شريط الأخبار
عاجل: الجيش الاردني يقتل مهربين ويصيب آخرين ويضبط عدد من الأسلحة والمواد المخدرة قادمة من سوريا جنوب إفريقيا تطلب من "العدل الدولية" انسحاب إسرائيل من غزة الإعلام الحكومي بغزة: آلاف الفلسطينيين في بيت حانون لم يصلهم طعام منذ أيام العسعس: الحكومة لن تقترض هذا العام فلسا واحدا التزامًا بتطبيق قانون الموازنة وقانون الدين أبو الغيط: قيام الدولة الفلسطينية مسألة وقت الملك يعود إلى أرض الوطن القادة العرب يعتمدون المبادرات البحرينية المقترحة في القمة العربية العدل الدولية تنظر بطلب جنوب أفريقيا ضمان وقف إسرائيل عملياتها في رفح لاعب منتخب التايكواندو الحلواني يودع بطولة آسيا العسعس: رفع التصنيف الإئتماني للأردن يعكس الثقة العالمية باقتصاده البيان الختامي للقمة العربية يدين عرقلة إسرائيل جهود وقف إطلاق النار "اتحاد القدم" يطلق الهوية البصرية والشعار الجديد للمنتخبات الوطنية %4 نسبة انخفاض معدل سعر البنزين أوكتان (90) عالميا وزير الخارجية البحريني يؤكد اعتماد القادة العرب مبادرات بلاده في القمة الحلواني يودع مبكرا .. وعمار والعداربة وأبو الرب يبحثون عن التعويض المقاومة تُدمّر دبابات "الميركافا" في جباليا ورفح.. وتلتحم مع قوات الاحتلال من نقطة صفر "جيش" الاحتلال يقرّ بإصابة 15 جندياً خلال الساعات الـ24 الماضية الملك يلتقي أمين عام الأمم المتحدة القوات المسلحة الأردنية تنفذ 3 إنزالات جوية لمساعدات على جنوب غزة بمشاركة دولية شاهد بالفيديو : كلمة الملك عبد الله الثاني في قمة المنامة : جلالته يؤكد على وقف الحرب وانهاء الصراع

القيادي الحزبي فؤاد دبور يكتب : ...وتستمر العلاقة التاريخية بين المشروع الصهيوني وتركيا

القيادي الحزبي فؤاد دبور يكتب : ...وتستمر العلاقة التاريخية بين المشروع الصهيوني وتركيا

القلعة نيوز : بقلم : فــــــــــؤاد دبـــــــــــور
عملت الحركة الصهيونية مستعينة بيهود "الدونما" على إيجاد موطئ قدم لها في الدولة العثمانية حيث تمكن الصهاينة من إيجاد أواصر مشتركة بينهم وبين عدد من الساسة ورجال الحكم الأتراك وبخاصة مع عهد "الاتحاد والترقي" ومن ثم جني ثمار هذا الجهد المبذول من خلال استثمار نتائج حركة مصطفى كمال اتاتورك في العشرينات من القرن الماضي خاصة وان تركيا قد ارتبطت بالغرب الذي أسهم في إنجاح جهود الحركة الصهيونية على نحو يناهض المصالح العربية،
وتطورت السياسة التركية باتجاه بناء علاقات تعاون مع الحركة الصهيونية بعد قيام الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين العربية والإسلامية حيث كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بهذا الكيان وبعد أشهر فقط من إعلان قيامه وكان ذلك في 28/3/1949 مما فتح الطريق امام إقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية مع هذا الكيان طبعا رغم احتلاله لأرض عربية إسلامية وتشريد شعب عربي ومسلم من أرضه ووطنه بالقوة واستمرت العلاقات في كل العهود وبخاصة بعد دخول تركيا إلى حلف الأطلسي الحريص كل الحرص على امن الكيان الصهيوني وإمداده بالمزيد من القوة العسكرية والمالية والاقتصادية وتوفير الحماية السياسية له. وتمثل ذلك في توقيع مع الكيان الصهيوني اتفاقات في الأعوام الأولى من تسعينات القرن الماضي أبعدت تركيا عن محيطها العربي والإسلامي

وتم تتويج الاتفاقيات بالاتفاق العسكري الذي تم توقيعه بين الطرفين التركي والصهيوني في شهر شباط من عام 1996م واتبع باتفاق أخر خاص بالتعاون التكنولوجي والصناعات العسكرية في 28/8/1996م.
وقد تضمنت هذه الاتفاقيات العمل على تحقيق التعاون بين الطرفين في مجالات التدريب العسكري وتبادل الخبرات العلمية والعملية والمشاركة في تقديم كل التسهيلات التي من شأنها تعزيز هذا التعاون.

