-
- مسلحون يرافقون سيارات تهريب المخدرات لا يتم تفتيشها على الحدود السوريه اللبنانية
- الحشيش يصل السويداء، ويخزن في مستودعات ليجهز لعملية التهريب إلى الأردن".
- عمليات التهريب تتم غالبا في " الشتاء"، نظرا لسوء الأحوال الجوية االمناسبة للتهريب .
- ربع مليون ليرة سوريه راتب شهري لمن يساعد في تهريب المخدرات في السويداء
- حزب الله يموّل" تجمع شباب القريا"، وبعض العشائر جنوب السويداء لمساعدته في التهريب
- قيمة الكبتاغون المهرب عبر سوريه تصل الى ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار سنويا
عمان- القلعة نيوز – وكالات
اتهم مسؤولون أردنيون، الخميس، مليشيات "حزب الله" اللبنانية، المدعومة من إيران، بأنها وراء زيادة عمليات التهريب من جنوب سوريا.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أردنيين -لم تسمهم- أن مليشيات حزب الله والمسلحين الذين يسيطرون على جنوب سوريا مسؤولون عن زيادة عمليات التهريب.
واليوم الخميس، أعلن الجيش الأردني مقتل 27 من مهربي المخدرات حاولوا التسلل عبر الحدود مع سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية، عن متحدث عسكري أن الجيش قتل 27 من مهربي المخدرات حاولوا التسلل عبر الحدود مع سوريا لتهريب كميات كبيرة من المخدرات تحت غطاء كثيف من الثلوج.
وأوضح المتحدث أنه "تم تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها حديثا مع المهربين، ما أدى إلى مقتل 27 شخصا وإصابة عدد من المهربين وفرارهم إلى العمق السوري، وبسبب صعوبة الظروف الجوية وتراكم الثلوج، تم إجراء تفتيش أولي للمنطقة، وعثر على كميات كبيرة من المواد المخدرة".
ونقلت "رويترز" عن خبراء مخدرات بالأمم المتحدة أن سوريا أصبحت موقع الإنتاج الرئيسي في المنطقة للمخدرات التي توزع في الأردن والعراق وأوروبا.
المعارضة السورية تؤكد تقرير رويترز
ونقلت مصادر صحافية من المعارضة السورية تقارير وافيه حول الموضع اكدت فيها تقارير وكالة رويترز الذي نشر اليوم على لسان مسؤولين ارددينين اتهموا حزب الله بتهريب المخدرات عبر الأردن الى دول أخرى في المنطقة
وأكدت هذه المصادر ان المناطق الجنوبية من سوريا (درعا – السويداء – القنيطرة) باتت مسرحا لتغلغل مليشيا "حزب الله" اللبناني بهدف عمليات التجنيد المتعددة ولعدة أهداف على رأسها تهريب المخدرات.
تمدد "حزب الله" اللبناني بهذا الشكل يأتي استثمارا لحالة الفلتان الأمني والحصار الاقتصادي الذي يفرضه النظام السوري على محافظة السويداء.
لذا فإن ثاني جوانب الخطر وفق مراقبين هي استنزاف شباب السويداء الواقعة على الحدود الأردنية، وتشويه سمعة المحافظة والزج بها في "حروب المخدرات".
السويداء محطة توزيع
خطط مليشيا "حزب الله" هي جعل السويداء محطة توزيع رئيسة للمواد المخدرة وتهريبها لدول الجوار السوري، معتمدة بذلك على بعض الشباب العاطل عن العمل وعلى بعض عشائر بدو هناك.
مصادر إعلامية أكدت أن مليشيا "حزب الله" اللبناني، شكلت في يونيو/ حزيران 2021 مجموعة محلية أطلق عليها اسم "تجمع شباب القريا"، من متعاونين يتبعون بعض عشائر بدو قاطنين غرب بلدة "القريا" جنوب السويداء.
وبينت المصادر أن مليشيا "حزب الله" تمول هذه المجموعة، وأوكلت إليها مهمة حماية عمليات ترويج وتهريب المخدرات من السويداء باتجاه الأردن.
مسلسل عمليات التهريب
أعلن الأردن ضبط ملايين الحبوب المخدرة على الحدود مع سوريا السنوات السابقة، ومنع تهريبها عبر أراضيه سواء للداخل الأردني أو بقصد إكمال طريقها عبر الصحراء الأردنية نحو الخليج.
القوات المسلحة الأردنية أحبطت في المنطقة العسكرية الشرقية محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة من سوريا بتاريخ 3 أغسطس/ آب 2021، بعد تطبيق قواعد الاشتباك، ما أدى إلى إصابة أحد المهربين وفرار آخرين إلى العمق السوري.
وبعد تفتيش المنطقة تم العثور على 300 ألف حبة كبتاغون مخدرة، و7 أكف من مادة "الحشيش".
سبق ذلك إلقاء القوات الأردنية بتاريخ 30 يوليو/ تموز 2021 القبض على أحد مهربي المخدرات في المنطقة العسكرية الشرقية، وتمكنت من جرح عدد من أفراد المجموعة، فيما لاذ العديد منهم إلى العمق السوري.
وبعد التفتيش جرى العثور على ٣٦٢ ألفا و600 حبة من حبوب "الكبتاغون" المخدرة و٢٧٣ كفا من مواد الحشيش المخدر، بالإضافة إلى سلاح ناري نوع "كلاشنكوف" ومخزن يحتوي على ٣٠ طلقة لنفس السلاح وجهاز رؤية ليلي.
وذلك على اعتبار أن الأردن يشهد محاولات متكررة للتسلل وتهريب تلك المواد بصورة شبه يومية، من مناطق وجود مليشيا "حزب الله" اللبناني في الجنوب السوري.
