القلعة نيوز :
كتب / د. محمد أبو بكر
فاز مرشّح اليسار في جمهورية تشيلي غابرييل بوريك بموقع الرئاسة في هذا البلد المهم الذي يقع في قارة أمريكا الجنوبية ، وحقق انتصارا كاسحا على منافسه مرشح اليمين .
بوريك ؛ شاب يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما ، وكان من النشطاء السياسيين وزعماء الطلبة في سنوات ماضية ، ودخل البرلمان التشيلي في سن السابعة والعشرين عاما .
عندما طلب منه اليساريون الترشّح للرئاسة رفض ذلك ؛ بسبب صغر سنه وعدم قدرته على إدارة البلاد ، فهو كما قال .. لا يملك الخبرة الكافية لمثل هذا المنصب .
ومن خلال متابعة سياسة بوريك في السنوات الماضية وخلال حملته الإنتخابية ، كان يعلن موقفه الواضح والصريح في دعمه اللامحدود للشعب الفلسطيني ، وكان يصف إسرائيل بدولة الإبادة والدولة المجرمة .
المقرّبون من بوريك يقولون عنه بأنه رجل صادق وشفاف ومنفتح على النقاش وتبادل الآراء ، وفي الحديث عن الليبرالية يقول بوريك .. إذا كانت تشيلي مهد النظام الليبرالي ، فهذه المرّة ستكون مقبرته ، هكذا يتحدث هذا الرجل شديد الإعجاب بالراحل هوغو شافيز وكذلك فيدل كاسترو .
بوريك ؛ المناصر لقضايا العرب والعدو اللدود لإسرائيل يكمل اليوم مسيرة الإنتصارات الكبيرة لليسار في أمريكا اللاتينية ، التي فجعت في السنوات الماضية بحكم اليمين المتحالف مع الولايات المتحدة والتي باتت اليوم تتخّلى عن حلفائها ، وكما قال شاه إيران في آخر أيامه في القاهرة .. على الدول أن لا تثق بواشنطن أبدا ، فهي سرعان ما تتخلّى عن أقرب حلفائها وأخلصهم .
اليسار في أمريكا اللاتينية يعود بقوة ، وهاهو لولا داسيلفا في طريقه للعودة إلى سدّة الرئاسة في البرازيل رغم أنف واشنطن ، وقبل ذلك كانت فنزويلا هوغو شافيز وحتى اليوم شوكة في حلق الإمبريالية الامريكية ، وكذلك الحال في كل من المكسيك والإكوادور ونيكاراغوا والبيرو وغيرها .
وفي الوقت الذي ترفض فيه كثير من الدول وصاية الولايات المتحدة ، وتقولها .. لا كبيرة ، ما زال بعض من أعراب الأمة يهرولون نحو البيت الأبيض كسبا للرضا ، لا بل وذهبوا أبعد من ذلك نحو تل أبيب وحكامها القتلة .
إلى رئيس تشيلي الجديد الذي سيؤدي القسم في شهر آذار المقبل ؛ كل التحية والتقدير من الشعوب العربية التي تتوق اليوم لواحد مثل غابرييل !