بما يزيد عن 188 ألف رحلة جوية يرصدها في اليوم، يتربع "فلايت رادار 24" على رأس مواقع وتطبيقات رصد حركة الملاحة الجوية لشتى أنواع الطائرات التي يتتبع مصدرها. فيما سر نجاح التطبيق، الذي يقع مقر شركته الأم في ستوكهولم، هو شبكة رادارات الرصد خاصته وانتشارها في شتى بقاع العالم.
وهذا ولم يمنعه النجاح الكبير الذي حققه، أن يقع تحت طائلة الشكوك الأمنية. واتهامه من حكومات، مثل الحكومة الصينية، بالتجسس والإضرار بالأمن القومي للبلاد.
كيف يعمل "فلايت رادار 24"؟ تحول "فلايت رادار 24" من موقع ترويجي للرحلات الجوية إلى عملاق رصد حركة الطائرات سنة 2010، بعد الإقبال على استخدامه في معرفة مسار الرحلات المتغير عقب ثوران بركان إيافيالايوكل في إيسلندا، والذي أدت سحابته الدخانية إلى اضطراب حركة النقل الجوي.
وحسب أحد مؤسسي "فلايت رادار 24" مايكل روبيرتسون، فإثر الإقبال الذي شهده الموقع خلال فترة البركان، " زادت الثقة في بياناتنا بشكل لا يصدق، ومباشرة التفت إلينا الإعلاميون يسألون: كيف يمكنهم الولوج بشكل أسهل إلى خدماتنا".
من هنا ركَّزت الشركة التي تدير الموقع على جني أرباح من هذه الخاصية غير المكلفة، حيث عمدت إلى توسيع شبكة لاقطات الإشارة في العالم وتعزيزها، بالاعتماد على دعوة الزبون إلى تركيب أحد هذه اللاقطات الصغيرة لديه، مقابل الاستفادة من اشتراك مجاني في الموقع والتطبيق يمكن أن يعود عليه بمردود يقدر بـ 500 دولار في السنة.
تقنياً، يعمل "فلايت رادار 24" على التقاط إشارات رادار المراقبة الأوتوماتيكي "ADS-B"، الذي يسمح لأبراج المراقبة من تحديد موقع الطائرات بشكل تلقائي. وتضم شبكة التطبيق أكثر من 10 آلاف لاقط، إضافة إلى 700 جديدة جرى تفعيلها سنة 2019. ما يمكنه من رصد أزيد من 189ألف رحلة جوية في اليوم، أي ما يفوق 69 مليون رحلة سنوياً، حسب أرقام الموقع.
انتقادات وشكوك ورغم أن "فلايت رادار 24"، حسبما يذكر على موقعه الرسمي، يحترم طلبات العملاء بعدم الكشف عن الرحلات ذات الطابع أمني الحساس، أو رصد المهمات العسكرية الجوية، لم يخرجه هذا من دائرة التشكك التي حامت حوله.
وكان أبرز المتشككين في خدمات الموقع الحكومة الصينية، التي قررت حجبه من الصين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومصادرة شبكة لاقطاته في البلاد. واتهمت بكين التطبيق بأنه يشكل خطراً على أمنها القومي، وقال مكتب الأمن القومي الصيني وقتها: "إن هذا التطبيق يشكل تهديداً مباشراً للطائرات العسكرية، فالكشف عن مكان وجودها يمكن أن يؤدي مباشرة إلى فشل مهماتها مع حدوث عواقب لا تحصى".
بالإضافة لذلك، وككل المواقع والتطبيقات الإلكترونية ذات الإقبال الواسع، يواجه "فلايت رادار 24" خطر الاختراق والاستغلال غير المشروع لبيانات المستخدمين. ففي سنة 2018، شهد "فلايت رادار 24" اختراقاً واسعاً طال بيانات عدد كبير من المستخدمين، الذين يصل تعدادهم إلى 40 مليون في الشهر. ما دفع مهندسيه إلى اتخاذ إجراءات سريعة، من ضمنها تغيير كلمات السر لكل المستخدمين.
المصدر- TRT