شريط الأخبار
الرؤية الهاشمية في دعم المعلم وإنشاء أندية المعلمين ناجح المصبحيين والد الشاب المفقود المصبحيين يناشد عبر القلعة نيوز بتكثيف البحث عن ابنه ومشاركة الجهات والشركات التي تمتلك إمكانيات كبيرة الوحدات بطلا لكأس الاردن السعودية تبدأ فرض غرامات وترحيل مخالفي الحج دون تصريح الملك وولي العهد يحضران عقد قران الأميرة عائشة بنت فيصل الرئاسة السورية تحسم الجدل ... الشرع لن يشارك في أعمال القمة العربية المزمع عقدها في بغداد الأردن يدين بأشد العبارات اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى رئيس هيئة الأركان المشتركة يلتقي نظيره السعودي بالرياض ابنة شاعر الأردن وصفية مصطفى وهبي التل تبرق برسالة شكر لوزير الثقافة مصطفى الرواشدة ولي العهد السعودي يكرم فريق أهلي جدة بعد تتويجه التاريخي بدوري أبطال آسيا روسيا ترحب بالاتفاق الصيني الأمريكي لخفض الرسوم.. دفعة للاقتصاد العالمي ترامب: نأمل في إطلاق سراح مزيد من الرهائن في غزة والعائلات تريد استعادة رفات القتلى كأنهم أحياء كم نقطة يحتاجها برشلونة لتتويجه رسميا في الدوري الإسباني؟ منتدى "روسيا - العالم الإسلامي" يشهد مشاركة قياسية من 103 دول هيئة البث الإسرائيلية تؤكد تسليم الأسير عيدان ألكسندر للصليب الأحمر "اليويفا" يعلن عن حَكم نهائي دوري أبطال أوروبا الاخبار السيئة.... السياسة الاردنيه والمشهد الإعلامي دروس التاريخ الدموية... الشيباني: اتفاق على عقد قمة حكومية أردنية سورية في دمشق

بين سفينة كليوباترا المصرية وسفينة حزب الله الإيرانية.

بين سفينة كليوباترا المصرية وسفينة حزب الله الإيرانية.
القلعة نيوز :
• حليم خاتون
في ذلك المساء، وكما كانت العادة، تكلم قائد الأمة العربية ورئيس كل العرب بإجماع جماهيري منقطع النظير، الرئيس جمال عبد الناصر... لم يحتج الرئيس عبد الناصر الى أكثر من بضعة كلمات... "منذ ايام،" قال الرئيس ثم أضاف، "منذ أيام، تقف أمام السواحل الأميركية الباخرة المصرية كليوباترا المحملة بالقطن المصري المورد الى اميركا لصالح بعض التجار وبعض المصانع الأميركية... بضغط من النقابات التي يسيطر عليها الصهاينة، وبدعم كامل من الحكومة الأميركية، ترفض سلطات الموانئ الأميركية إفراغ الباخرة المصرية من حمولتها إلا إذا وافقت الجمهورية العربية المتحدة (وهو الاسم الذي احتفظت به مصر لنفسها بعد مؤامرة الانفصال السورية)؛ إلا إذا وافقت الجمهورية العربية المتحدة على إلغاء كل قوانين المقاطعة العربية لإسرائيل..." كل ما فعله رئيس كل الأمة العربية، هو إخبار الأمة بما حدث للباخرة المصرية كليوباترا... في اليوم التالي، كانت كل البواخر الأميركية المحملة بالبضائع الى معظم البلاد العربية والاسلامية تحاول دون جدوى الدخول الى تلك الموانئ... قرر عمال وموظفو تلك الموانئ العربية أن قشة واحدة لن يتم إفراغها... إلا إذا أُفرغت حمولة الباخرة المصرية كليوباترا... لم يختلف مرفأ بيروت عن أي مرفأ عربي آخر... جن جنون رجل اميركا وبريطانيا في لبنان، كميل شمعون، ورجل الغرب بامتياز، الشيخ بيار الجميل... أعطى الإثنان الأوامر باقتحام الجيش لمرفأ بيروت وإفراغ البواخر الأميركية بالقوة... أصدر الضباط الأوامر... لكن الكثير من الجنود رفضوا التنفيذ... وصل الخبر إلى أهالي بيروت، يوم كانت بيروت عاصمة العروبة الناصرية... ولم يكن رجس مملكة الخير قد وصل إلى أهلها واستباح شرفها... ما هي إلا ساعات حتى كان أهالي بيروت يحاصرون المرفأ ويؤازرون العمال والموظفين الذين يرفضون إفراغ البواخر الأميركية قبل حل مشكلة الباخرة المصرية كليوباترا... مقابل باخرة مصرية حرة واحدة تجمدت عشرات البواخر الأميركية... أخيرا، رضخت اميركا وتم إفراغ الباخرة كليوباترا دون أي تراجع عن قرارت المقاطعة العربية لإسرائيل... في تلك الأيام، كان الرئيس عبد الناصر هو الذي يوبخ زعماء الدول الرجعية ورؤساء الدول الإستعمارية، ولا يجرؤ حتى رئيس اميركا على رفع صوته في حضور عبد الناصر كما يفعل هذه الأيام اصغر موظف في وزارة الخارجية أو الدفاع أو المال حين يوبخ ملوكا ورؤساء ويقول فيهم ما لم يقله جرير في أقل العبيد شأنا ومرتبة... في تلك الأيام، وقف سفير الجمهورية العربية المتحدة في الأمم المتحدة، ووجه صفعة إلى وجه السفير البلجيكي الذي قامت حكومته بمعاونة الإمبريالية الأميركية باغتيال القائد الإفريقي الكبير ورئيس وزراء الكونغو المنتخب باتريس لومومبا... هكذا كان سفراؤنا، وهكذا كان رؤساؤنا... لا كان أمثال فيلتمان ولا أمثال شيا، ليجرأوا على فتح أفواههم حتى للتنفس... كما فعلوا وكما يفعلون اليوم... بعد.