شريط الأخبار
تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب بديلا لصلاح ..التعمري على رادار ليفربول الانجليزي الزيوت المعاد تسخينها تتلف أنسجة الدماغ ينام في الصف.. مدرس يحمل طالبه على ظهره إلى منزله لمدة عامين هل يجب أن تحدد سعة شحن بطارية هاتفك الذكي عند 80%؟ ماسك يخسر دعوى قضائية ضد مركز لمراقبة خطاب الكراهية مجلس الأعيان يناقش اليوم مشروع قانون العفو العام البنك الدولي يمدد العمل بمشروع استكشاف الزراعة عالية القيمة ‎والدة العميد رائد النسور في ذمة الله منصّة زين تنظّم سلسلة جلسات حوارية ريادية خلال شهر رمضان مدعوون للامتحان التنافسي - اسماء علي مراد رئيسا لجمعية الأعمال الأردنية الأوروبية فوائد التفاح للشعر وطريقة تحضير ماسك التفاح هل يمكن بيع اشتراكات الضمان؟ .. الصبيحي يجيب زيت زيتون مغشوش في الأسواق.. والمعاصر: احموا المنتج المحلي هل تشرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور؟ الوحدات يستعيد العوضات قبل مواجهة الفيصلي وزير التربية والتعليم ينعى الطالب الجيزاوي وفيات الخميس 28/ 3/ 2024

لماذا لا ننسى من نحب

لماذا لا ننسى من نحب

القلعة نيوز - توجد بعض الأسباب التي تمنع الإنسان من نسيان من يحب، مثل منحه التّقدير والقيمة الكبيرة للحبيب، والتي تكاد أن تكون أكبر من تقديره لذاته، بالإضافة إلى حب الإنسان لقدرته على الحب، والشعور بأنّه محبوب، وأنّ هناك شخصاً يُحبه في حياته، كما يتعلّق عاطفيّاً بالفترة التي شعر بالحب فيها، ممّا يجعله لا ينسى، حتّى بعد الانفصال، وبعد مرور وقت طويل على ذلك الانفصال، إضافةً إلى عدم وجود أيّ نيّة في الرّجوع إلى الحبيب، أو التواصل معه، فالصّور الدّاخلية عن الحب الماضي، تجعل العالم الدّاخلي لدى الإنسان غنيّاً، فهذه الصّور تُظهر نفس الإنسان المُحبّة، وتضيف القوة إليه، إذ تجعله أكثر قدرةً على الحب، وتمنحه الخبرة عن نفسه، كحبيب،[١] فالإنسان لا يمكنه السّيطرة على ذكرياته، وقد يستغرق 6-18 شهراً للتّعافي من الانفصال، ولكنّه يحاول ضبط التّأثير العاطفي الناتج عن الذكريات، كما يحاول تقبّل الواقع، والتّأقلم معه، فطريقة عمل الدّماغ تجعل نسيان الحب أمراً مستحيلاً، والأسباب هي:


الذكريات العاطفية تترك علامات جسدية
الإنسان مخلوق عقلاني يستخدم المنطق، لكنّه مخلوق عاطفي بالأساس، بحيث تتصل عواطفه ببعضها من نقطة إلى أخرى، لتجعله قادراً على الارتباط عاطفياً بالآخرين، والعناية بهم، كما تجعل للحب أهميةً كبيرةً بالنّسبة له، خاصةً لدماغه، فالعلاقة الرّومانسية تجعل الإنسان يشعر بالرّاحة والأمان والمحبّة، ممّا يُؤدّي إلى شعوره بالهدوء، وإبعاد مشاعر التّوتر والخوف عنه، وهذا ما يُسبّب الشعور بالألم الشديد عند التّعرّض للخيانة، أو الانفصال، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الذّكريات العاطفية تخلق علامات جسدية (بالإنجليزية: somatic markers) التي تتكوّن على شكل اتصالات عصبيّة دائمة ترتبط بذكريات عاطفية مُتعلّقة بالحبيب، ممّا يترك أثراً وبصمةً على حياة الإنسان، وعلى مشاعر السّعادة والأمل لديه، فعلى سبيل المثال يمكن لرائحة معيّنة أن تُعيد الذّكريات المرتبطة بتلك الرائحة، كما تعيد المشاعر المرتبطة بها.

الماضي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان
يُشكّل الماضي والحب الماضي جزءاً من حياة الإنسان، ومن المستحيل أن ينسى الإنسان جزءاً من حياته، لذلك لا يمكنه نسيان الماضي والحب الذي عاشه فيه، فالعقل لا ينسى الصّور الذاتية المُرتبطة بالماضي، التي كان الإنسان فيها سعيداً، وأصغر سناً، ويشعر بالشّغف والحب اتجاه شخصٍ آخر، فالنسيان بالنّسبة للعقل خطوة نحو الخلف، تمنع نمو الشّخصية لديه، فالشخصية تتشكّل من خلال قصة حياة الإنسان، وما في تلك القصة من مشاعر، وتجارب.

طرق لنسيان الحب
يمكن أن يستمر الإنسان في حياته ويمضي قُدماً عند الانفصال، وانتهاء علاقة الحب، خاصةً مع مرور الوقت، والتّحلي بالصّبر، واتّباع بعض الطّرق التي تُخفّف من ألم الذكريات، ومنها ما يأتي:

إبعاد الشخص عن الحياة تماماً
لا يمكن نسيان شخص دون قطع الاتصال به، لذلك من الأفضل عدم التّواصل معه، وحجبه عن جميع الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، وحذف رقم هاتفه،[٤] حتّى إن كان هناك رغبة في البقاء كأصدقاء في المستقبل، لكن في الوقت الحاضر يجب الابتعاد عن هذا الشخص، والتركيز على تجاوزه ونسيانه، والاعتراف بعدم وجود أمل في المصالحة والعودة معاً، والاستسلام لهذه الفكرة، وتذكير النّفس بأنّ الأمر قد انتهى تماماً، ويمكن كتابة رسالة للحبيب دون إرسالها إليه، والفضفضة فيها عن كلّ المشاعر والذّكريات المُرتبطة به، بالإضافة إلى جمع جميع المقتنيات الخاصة بالحبيب السابق والتّخلص منها، فبغض النّظر عن الذّكريات العاطفية العالقة في الذّاكرة، فإنّ رؤية الصّور والفيديوهات المُتعلّقة بالحبيب السّابق تُؤدّي إلى إثارة الألم والعواطف، لذلك من الأفضل إبعادها حتّى التّعافي، وعودة الإنسان إلى طبيعته.

التخفيف من ألم الفراق
إنّ تذكّر أسباب فشل علاقة الحب وتذكّر الأمور السّيئة التي حدثت فيها يساعد على تخطيها، حيث إنّ التّوهم بأنّ العلاقة كانت جيّدة، وتذكّر الأمور الحسنة فقط يجعل من النّسيان والتّخلص من الألم أمراً صعباً للغاية، وقد تساعد مسامحة الحبيب السّابق على الحصول على السّلام الدّاخلي، والتّخلص من مشاعر الغضب والمرارة، فالمسامحة لن تفيد الحبيب السّابق بشيء، لكنّها ستفيد الإنسان نفسه، بحيث لا يكون للغضب تأثير على حياته الخاصة، بالإضافة إلى ذلك عليه عدم لوم نفسه، أو لوم الحبيب، أو التّفكير في مَن تَسبّب بالفراق، إذ من الأفضل له التّفكير بأنّ التّوافق والانسجام لم يحدث بين الطّرفين، كما يجدر به عدم الشّعور بالنّدم اتجاه الماضي، إنّما عليه التّفكير بأخطائه، والتّعلم منها، بحيث يكون إنساناً أفضل في المستقبل.

