واستمع رئيس وأعضاء اللجنة خلال الزيارة لعرض قدمه رئيس مجلس ادارة الشركة الدكتور محمد الذنيبات، حول أبرز التحديات المحلية والخارجية التي واجهت الشركة والإجراءات التصحيحية التي اتخذها مجلس ادارتها خلال الاعوام القليلة الماضية وأسهمت في وضع الشركة في مسارها الصحيح ووقف خسائرها وتحقيق الارباح وتعزيز تنافسيتها في الاسواق العالمية.
وأكد الدكتور ارشيدات أن شركة مناجم الفوسفات الاردنية من أوائل الشركات الاردنية وتعتبر من اعمدة الاقتصاد الوطني الاردني والداعمين له، غير أنها مرت في ظروف متعددة ومختلفة أدت الى تراجع ادائها، غير انها عادت خلال السنوات القليلة الماضية الى المسار الصحيح وبدأت التخلص من خسائرها وتحقيق الارباح.
بدورهم اشاد رئيس واعضاء اللجنة بالاجراءات التصحيحية التي نفذتها الشركة خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدين اعتزازهم بالشركة وانجازاتها ومساهمتها في دعم ورفد الاقتصاد الوطني والطلب من الحكومة دعم وتسهيل كافة الاجراءات من أجل تنفيذ خطط وبرامج الشركة المستقبلية.
من جهته، قال الدكتورالذنيبات، إن الشركة واجهت العديد من التحديات الخارجية، كان من أبرزها إرتفاع كلف التصدير والشحن البحري بسبب ظروف المنطقة السياسية وتقلبات الأسعار العالمية الخارجة عن ارادة الشركة، والتوجه العالمي لاستخدام الاسمدة المشتقة من الغاز النيتروجيني لإنخفاض أسعارها. مستعرضا العديد من التحديات المحلية، مثل إرتفاع أسعار الطاقة والمياه، وكلف النقل . وقدّر الدكتور الذنيبات كلفة النقل السنوية التي تتحملها الشركة وتدفعها لسيارات النقل التي يملكها أبناء المجتمع المحلي بنحو 50 مليون دينار سنويا، تنظر اليها الشركة كجزء من مسؤوليتها المجتمعية.
وعرض الدكتور الذنيبات، لنتائج الدراسة التحليلية التي نفذها فريق متخصص من الشركة لاوضاعها منذ عام 2010 وحتى عام 2017 والاسباب التي أدت الى تراجعها خلال تلك الفترة، وإن الشركة إتخذت في ضوء نتائج الدراسة، جملة من الاجراءات التصحيحية لتحسين أدائها، من خلال وضع خطة لضبط النفقات وزيادة كميات الإنتاج وزيادة حجم المبيعات للأعوام 2018–2022، أدت الى زيادة كمية الإنتاج والمبيعات من 500 ألف طن إلى مليون طن فوسفات، وزيادة كمية إنتاج ومبيعات السماد بحوالي 350 ألف طن، وتحقيق ضبط نفقات بمقدار 90 مليون دينار.
وأضاف ان الاجراءات تضمنت، وقف العمل بمبدأ التلزيم في العطاءات، وإلغاء حصرية التعدين، وإلغاء التلزيم في نظام اللوازم والأشغال، واعتماد مبدأ التنافس بين المقاولين المؤهلين، وتخفيض كلفة انتاج طن الفوسفات من 78 دولار لعام 2016 إلى 59.1 دولار لغاية 2020، ووزيادة حجم المبيعات من 7.9 مليون طن عام 2016 الى 8.552 مليون طن عام 2020، وبنسبة 9 % .
وأوضح الدكتور الذنيبات، ان الاجراءات اسهمت أيضا في زيادة انتاج الشركة من الأسمدة الكيماوية بنسبة 178 % وبواقع 396 ألف طن عام 2016 الى 707 ألاف طن عام 2020، في حين زاد انتاج مصنع فلوريد الألمنيوم من 4 ألاف طن عام 2016 إلى 10 الآف طن عام 2020 أي بنسبة زيادة بلغت 250 %.
كما أسهت الاجراءات في خفض قيمة القروض المالية المترتبة على الشركة بمقدار 50 مليون دينار، وخفض التزامات الشركة تجاه البنوك للفترة من نهاية عام 2016 ولغاية نهاية الربع الأول من عام 2021 إلى 49.3 مليون دينار، وتسديد الديون المستحقة للمقاولين بالكامل والتي بلغت خلال السنوات الاربعة الاخيرة 500 مليون دينار.
وبين الدكتور الذنيبات، أن الاجراءات إنعكست بشكل واضح وملموس على أداء الشركة، من خلال تخفيض خسائرها لعام 2017 بنسبة 50 %، والخروج بشكل كامل من الخسائر عام 2018 بتحقيق أرباح بلغت 47.5 مليون دينار أي ما نسبته 57.6 % وتوزيع ارباح بنسبة 20 % لذلك العام، ما عزز الثقة بالشركة.