طول رجاء... وبعد طول صبر... وبعد أن طفح الكيل، خرج السيد نصرالله ليعيد تصويب الأمور... ما قاله قائد المقاومة الأسلامية في لبنان يرقى إلى مستوى تلك الأيام المجيدة... لقد كان الناس بانتظار تنفيذ المقاومة بوعودها لجهة عدم السماح بتجويع الناس وإذلالها... لكن السيد نصرالله لم يكتف بإعلان بسيط يعلن فيه البدء باستيراد النفط من إيران الى لبنان... ما فعله السيد، هو رفع اصبع المقاومة إعلانا لفيتو في وجه اميركا وإسرائيل والسعودية والإمارات وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكل من تسول له أن نفسه أن يستصغر شأن هذه الأمة... بعد اليوم... ما فعله السيد نصرالله، هو رفع مستوى التحدي من مجرد حاجات استهلاكية يحتاجها لبنان، إلى مسائل استراتيجية سوف تغير وجه الشرق الأوسط بالكامل... كانت كلمات السيد واضحة وضوح الشمس حين أضاف العبارة التالية: إن هذه السفن التي تحمل نفطا إلى لبنان، هي أرض لبنانية. الرسالة واضحة... السيد نصرالله يعلن الحرب على أي كان قد يتجرأ ويحاول التحرش ولو بسفينة واحدة من هذه السفن... تحدث السيد عن هروب الأميركيين من سايغون... وأضاف إلى هذا الهروب الكبير هروبا أكثر إذلالاََ من أفغانستان... بشّر السيد اميركا وكل اتباعها على اختلاف احجامهم وادوارهم، أن ما حدث في كابول، سوف يتكرر في بيروت، ومن سطح السفارة في عوكر تحديدا... لقد طفح الكيل... انتهى زمن الصبر... وجاء وقت الفلاح وخير العمل... لم يعد حزب الله بتلك السذاجة والبساطة التي كانت بُعيد اغتيال رفيق الحريري، يوم سمح تحت ضغط الفتنة المذهبية لبضعة عملاء من أمثال مروان حمادة وفؤاد السنيورة باللعب خارج المربع المسموح اللعب داخله... ويوم سمح لأبناء الحريري ووليد جنبلاط بعرض مسرحية المحكمة الدولية مع كل المساوئ التي تحويها... انتهى ذلك اليوم الذي يدخل فيه صعلوك اسمه ميليس، يقوم باعتقال ضباط كل ذنبهم كان أنهم لم يطأطأوا الرؤوس أمام جبروت الغرب ومزاجيته في تركيب القوانين على هواه... قال حزب الله كلمته، إذا كان لا بد من الحرب المفتوحة... فلتكن الحرب المفتوحة... كان الكل ينتظر ذبح المقاومة اللبنانية ليتم بعد ذلك ذبح أي مقاومة ممكن أن ترفع صوتها في فلسطين أو في أي قطر عربي... كانت اميركا تعلن سيادتها النهائية على كل ما يدور تحت الشمس، وخلف هذه الشمس... العالم كله كان صاغرا خائفا، باستثناء بضعة آلاف من رجال الله كانوا قد قرروا أن هيهات منّا الذلة... كان تقرير فينوغراد صادقا جدا عندما قال إن بضعة من تنظيم مسلح استطاعوا إلحاق الهزيمة بأقوى الجيوش في الشرق الأوسط وأكثرها سلاحا متطورا وتقف خلف هذا الجيش اقوى الدول العظمى،وتحني دول أخرى رأسها خنوعا.... كل هؤلاء مرّغ أنوفهم في الرمال حزب الله في لبنان... أعلن السيد أن حزب الله قد بلغ سن الرشد... من الآن وصاعدا، لن يصبر أكثر على إيذاء شعبه... لقد ولى زمن الصبر، وحان زمن الانتصارات الآتية... إذا تجرأ حلف الاطلسي أو الصهاينة... ستكون الحرب التي لا بد منها... وإذا ابتلعوها، سوف تكون الهزيمة المرة دون أن يبذل الشباب المؤمن ما عاهدوا الله عليه... في الحالتين، المقاومة منتصرة... وأهم من ذلك كله أن لهذا النصر في الداخل اللبناني أثمان يجب أن تُدفع... نحن لم نعد بُعيد التحرير سنة ٢٠٠٠... لم يعد بمقدور المقاومة العفو عن العملاء والمرتكبين... لم نعد في زمن عفى الله عما مضى... الخطوة الجبارة التي خطاها حزب الله اول من امس يجب أن تتبعها خطوات لا تقل أهمية... مجرد اعلان إبحار السفن، هو إعلان لنصر سوف يتحقق بإذن الواحد الأحد... من غير المسموح جلوس المقاومة على طاولة واحدة مع الفاسدين بعد اليوم... آن أوان بناء الدولة القوية العادلة... صحيح أن قوة حزب الله حتى اليوم تنطلق من آفاق وأسس ودعم شيعي... لكن الصحيح أيضا أن لهذا الحزب اليوم أتباع في العالم السني لا يقل عددا عن الشيعة... يكفي أن شعب فلسطين لم يعد يرى نصيرا له في هذا العالم إلا في إطار حزب الله...