شريط الأخبار
مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب بديلا لصلاح ..التعمري على رادار ليفربول الانجليزي الزيوت المعاد تسخينها تتلف أنسجة الدماغ ينام في الصف.. مدرس يحمل طالبه على ظهره إلى منزله لمدة عامين هل يجب أن تحدد سعة شحن بطارية هاتفك الذكي عند 80%؟ ماسك يخسر دعوى قضائية ضد مركز لمراقبة خطاب الكراهية مجلس الأعيان يناقش اليوم مشروع قانون العفو العام البنك الدولي يمدد العمل بمشروع استكشاف الزراعة عالية القيمة ‎والدة العميد رائد النسور في ذمة الله منصّة زين تنظّم سلسلة جلسات حوارية ريادية خلال شهر رمضان مدعوون للامتحان التنافسي - اسماء علي مراد رئيسا لجمعية الأعمال الأردنية الأوروبية فوائد التفاح للشعر وطريقة تحضير ماسك التفاح هل يمكن بيع اشتراكات الضمان؟ .. الصبيحي يجيب زيت زيتون مغشوش في الأسواق.. والمعاصر: احموا المنتج المحلي هل تشرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور؟ الوحدات يستعيد العوضات قبل مواجهة الفيصلي وزير التربية والتعليم ينعى الطالب الجيزاوي وفيات الخميس 28/ 3/ 2024 طلب جيد على الدينار في شركات الصرافة

هل يتكرر سيناريو يوغسلافيا في أوكرانيا بعد تعهد بريطانيا بتزويد كييف بذخائر اليورانيوم المنضّب؟

هل يتكرر سيناريو يوغسلافيا في أوكرانيا بعد تعهد بريطانيا بتزويد كييف بذخائر اليورانيوم المنضّب؟
د. تمارا برّو، باحثة لبنانية في شؤون الأسلحة

القلعة نيوز- عاد الحديث مجدداً عن أسلحة اليورانيوم المنضّب بعد أن قالت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي أن ذخائر اليورانيوم المنضّب الخارقة للدروع ستُرسل مع دبابات تشالنجر 2 إلى كييف. وكانت بريطانيا قد تعهدت بتزويد أوكرانيا بدبابات تشالنجر 2 للتصدي للقوات الروسية، على أن تصل إلى أوكرانيا بنهاية هذا الشهر. بالمقابل توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد في حال زودت لندن كييف بذخائر اليورانيوم المنضّب، وأشار إلى أنه بذلك يكون الغرب هو البادئ باستخدام أسلحة تحتوي على مكون نووي، واعتبرت وزارة الخارجية الروسية إن تزويد كييف بذخائر اليورانيوم المنضّب هو استفزاز لدفع الصراع إلى مرحلة جديدة. ومن جهتها أبدت الأمم المتحدة قلقها بشأن استخدام اليورانيوم المنضّب في أي مكان، وذلك تعليقاً على خطط لندن لتزويد كييف بقذائف اليورانيوم المنضّب. وإزاء ذلك دافعت بريطانيا عن قرارها بإرسال ذخائر اليورانيوم المنضّب متذرعة بأن اليورانيوم المنضّب لا علاقة له بالأسلحة النووية، وأن الجيش البريطاني يستخدمه منذ عقود، وأضافت بأن الأبحاث العلمية التي أجراها العلماء وجدت أن تأثير اليورانيوم المنضّب على الصحة والبيئة من المرجح أن يكون منخفضاً. وأدانت منظمة " الحملة من أجل نزع السلاح النووي" البريطانية المناهضة لأسلحة اليورانيوم المنضّب تزويد كييف بذخائر اليورانيوم المنضّب، واعتبرت الأمر أنه سيكون بمثابة كارثة بيئية وصحية إضافية لأولئك الذين يعيشون في قلب النزاع. أما البنتاجون فقد أعلن أن الولايات المتحدة الأميركية لن تحذو حذو بريطانيا في تسليم أوكرانيا ذخائر اليورانيوم المنضّب ، وكانت واشنطن قد تعهدت سابقاً بإرسال دبابات أبرامز M1 إلى أوكرانيا، كما وافقت على إرسال صواريخ جافلين ومدرعات برادلي التي يمكن أن تحوي ذخائر اليورانيوم المنضّب. وفي هذا الإطار، تعرضت صحيفة ذا انترسبت The Intercept الأميركية لهذا الموضوع ، فقد نشرت في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي تقريراً بعنوان" البيت الأبيض يرفض تأكيد ما إذا كانت أوكرانيا ستتلقى ذخيرة اليورانيوم المنضّب القاتلة" أشار التقرير إلى أنه عند سؤال مسؤول في البيت الأبيض حول ما إذا كانت مركبات برادلي القتالية التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا ستصل مسلّحة بقذائف اليورانيوم المنضّب ، رفض المسؤول الأميركي الإجابة. وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة بوليتكو الأميركية أن واشنطن ستقوم بتسليم 31 دبابة أبرامز M1A2 إلى أوكرانيا ولكن بدون دروع اليورانيوم المنضّب. وما يثير للاهتمام هو التقرير الذي نشرته الصحفية البلغارية ديليانا غايتاندزيفا بتاريخ 26/ 1/ 2023، أشارت فيه إلى أن البنتاغون أصدر أمراً فيدرالياً لتوريد ذخائر اليورانيوم المنضّب. وبالنظر إلى سجل المشتريات الفيدرالي يظهر عقدين اثنين لذخائر اليورانيوم المنضّب 120 ملم خارقة للدروع و m829A4 مصنوعة خصيصاً لمدرعات أبرامز، وأدرجت مناقصات العقدين خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر العام الماضي أي قبل شهر من إعلان إدارة بايدن أنها سترسل 31 دبابة أبرامز إلى أوكرانيا. والملفت أيضاً هو أن كوريا الجنوبية أعلنت العام الماضي أنها أعادت ما يقرب من 1.3 مليون ذخيرة يورانيوم منضّب كان قد تم تخزينها لفترة طويلة في أحد مطاراتها العسكرية. تعتبر أسلحة اليورانيوم المنضّب جيلاً جديداً من الأسلحة الإشعاعية والسمية، واليورانيوم المنضّب عبارة عن بقايا الوقود النووي ومصمم لاختراق الدبابات والعربات المدرعة، ويسبب استخدامه ضرراً بالصحة كونه سلاحاً ساماً ومشعاً، فضلاً عن أنه يحوّل المناطق الملوثة به إلى مناطق غير صالحة للعيش. فعند استخدام سلاح اليورانيوم المنضّب ينتج عنه غبار أكسيد اليورانيوم المشع الذي يبقى عالقاً في الجو وينتقل مع الرياح إلى مسافات بعيدة، يتجاوز حدود منطقة القتال. وبحسب الإحصاءات يوجد حالياً حوالي 20 دولة تحوي في ترسانتها العسكرية سلاح اليورانيوم المنضّب من بين هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية ، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، باكستان. وقد استخدم هذا السلاح في العديد من الحروب حيث أن الولايات المتحدة الأميركية استخدمته في العراق 1991 و 2003 وفي أفغانستان واعترفت باستخدامه في سوريا 2015 ، كما استخدمه حلف الناتو في يوغسلافيا السابقة، ووردت تقارير عن أن الناتو استخدم ذخائر اليورانيوم المنضّب في ليبيا عام 2011. وتسبب استخدام هذا السلاح في إصابة الجنود والسكان بالسرطان، وارتفعت نسبة الولادات الناقصة والتشوهات الخلقية، ومازالت آثاره مستمرة حتى اليوم بسبب الاشعاعات التي سوف تبقى آلاف السنين. منذ العام 2007 ، وحتى اليوم، ناقشت الجمعية العامة للأمم المتحدة 9 قرارات تتعلق بآثار قذائف اليورانيوم المنضّب، وفي كل مرة كانت تدعو الدول إلى إجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول آثار هذا السلاح. ويذكر في هذا السياق أن هناك كماً هائلاً من الأبحاث والدراسات التي أجريت وأكد أغلبها على وجود صلة بين استخدام سلاح اليورانيوم المنضّب والاصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية . ولكن الضغوطات الكبيرة التي تمارسها الدول المالكة لهذا السلاح ، خاصة الولايات المتحدة الأميركية ، وسعيها إلى