... ورحل فجأة الاكاديمي ،الصحافي، السياسي، الوطني، الدبلوماسي، صاحب الخلق الرفيع ،والسيرة الرفيعة
الراقية، والعقل الاستراتيجي، العين الاستاذ
الدكتور نبيل محمود الشريف ، بعد ان اختطفته "كورونا " من بين احبته ،
الى جوار ربه ،ليلتقي مع والده المرحوم الاستاذ محمود الشريف وعمه المرحوم كامل الشريف في جنات عدن -باذنه تعالى - واللذين
كانا انموذجا يحتذى للراحل الحبيب ، كما هما انموذج لكل انسان سوي ، محب لوطنه وكل الناس، مخلص في اداء عمله ،شريف نزيه في
معاملاته وسلوكياته في جميع مجالات الحياة
.
عرفت المرحوم لاول مره - بتنسيب من والده المرحوم الكبير محمود الشريف - حين عملت في صحيفة الدستور كمتفرغ عام 2001 بعد ان
تقاعدت من وكالة الانباء الاردنية ـ حيث توطدت علاقتي الرسمية مع المرحوم ، من خلال اعداد
تقرير يومي مقارن ،حول مضامين العدد اليومي من الصحيفة ، مقارنة بالصحف اليوميه المنافسة ، ووضع مشروع خطة
عمل للصحيفة لليوم التالي ، الامر الذي كان يستدعي لقاءات دوريه مع المرحوم في مكتبه ، ادركت خلالها انني امام قامة اعلامية ، وطنية ، اكاديمية ، محبة
للوطن والمواطن ، في اطار عروبي انساني اخلاقي .
المرحوم ، كما عرفته ، عاشق للاردن والعروبة والانسانية ، محب لكل الناس ، درس في الاردن وقطر والكويت والولايات المتحدة الامريكية ، وعمل مدرسا في الكويت في منطقة نائية ، واستاذا جامعيا في ارقى الجامعات الاردنية ، وسفيرا فوق العادة، ممثلا للملك والمملكة ـ في غير موقع ، داخل الوطن وخارجه ،وعضوا وناشطا اعلاميا في العديد من المنظمات الدولية ـ وكاتبا مستقلا في الاردن والخارج... ومديرا تنفيذيا لمؤسسة انا ليند الدولية للحوار بين الثقافات ، ومؤسس ومدير مؤسسة انجاز للتدريب والاستشارات الاعلامية
كان رحمه الله ، في كل المواقع المحليه والعربيه والاقليميه والدولية التي شغلها ، افضل من يمثل الاردن وتطلعات كل الاردنيين ، ملتزما
دقيقا بالانظمة والقوانيين ،واحترام الاخرين، ومحبتهم في نفس الوقت .
استمعت الى المرحوم اكثر
من مره وهو يتحدث يكل دبلوماسية ومهنية
وبكلمات مختارة ، عن التحديات الصعبة التي
تواجه الاردن ، والصحافة الوطنية ، وكان
يستقرأ المستقبل في تحليله الاستراتيجي لواقعنا السياسي والاعلامي .
عشق الاردن ، في كل كلمة كتبها ، ومحاضرة القاها ، داخل وخارج الاردن ، وكان افضل من يمثل طموح الدولة الاردنية وعبقرية قيادتها ،في المحافل العربيه والدولية، مجسدا بذلك الافكار الوطنية التي تربى عليها ، في عائلة ترجمت اسمها – الشريف – الى واقع عملي ، فاصبحت كما يقال – اسما على مسمى – نهجا وسلوكا
، وعلى كافة المستويات وجميع المجالات .. فكان المرحوم بذلك كوالده وعمه ، درة من
درر الوطن التي يفاخر بها كل الاردنيين .
عمل المرحوم كل ما في وسعه للارتقاء
بالصحافة في الاردن مستكملا جهود من سبقه من الرعيل الاول ،
كان المرحوم يرى ان الصحافة في الاردن ارتقت تقنيا، ولكنها لم ترتقي بنفس القدر في مجال تطوير الاداء
الاعلامي ، مما احدث خللا في
المعادلة الاعلامية ، حال دون ان تقترن الحرية بالمسؤولية.
لقد امضى الفقيد حياته الاكاديميه والسياسيه
والوطنيه وهو يدافع عن حرية الاعلا م المسؤول ، كان رحمه الله يقول دائما وفي كل المحافل الرسميه والاكاديمية ، انه ضد استخدام ا لزواجر والنواهي في التعامل
الرسمي مع الاعلام ، مؤكدا اهمية ان يضع الصحفيون انفسهم ضوابط اخلاقية للمهنة من خلال مدونات سلوك
مهنية اخلاقية ملزمة لكل الاعلاميين ، خاصة وان الصحافة في الاردن تتمتع بمساحة كبيرة من الحريات الاعلامية ارسى اسسها جلالة الملك
عبد الله الثاني الذي قال في الاسبوع الاول من تولية سلطاته الدستورية :" ان سقف الحريات الصحافية في الاردن هي السماء " ووجه الحكومات الاردنية المتعاقية
لتحقيق ذلك .
رحل الفقيد المرحوم نبيل الشريف ،الذي يحمل
اسمه كل معاني النبل والشرف ، و ترك فينا،
كوالده وعمه ، واخرين من الرعيل الاردني الاول "مدونات سلوك" وخريطة طريق،
مازلنا حتى الان قاصرين عن تنفيذها كاملة ،
رغم قناعتنا التامة بانها هل الحل وهي
الطريق الوحيد، للارتقاء بالوطن والمواطن ،لبناء
الاردن الجديد كما اراده المؤسسون الاوائل
،
· الكاتب :رئيس التحرير - باحث وصحفي.