كما تضمن الاتفاق العسكري إجراء مناورات وتدريبات مشتركة ومنح الكيان الصهيوني الحق في استخدام الأجواء والأراضي التركية للتجسس على الدول العربية والإسلامية وغيرها ممن تعتبرها الحركة الصهيونية معادية أو غير صديقة وبخاصة مراقبة التحركات العسكرية السورية والإيرانية والعراقية والروسية.
مثلما تضمن الاتفاق قيام المؤسسات العسكرية في الكيان الصهيوني بتحديث طائرات الفانتوم التركية، الامريكية الصنع، مثلما شمل التعاون بين البحرية التركية والصهيونية والقيام بدوريات بحرية مشتركة بالتنسيق مع الأسطول الأمريكي السادس في البحر الأبيض المتوسط خدمة لمصالح عدو الأمة العربية الصهيوني والشريك الأمريكي لهذا العدو، مثلما هدف هذا الاتفاق إلى فتح الطريق امام الصهاينة للانخراط أكثر في المنطقة والشراكة في ثرواتها المائية من تركيا والنفطية من العرب والمسلمين.

أن هذا الاتفاق العسكري وغيره من الاتفاقات الأمنية الأخرى الموقعة بين الصهاينة وتركيا يستهدف تطويق الأمة العربية والنيل من صمودها ومساعدة الصهاينة في تحقيق مشروعهم المعادي للعرب والمسلمين.

وجاءت حكومة حزب العدالة والتنمية (حزب الاخوان المسلمين) لتضيف إلى الحركة الصهيونية المزيد من الإمكانية على تحقيق أهداف مشروعها وذلك عبر وقوفها في مواجهة سورية العربية الصامدة المواجهة للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة الداعمة للمقاومة التي تواجه هذا المشروع وتتصدى له حيث فتحت أراضيها إلى المجموعات الإرهابية التي تعتدي على سورية في محاولة لإضعاف سورية وشكل دورها السياسي المقاوم خدمة لأمن الكيان الصهيوني وأطماعه في المنطقة

مثلما تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة اردوغان بتقديم كل المساعدات وبأقصى ما تستطيع في المجالات السياسية والعسكرية من اجل زعزعة امن سورية واستقرارها وحصارها واستنزافها ماديا وبشريا واقتصاديا رغم أن مثل هذا العمل يعكس نفسه سلبا على تركيا نفسها اقتصاديا وامنيا وسياسيا حيث يقوم الشعب التركي باحتجاجات وتحركات ضد سياسة اردوغان، لكن هذه القيادة التي رهنت قرارها السياسي لدول حلف الناتو وللعدو الصهيوني ماضية في غيها وعدائها لسورية وعبرها لكل الأمة العربية حتى لو أضرت هذه السياسة بتركيا، كما فتحت أراضيها لدروع صاروخية تخدم امن الكيان الصهيوني وتطال من امن روسيا الاتحادية وإيران والأقطار العربية المجاورة.

بمعنى أن سياسة حكومة العدالة والتنمية التي تدعي الإسلام ترتب على الشعب التركي خسائر باهظة اقتصاديا وتجاريا وسياسيا واجتماعيا. مثلما تلحق الأضرار بالعرب والمسلمين عامة وبسورية العربية بسبب مقاومتها للمشروع الصهيوني الأمريكي بخاصة.
عبر سياسة العداء التي تنتهجها حكومة الإخوان المسلمين الاردوغانية في تركيا ضد سورية المقاومة والأمة من خلالها وتحالفها الوقح مع الكيان الصهيوني حيث تسبب بعدم الاستقرار الداخلي وجعل قطاعات واسعة من الشعب التركي تتصدى لهذه السياسات التي فاقمت من أزمة الحكومة التركية الاقتصادية والأمنية والسياسية.
وبالتأكيد فإن نهج حكومة اردوغان ودوافعه السياسية المتمثلة في ابعاد واهداف العدوان المتعدد الاشكال على سورية العربية يشكل دليلا على العداء والحقد الاردوغاني على هذه الدولة العربية المقاومة وتحقيقا لأوهام اردوغانية عبر التوسع في اقطار عربية مجاورة وبعيدا الى الدولة الليبية تمثل في العودة الى استعمار العرب وإقامة الدولة العثمانية. فهل يتم ذلك عبر استقبال رئيس كيان العدو الصهيوني؟ وتوقيع اتفاقيات للدفاع والتعاون في مجال الطاقة؟ ممثلة بالغاز الصهيوني الى اوروبا؟

نؤكد مرة أخرى بأن تركيا قد أسهمت في إعطاء المشروع الصهيوني عناصر من نجاحاته في احتلال أراض عربية في فلسطين ولبنان وسورية مثلما أسهمت في تثبيت الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين. أي أن تركيا لم تخرج عن تحالفها مع العدو الصهيوني ولا تخرج من جوهر سياساتها المتحالفة مع هذا العدو سواء أكان الحكم فيها علمانيا أم إسلاميا كما هو الحال القائم الآن في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية
* الكاتب : الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي