القلعة نيوز :
أكد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أن تنظيم كأس العالم FIFA قطر 2022 سيشكل محطة بارزة في تاريخ البلاد، وسيضع أسسا متينة لإرث مستدام من شأنه إحداث تحول هام وتغيير إيجابي في البلاد والمنطقة.
وفي كلمة ألقاها أمام اجتماع الكومنولث، على هامش منافسات دورة ألعاب الكومنولث بمدينة برمنجهام البريطانية، شدد الذوادي على أهمية بطولة كأس العالم باعتبارها قوة محفزة لترسيخ إرث دائم يحقق تغييرا ملموسا في المجتمع.
وأضاف: «حرصنا منذ البداية على أن يترك كأس العالم قطر 2022 أثرا فاعلا خلال رحلة استضافتنا للبطولة، ولا شك أن كأس العالم حدث استثنائي لا تقتصر أهميته على مجرد منافسات في كرة القدم على مدى 28 يوما، ونؤكد مجددا على التزامنا بأن تترك هذه النسخة من البطولة العالمية إرثا اجتماعيا وإنسانيا واقتصاديا وبيئيا، وأن تبقى خالدة باعتبارها عنوانا لمرحلة استثنائية في تاريخ منطقتنا».
واستعرض الذوادي استعدادات الدولة لاستضافة البطولة المرتقبة، واصفا مونديال قطر بالحدث الرياضي الأكبر على الإطلاق في العالم العربي والمنطقة، وأضاف: «شهد ملايين المشجعين المتحمسين مرحلة تاريخية هامة في كل منطقة من العالم استضافت كأس العالم خلال العقود الماضية، والآن حان دورنا لنصنع التاريخ على أرض قطر، في فرصة فريدة تشكل نافذة لشعوب العالم للتعرف عن قرب على قطر والمنطقة».
وأشار الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث إلى أن جميع مشاريع إرث مونديال قطر 2022، تتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030 وتسهم في تحقيق أهدافها، مشددا على أن كافة قطاعات الدولة تعمل بلا كلل لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، بهدف تقليل الاعتماد على عائدات النفط والغاز، ودعم مسيرة قطر على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، حيث يشكل كأس العالم عاملا أساسيا في الجهود الرامية لتسريع وتيرة تحقيق هذه الرؤية.
ومع قرب انطلاق منافسات البطولة في 21 نوفمبر، أي بعد أقل من أربعة أشهر، أشار الذوادي إلى الأثر الواضح للمشاريع التي ارتبطت بالإعداد للبطولة في أنحاء البلاد، حتى قبل انطلاق الحدث المرتقب، منوها إلى أن استضافة البطولة أحدثت تحولا كبيرا في البنية التحتية للدولة، من خلال العديد من المشاريع الكبرى، بما فيها مترو الدوحة، وتوسعة مطار حمد الدولي، وشبكات الطرق الجديدة والفنادق وغيرها، الأمر الذي سيسهم بشكل كبير في تعزيز مسيرة النمو الاقتصادي على المدى الطويل بعد صافرة الختام في 18 ديسمبر.
وتابع: «تمتاز مشاريع البنية التحتية للبطولة بتصاميم رائعة، وجرى تنفيذها بإتقان لتعمل بدقة من الناحية التشغيلية، وترتكز جميعها على عنصر الإرث، وكما هو الحال في دورة ألعاب الكومنولث 2022 فإن كأس العالم قطر 2022 يقوم على المشاركة المجتمعية، لضمان الاستفادة من كل استاد وموقع تدريب، وغيرها من مرافق البطولة الأخرى، حتى بعد انتهاء المنافسات».
وألقى الأمين العام الضوء على مشاريع الاستدامة والمبادرات المجتمعية على طريق الإعداد للبطولة، كما ركز على الإصلاحات التي جرى تنفيذها على صعيد رعاية العمال في قطر خلال العقد الماضي. وقال: «نواصل بذل قصارى جهدنا لضمان صحة وسلامة كل عامل في مشاريع المونديال، وذلك من خلال العمل عن قرب مع شركائنا في المؤسسات والنقابات التجارية والمنظمات غير الحكومية، وتسهم الإجراءات المتخذة في قطر مثل الحد الأدنى غير التمييزي للأجور وسداد رسوم التوظيف التي دفعها العمال، في وضع معايير جديدة في المنطقة والعالم، وحظيت بإشادة الجميع».
وتطرق الذوادي إلى علاقة التعاون الراسخة بين قطر والمملكة المتحدة، واختتم كلمته بالدعوة إلى ضرورة إدراك قدرة الأحداث الرياضية على تحسين حياة الناس، وترك أثر إيجابي على جميع أفراد المجتمع، وقال: «نحن على وشك رؤية أحلامنا تتجسد على أرض الواقع، ونبذل ما بوسعنا في سبيل ترك بصمة واضحة في تاريخ المنطقة، ونتطلع إلى مشاركة هذه اللحظة التاريخية مع شعوب العالم».