64 عاما من العطاء والايثار ، قدمها العقيد المتقاعد يوسف حسن العيسوي للاردن ،
مسجلا في ذاكرة الوطن انه المسؤول الوحيد الذي جاب كل نواحي المملكة، ووصل
مناطق لم يزرها غيره من " الكبار" ، وترك اثارا إيجابية ومشاريع إنمائية وخدمية
وإنسانية واجتماعية، في كل منطقة زارها،تم تنفيذها بتوجيهات الملك عبد الله الثاني
الذي وجد في شخص العيسوي ، من الصفات والمزايا الإيجابية ، ما يطمح ان يجده
في كل مسؤول اردني ، لان ذلك هو اقصر الطرق للتعرف على احتياجات المواطنين
والعمل على تنفيذها، بالسرعة الممكنه ،وبالتالي تقدم الوطن وازدهاره وسعادة مواطنية ."
القلعه نيوز - محمد مناور العبادي*
توّج معالي " العقيد المتقاعد " يوسف حسن العيسوي ، رئيس الديوان الملكي الهاشمي 64 عاما من خدمته وعطائه في العمل الحكومي المدني والعسكري بجولات ميدانية في اطراف المملكة ، اطلق خلالها بصمت ، المزيد من حزم المبادرات الملكية ، رغم انه في الثمانينات من عمره المديد ، مؤكدا للقاصي والداني ، انه يطبق فعلا ، شعارات كرستها وجسدتها على ارض الواقع ، القيادة الهاشمية ، والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي ،والتي تؤكد ان - الأردن أولا – وان المواطن هو ثروته ، وان خدمته واسعاده ، شرف يرتقي به المسؤول والوطن ، في آن واحد . .
هذا هو درب ابا الحسن- منذ ان بدأ حياته جنديا في القوات المسلحة ،، حتى اصبح اليد اليمنى للملك في تنفيذ توجيهاته السامية ، في ان يكون الديوان الملكي بيتا لكل الأردنيين ، وموضع ثقتهم ، واملهم ، وبرلمانهم الحقيقي ، يعبرون فيه بصراحة وشفافية ، عن معاناتهم وطموحاتهم وآمالهم ، المقرونة بمحبتهم للهاشميين ، الذي اسسوا هذه الدولة الصغيرة بمساحتها الجغرافية ، الكبيرة في عيون اشقائها واصدقائها ، المحورية في دورها الاستراتيجي في المنطقة والاقليم.
ولأن المستشار مؤتمن ،فقد عبر أبا الحسن عن ذلك ، في كل عمل كلفه به الملك ، مما جعله انموذجا عز نظيره ، للبطانة الصالحة التي يسرها الله وجسّرها لمن أراد به خيرا، حتى اصبح الديوان الملكي محجا لكل الأردنيين وقاصدي الحاجات ، ممن يدركون جيدا الضائقة الاقتصادية التي تضرب الأردن والعالم، ولكنهم يثقون بنفس الوقت ، انهم سيجدون في أبا الحسن ، مستمعا جيد ا جدا لمعاناتهم ، ينقلها بامانة وإخلاص وشفافية وبصراحة تامه ،الى صاحب القرار .
ذلك ان أبا الحسن سبق وتمرس بالمعاناة وعاشها ، ولكنه تصدى لها كعادته في مواجهة الازمات ،اذ كانت ورافعة حقيقية ، ودافعا قويا ، الى مزيد من العطاء للوطن ، الذي احبه أبا الحسن حتى النخاع ، لأنه يدرك بحسه الوطني ، الذي يطغى على أي احساس اخر، ان المعاناة "تخلق" الرجال ، وتؤسس لشخصية " كاريزمية "، تكون عماد وطن قوي مزدهر ، اذا اقترنت بالعمل الشاق المثمر ، الذي لابد الاّ ان يوصل المواطن والوطن الى مراتب اسمى .
وهكذا كانت مسيرة أبا الحسن ، كما هي مسيرة الأردن وكل الأردنيين ، الذين يعشقون الوطن ، ويعملون على اعلاء شأنه ، ليكون كما أراده الهاشميون الأوائل ، قلعه للبناء ومواجهة التحديات ، والتغلب على المعاناة ، وتحويلها الى فرص إيجابية ،لبناء الوطن ،وتوفير حياة افضل لكل مواطن .
عمل أبا الحسن في الديوان الملكي على مدى 19 عاما، واكثر من ضعفها في القوات المسلحة الأردنية ،، لم يرتكب مخالفة واحدة ، ولم يستمتع باجازة طيلة حياته ، حتى العطل الأسبوعية يستثمرها في اعمال ميدانية، ، لان متعته الحقيقية وسعادته الدائمة ، تكمن فقط في العمل لخدمة الاخرين واسعادهم ، فهو جندي اردني في كل موقع يحل به ، شعاره الايثار قبل الأثرة ، يعطي ولا يأخذ ، رهن حياته للوطن والمواطن ، فاحبه الوطن وقائد الوطن والمواطن .
