القلعة نيوز :
يستحوذ النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على الجزء الأكبر من اهتمام الفاعلين في مجال الكرة، والاستثمار، جماهير وإعلاما ورجال أعمال، في سرائه وضرائه، حين ألِف أجواء تسلم الكرات الذهبية لسنوات متتالية، وحين تألق بكل الطرق الممكنة بقميص ريال مدريد، وخلال تنقلاته من إسبانيا نحو اليوفي في إيطاليا، وصولا إلى مانشيستر يونايتد في إنجلترا، حيث يلفظ اللاعب أنفاسه الأخيرة كنجم كرة ممارس.
صور حطام "صاروخ ماديرا”، حبيسة دكة بدلاء مانشيستر يونايتد في مباراته الأخيرة، السبت الماضي، كانت مصدر إزعاج لعشاق المستديرة حد الصدمة لبعضهم، بين متحسر على اقتراب نهاية قصة مُلهمة لفتى بُعث من العدم ليُصبح الرجل الأكثر شهرة في العالم، حسب تقرير عدد أمس الثلاثاء من مجلة "Le monde” الفرنسية، وبين مترقب للحظة حقيقة جديدة متعلقة باعتزال ظاهرة كروية أخرى، في انتظار ما ستصبح عليه هيأته بعد نهاية المشوار، ببطن مترهلة مثل رونالدو البرازيل أم بالحفاظ على جسمه الرياضي هوسه منذ البداية؟
رياضيا، لن يختلف اثنان على أن مونديال قطر قد يكون الظهور الدولي الأخير لـ”الدون” مع منتخب بلاده، وأن موسمه مع "المانيو” قد لا تليه مغامرة جديدة، وإن حصل فستكون قصيرة من أجل الوداع فقط، قبل 4 أشهر من احتفاله بعيد ميلاده الـ 38.
أما في عالم المال والأعمال، فكريستيانو رونالدو بعلامته الشامخة "CR7″، باقٍ ويتمدد، كمراوغاته في كل شبر من "البرنابيو”. استثماراته كبيرة في مجالات كثيرة: في النسيج والعقار في مسقط رأسه بالبرتغال، وفي الفنادق، أحدها في مراكش، وفي العطور والمطاعم والملابس ومستحضرات التجميل، وغيرها، فضلا عن كونه وجها تجاريا لعديد الماركات العالمية؛ استثمارات جعلته من بين أغنى الرياضيين في العالم، وموضوع تهرب ضريبي هائل بين عامي 2009 و2016.
من أسرة فقيرة في جزيرة ماديرا بالبرتغال، من أب مدمن على الكحول وأم كانت تشتغل لساعات طوال كل يوم في تنظيف البيوت، وجد كريستيانو نفسه مضطرا للسفر بمفرده إلى لشبونة عن 12 عاما، للانضمام إلى مركز تدريب سبورتينغ المحلي، هناك لاقى كل أنواع التنمر والسخرية، بسبب طريقة حديثه ولباسه. تأثر حينها، بكى، كاد أن ينهار لكنه اختار العمل، أو إدمان العمل، واكتسب عادة الحضور للتداريب أولا وآخر من يغادر.
إصرار، نصر وانتصار، قابلته غطرسة وسوء سلوك في الجانب الخفي من "مثالية” رونالدو. جيران يشتكون وعمال متذمرون، وعرض ثرواته وحياة البذخ التي يعيشها للتداول من قبل وسائل الإعلام؛ كلها أمور جعلت فئة لا تتعاطف مع النجم البرتغالي، إيمانا منها بأن النجاح إذا ابتعد شبرا عن التواضع، فقد قيمته وتأثيره.
هي آخر سطور تُكتب في قصة كريستيانو رونالدو في عالم الكرة؛ شخصية تكاد تكون من عالم الخيال، بتفاصيلها المتناقضة، وبمثاليتها المتضاربة، ستظل ظاهرة كروية حقيقية غير قابلة للنكران ولا النسيان.