وقال الدكتور الذنيبات، إن الشركة عملت على إعادة هيكلة مصنع فلوريد الالمنيوم في العقبة لزيادة طاقته الإنتاجية إلـى 16 ألف طن مع نهاية عام 2022، وتنفيذ أعمال صيانة في المجمع الصناعي في العقبة بكلفة مالية تقدر بنحو 41 مليون دينار للأعوام 2017-2020، أدت إلى زيادة انتاج الأسمدة الفوسفاتية إلى 700 ألف طن أي ما نسبته 178 % عما كانت عليه عام 2016 ، وتخفيض كلف إنتاج الأسمدة الفوسفاتية بما لا يقل عن 40 دولار للطن الواحد.
كما عملت الشركة على إعادة تأهيل خزانات حامض الفوسفوريك في المجمع الصناعي عام 2020 بكلفة بلغت 6 ملايين دينار، وطرح عطاء لإنشاء منظومة خزانات جديدة لحامض الفوسفوريك بالمجمع بكلفة 35 مليون دينار يتوقع البدء في العمل بها نهاية العام الحالي، وتخفيض كلف الطاقة الكهربائية بنسبة 30 % ، وتخفيض كلف استهلاك الوقود الثقيل في المجمع الصناعي بمقدار 6 ملايين دينار باستبداله بالغاز الطبيعي بداية عام 2021 .
وأكد الدكتور الذنيبات، أن الشركة تواصل ضبط نفقات التعدين لتخفيض كلفة انتاج الطن الواحد من خام الفوسفات إلى أقل من 59 دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، في وقت أحالت فيه عطاء لكربلة وغسيل أكوام مرفوض الفوسفات والتي تقدر بنحو 60 مليون طن، ما سيحقق نتائج إيجابية كبيرة للشركة اعتباراً من منتصف عام 2023.
كما عملت الشركة على رفع الطاقة الإنتاجية للشركة الأردنية الهندية للأسمدة المملوكة لشركة مناجم الفوسفات الأردنية بنسبة 48 %، وكذلك رفع الطاقة الإنتاجية لمصنع حامض الفوسفوريك في الشركة الهندية الأردنية للكيماويات المملوكة بالكامل لشركة مناجم الفوسفات الأردنية بطاقة إنتاجية بلغت 30 ألف طن سنوي.
وفي اطار جهود الشركة لتعزيز قدرتها التنافسية والتحول للصناعات التحويلية، قال الدكتور الذنيبات، إن الشركة وقعت اتفاقيات شراكة مع عدد من الشركات العالمية، واتفاقية مع شركة العقبة للصناعات الكيميائية لإنشاء أول مصنع في الاردن لإنتاج حامض الفوسفوريك الأبيض (للصناعات الغذائية) يتوقع تشغيله مطلع عام 2024.
وتتطلع الشركة بحسب الدكتور الذنيبات، الى فتح المزيد من الاسواق الجديدة في عدد من الدول منها رومانيا وأوكرانيا وبعض دول أوروبا الشرقية، وتسعى كذلك إلى إعادة أسواق الإمارات وماليزيا والسودان بعد توقف دام لسنوات والتفاوض مع كل من صربيا، وكوريا الجنوبية وباكستان لإعادة التصديرالمتوقف اليها.
وحول الرؤيا المستقبلية للفوسفات للاعوام 2021 - 2025، قال الدكتور الذنيبات، ان الشركة تسعى الى الإستمرار في تخفيض كلف الإنتاج الحالية وصولا الى كلفة إنتاج لا تزيد عن 50 دولار للطن الواحد، وزيادة التنافسية عند طرح عطاءات التعدين، والإستفادة من مخزون أكوام الفوسفات متدنية النسبة وتقدر كمياته بنحو 80 مليون طن، وتشكل كلفة استخراجه 20 % من كلفة التعدين.
كما تتطلع الشركة الى الحصول على حقوق تعدين جديدة للتوسع في التعدين مستقبلاً، وتخفيض كلف الطاقة الكهربائية عن طريق الحصول على رخص لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وبنسبة تصل إلى80 % من الكلف الحالية والتي تقارب 20 مليون دينار سنوياً.
وقال الدكتور الذنيبات، إن الشركة تتطلع أيضاً إلى بناء محطة لتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية في العقبة لتزويد المجمع الصناعي بمياه صناعية تتلائم مع المصانع لحمايتها من التآكل، و تعتمد على الدورة الهيدرولوجية الخاصة بالطبيعة، (عمليات التبخر والتكثيف )، مبينا أن هذا الأمر غير مكلف وسيوفر المياه لـ 25 عاما.
وحضر اللقاء الرئيس التنفيذي للشركة المهندس عبد الوهاب الرواد، ونقيب العاملين في المناجم والتعدين خالد الفناطسه.