المُضي قدماً
يُمضي بعض الأشخاص الكثير من سنوات حياتهم في علاقة الحب، بحيث ينسى الشخص فيهم كيف يعيش مُنفرداً بذاته، ممّا يتطلّب منه تعلّم الاعتماد على نفسه من جديد، ويمكنه تحقيق ذلك من خلال كتابة ما يمكنه فعله وحده، خاصةً أنّه غير مرتبط بأحد، مثل: قضاء الكثير من الوقت مع العائلة والأصدقاء، وغيرها من الأمور التي يرغب بفعلها ولم يستطع في السّابق، كما عليه اكتشاف نفسه، ونقاط القوة لديه، بحيث يُذّكر نفسه بالمواقف التي تحلّى بالقوة فيها، وذلك ليتخطّى مشاعر الضّعف والألم الذي ينتج عن الانفصال، بالإضافة إلى ذلك قد تكون مقابلة أشخاص جُدد، وتكوين صداقات جديدة أمر مفيد وجيّد له، بحيث لا يتمّ ذكر اسم الحبيب السابق معهم، إذ قد يذكرونه الأصدقاء القُدامى، كما أنّه قد يكون أحد أصدقائهم أيضاً، وهذا لا يعني التّخلي عن دائرة الأصدقاء القُدامى، إنّما يعني الحصول على مساحة اجتماعية آمنة بعيدة عن ألم الذّكريات.

العناية بالنفس
تقديم العناية والرّعاية للنّفس من الأمور المهمة لنسيان علاقة الحب، فلا بأس من ترك العنان للعواطف، والشّعور بالحزن، والألم، والبكاء من وقتٍ إلى آخر، على أن يقترن ذلك بالحصول على بعض الوقت في الضّحك ومحاولة التّحسّن، ويمكن ذلك من خلال الخروج مع الأهل والأصدقاء والضّحك معهم، والحصول على المساندة والمواساة منهم، ومشاهدة المقاطع الكوميدية، بالإضافة إلى الانتباه للصّحة، وتناول الطعام الصّحي، فقد يفقد البعض شهيته من الحزن، وقد يشتهي البعض الآخر الوجبات السّريعة والشوكولاتة ورقائق البطاطس، ولكن ذلك سوف يزيد الأمر سوءاً، وسيزيد من المشاعر السّيئة، فمن الأفضل تناول الطّعام الذي يشتمل على الفواكه، والخضروات، والبروتينات غير الدّهنية، ومراعاة النّوم لمدّة ثماني ساعات يوميّاً؛ لمساعدة الجسم على الشّفاء من الألم العاطفي، بالإضافة إلى ممارسة الرّياضة، فمن الممكن الذّهاب إلى النّادي الرّياضي، أو ممارسة الرّياضة الخارجية، مثل: المشي، أو الجري، أو بعض الألعاب الرّياضية، فالرّياضة تُشغل العقل، وتمنح الإنسان الشّعور الجيّد، والأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الرّوتين اليومي، والعودة إلى الحياة اليوميّة الطّبيعية بقدر الإمكان، ومراعاة الاهتمام بالمظهر الخارجي، الذي يُحسّن شعور الإنسان حول نفسه، ومن الممكن زيادة الشّعور بالحرية والاستقلالية من خلال تعلّم أمر جديد، أو هواية جديدة.

النسيان في الحب
يمنح الحب الإنسان شعوراً جميلاً للغاية، ممّا يجعل الوقوع في الحب أمراً سهلاً للغاية، فقد يقع أحدهم في الحب بكلّ بساطةٍ، ومن النّظرة الأولى، أمّا فراق هذا الحبيب، وهجره، ونسيانه، فهو الأمر الصّعب والمؤلم، فمهما طال الزّمن قد يشعر الإنسان بالحنين إلى الحبيب، والذّكريات التي جمعت بينهما، ويتذكّر الماضي بشوقٍ، ويشعر بألم الفقدان، الذي لا يزول، فهذه الذّكريات المُرتبطة بالحبيب لا يمكن أن تتلاشى من العقل بسهولة، حيث إنّها تسكن الرّوح، وتتربّع على عرش الفؤاد، على الرّغم من الألم العاطفي المُصاحب لها، فمن المستحيل مسح هذه الذّكريات من الذّاكرة، ونسيانها، والتّخلص من المشاعر المُتّصلة بها.