كتب تحسين أحمد التل: يُعد الدكتور مازن عز الدين التل أحد أهم شخصيات عشيرة التل، خصوصاً فيما يتعلق بالعمل الدبلوماسي، وأحد أبرز شخصيات وزارة الخارجية خلال عقدين من الزمن، وكان مثل المملكة في ألمانيا قبل أن يتم إحالته الى التقاعد.
ولد مازن التل في إربد عام (1952)، ودرس في مدارسها، وحصل على شهادة الدراسة الثانوية في مدرسة حسن كامل الصباح التي شُيدت زمن الحكم العثماني عام (1900)، وكان يُطلق عليها: المدرسة الرشيدية، وكانت أقدم مدارس الأردن.
التحق التل بالجامعة الأردنية - كلية الإقتصاد والتجارة، وحصل على بكالوريوس في الإدارة، سافر بعدها الى فرنسا لمتابعة دراسته الجامعية العليا، وحصل على شهادتي الماجستير، والدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة السوربون. والتحق بوزارة الخارجية الأردنية للعمل في السلك الدبلوماسي الاردني عام (1976)، وتنقل بين العديد من الدوائر، وأقسام الوزارة، وخدم خلال عمله الدبلوماسي في العديد من سفارات المملكة في فرنسا، وسويسرا، وأمريكا، والهند، كما عمل في بعثات الأردن لدى الأمم المتحدة في جنيف، ونيويورك.
عمل هو ومجموعة من الدبلوماسيين على التحضير والإعداد لمؤتمر مدريد، عام (1991)، وكلفته الخارجية الأردنية ليكون ضمن الوفد المساند لوفد مفاوضات السلام التي انعقدت في واشنطن.
بعدها تم تعيينه وزيراً مفوضاً للمملكة لدى جنوب إفريقيا، وسفيراً غير مقيم لدى جمهورية موزمبيق (2005 - 2010)، بعدها جاء تعيينه سفيراً للمملكة لدى جمهورية ألمانيا، وسفيراً غير مقيم لدى كل من السويد، والدنمارك، وفنلندا، وبولندا عام (2011 الى عام 2016).
عمل التل خلال عمله كدبلوماسي، وسفير للمملكة على عدة إهداف، أهمها تطوير علاقات الأردن؛ الدبلوماسية، والسياسية، والاقتصادية، والتجارية مع الدول الأوروبية التي كان يمثلها لدى وزارة الخارجية، وتطوير برامج التعاون، بما يخدم المصالح الأردنية.
حقق الدكتور مازن التل نجاحات مميزة، وبصمات واضحة في العمل الدبلوماسي، كممثل للمملكة في دولة مهمة جداً مثل ألمانيا، إضافة الى الإهتمام بالمواطن الأردني المقيم في ألمانيا، وعمل على تعزيز العلاقات مع الجاليات الاردنية في بلاد الاغتراب.
وقد كرمه الرئيس الألماني، ومنحه وسام الإستحقاق الأكبر، بعد انتهاء مهمته في المانيا، تقديراً لما بذله من جهد دبلوماسي مميز في رفع مستوى التعاون بين الأردن والمانيا.
حصل على العديد من الأوسمة خلال مسيرته الدبلوماسية، وكان من أهمها؛ وسام الإستقلال الأردني، ووسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الإستحقاق الأكبر من المانيا.
التقى بالعديد من قادة العالم، وكبار المسؤولين في الدول التي زارها بصفة رسمية أو غير رسمية، وشارك خلال عمله في العديد من الإجتماعات، والمؤتمرات الدولية، أما الى جانب عمله الدبلوماسي؛ فقد عمل كمحاضر غير متفرغ في الجامعة الأردنية، ومحاضر زائر لدى العديد من المؤسسات والكليات في المملكة، مثل المعهد الدبلوماسي الأردني، وكلية الأركان، والقى العديد من المحاضرات السياسية والأكاديمية في مختلف الدول التي خدم الأردن من خلالها.
أحيل السفير مازن عز الدين التل الى التقاعد عام (2017)، بعد خدمة تجاوزت أربعة عقود في السلك الدبلوماسي الأردني.