لا يعد الأردن سوقا مستهلكا لتجارة المخدرات، بقدر ما يمثل ممرا لنقل هذه المواد من سوريا باتجاه دول الخليج العربي، وخاصة السعودية التي تمتد الحدود بينها وبين الأردن مسافة 744 كيلومترا.
خط سير شاحنات التهريب
وتؤكد مواقع المعارضة السورية أن خط سير شحنات المخدرات ينطلق من مناطق نفوذ "حزب الله" في لبنان، ويمر بحواجز قوات الأسد بسوريا دون تفتيش حتى تصل إلى محافظة السويداء.
موقع "عنب بلدي" نشر في فبراير/ شباط 2021 محادثة إلكترونية نقلا عن أحد المهربين المقربين من "حزب الله" في السويداء، والتي كشف فيها عن كيفية وصول المواد المخدرة إلى السويداء.
في المحادثة، قال المهرب: إن "مادة الحشيش تنطلق من منطقة بعلبك في لبنان، إلى جرود القلمون ثم إلى محافظة السويداء عبر سيارات مدعومة بعناصر مسلحين".
وجزم أنها "تعبر الحدود السورية اللبنانيه دون سؤال أو تفتيش لحمولتها".
وأضاف أن "الحشيش يصل إلى السويداء، ويخزن ضمن مستودعات ليجهز إلى الوقت المناسب لعملية التهريب إلى الأردن".
وأشار إلى أنه "غالبا ما تكون عمليات التهريب في فصل الشتاء، نظرا لسوء الأحوال الجوية التي تعد فرصة سانحة للتهريب".
استغلال العوز
وأمام تلك المعطيات يبقى السؤال الأهم، هو: كيف تمكنت مليشيا "حزب الله" اللبناني من تجنيد وكلاء محليين جنوب سوريا في مهمة تهريب المخدرات إلى الأردن؟
وفي هذه النقطة يؤكد الإعلامي السوري نورس عزيز أن "حزب الله عمد إلى استقطاب مئات الشباب في تجارة المخدرات وبالأخص من القرى الجنوبية في السويداء المحاذية للحدود الأردنية".
عزيز يضيف لـ"الاستقلال"، أن حزب الله اللبناني "ليس له وجود بشكل فيزيائي في السويداء؛ لذلك لجأ إلى الأذرع وهم الشباب العاطلين عن العمل".
ووفقا للإعلامي السوري المنحدر من السويداء، فإن "آلاف الشباب الذين رفضوا الخدمة الإلزامية في صفوف الجيش السوري منذ عام 2012، أصبح بعضهم أمام نقص الموارد والبطالة؛ ضحية أي عرض يقدم لهم ويجلب المال".
ويجزم بأنه "دخل هؤلاء الضحايا من عمليات التجنيد إلى ليبيا أو العمل مع حزب الله اللبناني راتب يصل إلى 250 ألف ليرة سوري (78 دولار) والمهمة هي المساعدة في تهريب المخدرات عبر الحدود".
صحيفة الغارديان
صحيفة "الغارديان" البريطانية اعتبرت في تقرير لها في 7 مايو/ أيار 2021، أن سوريا تحولت إلى "دولة مخدرات" عبر إنتاج مخدر "الكبتاغون".
وبينت الصحيفة أن تصنيع المخدر في سوريا بات مصدرا لكسب مالي كبير في ظل اقتصاد منهار، مؤكدة أن ما توفره تلك التجارة يتجاوز اقتصاد سوريا المتداعي بسبب الحرب.
في هذا السياق، يعتبر الأكاديمي والباحث الاقتصادي السوري، الدكتور رفعت عامر، أن نجاح مليشيا "حزب الله" اللبناني في تجنيد الشباب السوري في عمليات تهريب المخدرات يعود لاستغلال "حالة الفقر والفساد وفقدان الأمل لدى هؤلاء".
ويضيف لـ"الاستقلال": "وكذلك "سيطرة غريزة البقاء لشعب لم يشهد في العشر سنوات الأخيرة إلا القتل والتدمير والنهب والتشليح والموت العشوائي، مع غياب الإرادة الوطنية السورية البديلة عن النظام السوري".
ويؤكد أن "هذه المليشيات التي جلبت لسوريا جرت بتوافق وخطط إيرانية مدروسة".
لماذا يركز حزب الله على جنوب سوريا
ويشير "مركز التحليل والبحوث العملياتية" الذي يركز على الوضع في سوريا إلى "أنها (سوريا) أصبحت دولة مخدرات لنوعين رئيسين يثيران القلق، هما الحشيش والكبتاغون".
وبين أن "سوريا أصبحت مركزا عالميا لإنتاج الكبتاغون إذ يجري الآن تصنيعه وتطويره تقنيا بمعدل أكبر مما مضى".
المركز البحثي أكد أنه "عام 2020 وصلت قيمة صادرات سوريا السوقية من الكبتاغون إلى ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار".
ويرتبط حزب الله اللبناني بشبكة واسعة من المتعاونيين في سوريا تحولوا من "أمراء الحرب" إلى "أمراء مخدرات"، نظرا للأرباح الطائلة التي يجنونها من تسهيل مرور هذه المواد عبر سوريا.
ويلعب هؤلاء وفق تأكيد موقع"SY24" دورا في نقل هذه المواد بسيارات عسكرية، من القلمون الغربي القريب من الحدود اللبنانية إلى البادية السورية الممتدة نحو الحدود الأردنية والعراقية".
الموقع أكد أن "ذلك يجري بتنسيق مع ضباط سوريين ليسهل تهريبها إلى الأردن أو العراق".