شريط الأخبار
البنك الدولي: صادرات الشركات الأردنية المستفيدة من صندوق تطوير الصناعة ارتفعت بنسبة 32% المنتخب السعودي يودع الكأس الذهبية انحسار الكتلة الحارة تدريجياً وعودة الأجواء الصيفية الاعتيادية مطلع الأسبوع وزير الدفاع السعودي ورئيس الأركان الإيراني يبحثان تطورات الأوضاع في المنطقة آخر الشائعات عن "آيفون 17".. ماذا كشفت؟ أول المتأهلين إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية وفاة الطالب حسن شلش إثر حادث سقوط مؤسف في منطقة طبربور انحسار الكتلة الحارة تدريجياً وعودة الأجواء الصيفية الاعتيادية مطلع الأسبوع إنجاز كبير دواء جديد يتمكن من شفاء السُكري بشكل كامل اختبار دم بسيط يكشف معدل الشيخوخة وكم من الوقت قد تعيش! العلاج بالكلام يتفوّق على الأدوية النفسية انطلاق فعاليات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس دراسة تكشف مفتاح التخلص من طنين الأذن الفيصلي يتعاقد مع المهاجم الاسكتلندي لي اروين تحذير من تناول البطيخ بهذه الطريقة ببلاش .. اعرف أسرع طرق طبيعية لعلاج الأرق مع ارتفاع درجات الحرارة .. مشروبات طبيعية لترطيب الجسم .. تعرف عليها ماذا يحدث للجسم عند تناول الفاكهة على الريق؟ هل قص أطراف الشعر يساعد على نموه؟.. إليك الحقيقة برغر نباتي بالبروكلي والزهرة.. بديل شهي للبرغر التقليدي

الرواشدة يكتب عن الاخرس المتهم بإطالة اللسان!!

الرواشدة يكتب عن الاخرس المتهم بإطالة اللسان!!
القلعة نيوز - رمضان رواشدة

(طرفتان من الحياة السياسيّة الأردنيّة).

الأولى: في عام 1996 قامت الحكومة برفع أسعار الخبز، ورغم الحلول الّتي قدّمها النوّاب، إلّا أنّها أصرّت على رفع المادّة الأساسيّة للشعب الأردنيّ ورفعت شعارها يومها «الدفع قبل الرفع» (...).

بعد أيّام من رفع أسعار الخبز، اندلعت مظاهرات حاشدة في محافظة الكرك وبالتالي انتشرت إلى باقي محافظات الجنوب وبعض المحافظات الأخرى. واستمرّت المظاهرات وما تلاها من مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين لأكثر من أسبوع.

قامت الحكومة باعتقال عدد كبير من المتظاهرين إضافة إلى عدد من السياسيّين والحزبيّين والنشطاء وزجت بهم في سجني الجويدة وسواقة.

من بين المعتقلين السياسيّين، وقتها، الصديق عبداللّه أبو رمّان، السفير الحاليّ في إندونيسيا، ووزير الإعلام الأسبق. الّذي أمضى أسبوعين في سجن الجويدة ولاحقاً تمّ نقله إلى سجن سواقة. ووضع في مهجع يضمّ المعتقلين السياسيّين من تنظيمات عديدة..

لاحظ السجناء أنّ هنالك شاباً لم يتكلّم من عدّة أيّام، فأحبّوا أن يعرفوا منه قصّته. والرواية سمعتها من الصديق أبو رمّان شخصيّاً. سألوه عن اسمه وتهمته. فأجاب » ابا..ابا.. ابا» فأدركوا أنّه أخرس. قالوا له ما تهمتك؟ فأجاب بنفس «الابا ابا». فطلبوا منه الورقة البيضاء الّتي كانت إدارة السجون تعطيها للسجناء وفيها الاسم والتهمة. وكم كانت المفاجأة عندما قرأوا أنّ تهمة الأخرس هي «إطالة اللسان» فضجّوا بالضحك الممزوج بالمرارة السوداء. وأخذوا يعتنون به.

كان الأخرس يحبّ أن يغنّي ولكن أنّى له ذلك. خرج السجناء بعفو ملكيّ ولكنّ الأخرس كان مقتنعاً بأنّه يمكن له أن يحكي ويغنّي مثل باقي البشر، ما دامت الحكومة تقول إنّ «لسانه طويل جدّاً»، وهو ما أوقعه، بعدها، بمشاكل كثيرة إذ حاول الغناء في أحد الأعراس فانهالت عليه الكراسي وكاسات الماء وولّى هارباً.

الثانية: في عام 1969 عاد المرحوم الدكتور كامل أبو جابر من أميركا حاملاً شهادة الدكتوراه من جامعة سيراكيوز، فتقدّم بثلاثة طلبات للتعيين مدرّساً في الجامعة الأردنيّة ولكنّ طلباته رفضت.

يقول الدكتور أبو جابر في مقابلة متلفزة معه قبل وفاته، وقد سمعت، أيضاً، الحكاية منه شخصيّاً في أحد لقاءاتنا، أنّه ذهب إلى رئيس الوزراء الشهيد وصفي التلّ الّذي يترأّس، أيضاً، مجلس أمناء الجامعة الأردنيّة، وشرح له القصّة.

اتصل الشهيد التلّ برئيس الجامعة وطلب منه تفسيراً لرفضه تعيين الدكتور أبو جابر فكانت الإجابة الصادمة أنّ الدكتور منتم لجماعة «الإخوان المسلمين» ورئيس الجامعة له موقف منها.. ضحك الشهيد التلّ وقال لرئيس الجامعة «اسمع الدكتور كامل أردنيّ سلطيّ مسيحيّ أباً عن جدّ منذ آلاف السنين».

في اليوم التالي قابل أبو جابر رئيس الجامعة وقبل صدور قرار تعيينه خاطبه قائلاً «لماذا لم تقل لي من أوّلها أنّك مسيحيّ؟!».

ولله في خلقه شؤون وشجون!

(الرأي)




رمضان رواشدة