شعار أبا الحسن العيسوي الذي هو سر نجاحه ، العمل بإخلاص وتفان ، وتنفيذ الواجبات الملقاة على عاتقه بكل امانة وشفافية ، بل انه لا يكتفي بذلك ، فشغفه بالعمل العام ، وحرصه على خدمة الوطن والمواطن ، تجعله يكتشف خلال أدائه لعمله، قنوات خير جديدة ، يرى انها ستثري ما يقوم به ، ليسارع فورا بصراحته وشفافيته ، وبكل هدوء ، للتنبيه بوجود هذه القنوات التي يمكن استثمارها ، بأقل تكلفة ممكنة ، للارتقاء بالعمل العام كما وكيفا ، بهدف الارتقاء بالخدمة العامة ، لتشمل كما وكيفا شرائح أوسع واكثر تنوعا ،.
كان ذلك ديدنه في مسيرته العملية ، في سيرة عمله في المجال العسكري والمدني على حد سواء ، مما جعله يرتقي في الديوان الملكي بدون – واسطة – من ضابط برتبة عقيد منتدب من القوات المسلحة لتنظيم الديوان الملكي إداريا ، الى موظف دائم في الدرجة الثانية ، حتى اصبح رئيسا للديوان الملكي الهاشمي ، "بفضل الله " كما يقول دوما ، الذي منحه صفات نبيلة حميدة ، قل ان تجتمع معا في شخص واحد .. شعاراته التي لم يتزحزح عنها طيلة حياته : الانتماء ، والولاء، والعمل المتقن المتكامل والتضحية , والتي اقترنت بصفات حباه الله بها : الذكاء الفطري، والابداع، والشخصية القوية ،والتفاؤل، والصراحة المتناهية ، واحترام الر اي الاخر ، والاخرين ،والحرص على اختيار الكلمات حين يتحدث ،والهدوء والصبر والوفاء ، والابداع في الإدارة والتعاطي مع الازمات. ، واستثمارها إيجابيا .
أبا الحسن العيسوي ، كان وما يزال اول من يأتي لمكتبه في الديوان منذ لحظة انتدابه للعمل فيه ،واخر من يغادره حتى الان ، يعمل بصمت، ليتحدث الإنجاز عما يقوم به ، لم يستثمر منصبه ، ولم يتقدم بطلب شخصي ، مما لفت اليه انظار الملك عبد الله الثاني ،فاختاره دون وسيط ، لتولي العديد من المراكز القيادية، حتى تبوأ ارفع منصب فيه ، رئيسا للديوان الملكي الهاشمي، ويد الملك اليمنى ،والمستشار المؤتمن . حتى اصبح الديوان الملكي الهاشمي رافعة حقيقيه لتوثيق العلاقة التفاعلية مع كل المواطنين .فاصبح "محجا" لكل الأردنيين ، وتضاعفت المبادرات الملكية السامية ، واتسع نطاق عملها ليشمل المملكة كلها ، ، خاصة المناطق النائية المحرومة ، التي وجدت في يوسف العيسوي املها وحلمها، وناقل معاناتها لصاحب القرار، بشفافية لم يعهدها الملك من الكثيرين .
وهكذا قرر الملك مضاعفة المبادرات الملكية ، كما وكيفا ، لتتجاوب مع احتياجات الفئات الأقل حظا ، خاصة في المناطق النائية ، وتجاوزت هذه المبادرات بفضل الله وملاحظات أبا الحسن للملك ، أهدافها التقليدية القديمة ، لتتحول الى عمل مؤسسي، يستهدف تحقيق تنمية مستدامة في المجتمعات المحلية وتوفير الخدمات الاساسيه لها ، وتمكين الشباب والمرأة والطفولة ، والارتقاء بالمواطن الأردني في جميع المجالات .
هذا هو العقيد المتقاعد يوسف حسن العيسوي ، المسؤول الأردني الوحيد الذي جاب كل نواحي المملكة، ووصل مناطق لم يزرها غيره من المسؤولين ، وترك اثارا إيجابية ومشاريع إنمائية وخدمية وإنسانية واجتماعية ، في كل منطقة زارها ، تم تنفيذها بتوجيهات الملك عبد الله الثاني ، الذي وجد في شخص العيسوي ، من الصفات والمزايا الإيجابية ، ما يطمح ان يجده في كل مسؤول اردني ، لان ذلك هو اقصر الطرق للتعرف على احتياجات الناس والعمل على تنفيذها ، وبالتالي تقدم الوطن وازدهاره وسعادة مواطنية
الكاتب : صحفي وباحث - رئيس التحريرل " وكالة القلعة نيوز"
mabbadi@live.com