شريط الأخبار
التعديل الوزاري يقترب .. أبرز الأسماء المتوقعة لتَترك الرابع .. تفاصيل تعاملت مديرية شرطة جرش مع أعمال شغب واطلاق أعيرة نارية في مخيم غزة بمحافظة جرش عناب تترأس الاجتماع الأول للجنة إدارة المواقع السياحية الصفدي يلتقي الشيباني ويؤكدان على استمرار التنسيق والتشاور ترامب للمسلمين في رمضان: شهر مبارك مكرس للصوم والصلاة بدء توافد القادة العرب إلى القاهرة رويترز تنشر مسودة الخطة المصرية بشأن غزة الملك يحضر مأدبة إفطار القيادة العامة للقوات المسلحة (صور) الأمير مرعد يزور مصابين عسكريين في إربد الصفدي يشارك بالاجتماع التحضيري للقمة العربية في القاهرة حسَّان يؤكد حرص الحكومة على الحوار المستمر مع مختلف الكتل النيابية الحزبيَّة مالية الاعيان تناقش المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص "تنظيم الطاقة" تتلقى 833 طلبا للترخيص خلال كانون الثاني مسابقة لتصميم شعار "عمان عاصمة الشباب العربي 2025" النائب مشوقة يسأل الحكومة عن مسيرات تخترق الحدود الغربية مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة الحويان رمضان في الأردن .. تنوع ثقافي وتجارب روحية للطلبة الوافدين الملك يتقبل اوراق اعتماد سفراء اليابان وتركيا ومالطا وفيتنام وأثيوبيا ونيكاراغوا "الدوار" عند الإنحناء.. ما هي أسبابه؟ كنز غذائي.. فوائد صحية مذهلة في الفستق

من هو المرحوم الاستاذ داود المجالي ابو اشرف .

من هو المرحوم الاستاذ داود المجالي ابو اشرف .

القلعة نيوز :
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي . ............... لا يمكنني ان احيط بهذه الشخصية العظيمة التي كانت ملاذا لأبناء الكرك من شمالها وجنوبها ، كما انها كانت للغرباء من خارج المحافظة فندقا وللأيتام منزلا ومطعما للجوعى . لو اردت ان أكتب عن هذه الشخصية لاحتجت الى سنوات وسنوات حتى استطيع أن اعطيها بعضا من حقها في مجال الخدمة العامة او الحكمة والوقار .
ولهذا فإنني لن اتطرق لموضوع التربية والتعليم الذي اشتغل به العم داوود حتى صار مديرا لتربية المحافظة ولا للعروضات التي انعرضت عليه من حكومات الاردن السابقة ليكون وزيرا فيها . وإنما سأتطرق لموضوع واحد فقط وهو سياسة البيت الفاتح والخدمة العامة والمائدة الدائمة التي كان ينتهجها المرحوم في منزله . كنت اذهب مع رحمة والدي ورحمة شقيقي الأكبر حاتم احيانا لزيارته والإطمنان على صحته ، واحيانا اخرى كنت اذهب لوحدي من ابن العم الدكتور حيدر عبدالرحمن المجالي والدكتور محمد داوود المجالي حيث كنا اصدقاء ومن نفس العمر والجيل .
كان المنزل عبارة عن عمارة تتكون من ثلاث طوابق يملكها العم داود ويسكن هو في ثانيها وابنه اشرف ( نسيبي وزوج شقيقتي ) في اولها والثالث كان للغرباء والأقرباء والضيوف الذين تقطعت بهم السيل .
كان باب العمارة دائما مفتوحا كما هو باب شقته ، وكانت الناس تدخل من باب العمارة الى الطابق الثاني والى منزل العم داوود والى الغرفة التي يجلس بها المرحوم دون ان يقرعوا الجرس او أن يدقون الباب . وكنا عندما نسمع قرع الجرس او التطبيل على الباب نعرف ان هذا الزائر ليس من محافظة الكرك وانما غريبا عنها .
احيانا بعض الضيوف كانوا يخطؤون بالتوجه لديوان و جلسة العم داوود حيث يدخلون الى بعضا من غرف النوم في المنزل ثم يتم توجيههم الى ديوانية العم ابو اشرف ، كان من يدخل اليه يجلس دون استئذان ويشرب الشاي والقهوة واحيانا الفطور او الغداء ، ثم يبدأ بعرض مشكلته التي جاء من أجلها، ثم يسأله العم داوود عن اسمه وعن اصل المشكلة وكيفية حلها وعن الجهة التي يحتاج ان يتواصل له معها ، ثم يقوم بفتح دفتر تلفوناته ويبدأ باجراء الاتصالات من التلفون الأرضي مع الجهة المطلوبة حيث لم تكن الخلويات موجودة . عندما كان يتصل العم ابو أشرف كان يكفيه ان يقول ان داوود المجالي ابو اشرف فقط ، عندها يتم الترحيب واجابة طلباته ، واذا كانت الجهة المطلوب التواصل معها ليست معروفة من قبل العم ابو اشرف كان يجري اتصالات مع المرحوم المشير المرحوم حابس المجالي او دولة مضر بدران او ذوقان الهنداوي او المرحوم معالي عبدالوهاب المجالي او الدكتور عبدالسلام او الباشا عبدالهادي عليه رحمة الله تعالى .
الاستاذ داوود عليه رحمة الله تعالى كان شهريا يدفع فواتير تلفونا تتجاوز المائة وخمسين دينارا بأقل تعديل ، وكان الصفرة للفطور والغداء دائمة ومتجدده ، وكانت الإبتسامة هي الحلقة الأولى بالإستقبال في ديوانيته والدعوات له ولعائلتة هي مراسم الوداع من قبل ضيوفه .
في احد الأيام حضر أحد الأشخاص الذي كان قد ساعده العم ابو اشرف وأحضر معه لبن وسمن كهدية وعرفانا بالشكر على قضاء حاجته ، عندها غضب الاستاذ داوود وكاد ان يطرده من المنزل وطلب منه اخذ ما احضره معه واعادتهم الى عائلته .
كنت احيانا اراقب الأشخاص الذين يراجعونه يوميا واحيانا اخرى اقوم بتعدادهم ، فكان العدد يوميا لايقل عن خمسين شخصا ، فقلت ذات مرة للعم داوود ممازحا ان يسمح لي بأن اتقاعد من وظيفتي حيث كنت ملازما اول بالامن العام وأن اضع طاولة على باب العمارة لتحصيل دخولية دينار ا واحدا الى منزله ، وقلت له بأنني سوف احُصِل ما لايقل عن مبلغ خمسين دينار يوميا ، فقال لي المرحوم يا عموا هاشم هذه متعة لي انا أكثر من متعة من خدمته في حاجته .
الله يرحم العم داوود المجالي ابو اشرف الذي كان ركنا من اركان محافظة الكرك في ماضي تاريخها وحاضرها ، وهو الذي كان مقصدا لأبناء شمالها وجنوبها وغربها وشرقها ، كما هو لأولاده وأقربائه .
كم تفتقر الكرك في هذه الأيام الى رجالات الماضي ، وكم نحتاج أيضا في هذه الأيام في كرك الهية الى شخصية تكون مرجعية لكل أبناء الكرك وان يكون على شاكلة المرحوم العم داوود المجالي عليه رحمة الله ورضوانه وعلى شاكلة ديوانيته .