إفشال المحاولات الهادفة إلى حظره، تدفع نحو عدم اتخاذ قرار دولي بحظر اليورانيوم المنضّب. ومن جهته صوت البرلمان الأوروبي في العام 2001 على وقف استخدام ذخائر اليورانيوم المنضّب من قبل حلف الناتو، ويحث البرلمان أعضاءه دائماً ، قبيل التصويت على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلقة بذخائر اليورانيوم المنضّب، على التصويت لصالح هذه القرارات التي تدعو إلى إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول آثار السلاح. وبعد ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان والتشوهات الخلقية بين المدنيين والعسكريين في المناطق التي تعرضت للقصف نشأت في العديد من البلدان حملات مناهضة لهذا السلاح، فمثلاً تأسس التحالف الدولي لحظر اليورانيوم المنضّب في بلجيكا في العام 2003 . كما حظرت استخدامه بعض الدول مثل بلجيكا ، كوستكاريكا، هولندا. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تعليقاً على نية بريطانيا إرسال ذخائر اليورانيوم المنضّب إلى أوكرانيا إن بريطانيا مستعدة ليس فقط لتحمل مخاطر هذه العملية، ولكن لانتهاك القانون الإنساني الدولي. فقواعد هذا القانون تحدد الشروط والقيود المفروضة على الأسلحة واستخدامها، وفي حال مخالفتها سيشكل ذلك خرقاً لما هو قائم من عرف دولي يكون ملزماً لجميع الدول. فمثلاً تحظر المادة 35 من البرتوكول الإضافي الأول لعام 1977 الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1949 استخدام الأسلحة التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، والتي تسبب الاماً لا داعي لها، وتلحق بالبيئة الطبيعية ضرراً واسع الانتشار وطويل الأمد . ومن جهة أخرى يترتب على استخدام سلاح اليورانيوم المنضّب انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان.
إن إرسال ذخائر اليورانيوم المنضّب إلى كييف واستخدامها في النزاع الدائر سيقابله استخدام السلاح النووي من قبل روسيا، وهذا ما يُستدل من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد أن بلاده لن تبادر إلى استخدام السلاح النووي ولن تستخدمه إلا رداً على هجوم نووي، ولفت إلى أن روسيا ستدافع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة، كما أن كونستانتين غافريلوف، رئيس الوفد الروسي في المحادثات في فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلّح، صرّح بأن "موسكو ستعتبر تسليم قذائف يورانيوم مصنوعة في الغرب إلى كييف، استخداماً للقنابل النووية القذرة". إن استخدام هذا السلاح سيلحق ضرراً ليس فقط بالجنود الأوكرانيين، بل أيضاً بالجنود الروس، إضافة الى السكان المدنيين الأوكرانيين والروس كون أن الغبار الذري الذي ينتج عند استخدام ذخائر اليورانيوم ينتقل عبر الهواء، ومن المحتمل انتقاله إلى أماكن بعيدة اعتماداً على الكمية المستعملة وحركة الهواء، وأيضاً سيتعرض المدنيون للخطر ، لاسيما الأطفال، الذين سيقومون بجمع خردة الأسلحة المشعة، كما حصل في العراق، لعدم معرفتهم بالآثار الكارثية لهذا السلاح.
إن استخدام كييف لأسلحة اليورانيوم المنضّب يعني أنها ستسبب الموت البطيء لشعبها ولجنودها وحتى لصانعي القرار الذين وافقوا على استخدام ذخائر اليورانيوم المنضّب في المعارك الدائرة . ومن المحتمل أن تتلوث العديد من الدول الأوروبية بإشعاعات اليورانيوم المنضّب استناداً إلى كمية الذخائر المستعملة وحركة الرياح.
المصدر : رأي اليوم