شادن العوران-

ضمن برنامج " كن شريكي" نفذ فريق فرسان التغيير "TKC" حلقة ثالثة فريدة مميزة تتحدث عن " الهندسة السريعة باستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في الخدمات" مع الدكتور(رامي شاهين)، أحد أفضل الشباب العربي على مستوى الشرق الأوسط في مجال الذكاء الإصطناعي وتكنولوجيا المعلومات وأدوات إدارة المستقبل.

كما أنه أحد أبرز مؤسسي فرسان التغيير للتنمية السياسية، من إعداد وتقديم السيد أحمد البشايرة وبالتعاون مع كوادر فريق فرسان التغيير TKC، حيث استمرت لمدة ساعتين عبر تطبيق الاتصال المرئي (zoom).

ببداية الحلقة تم طرح سؤال من قبل إعداد الحلقة للدكتور رامي شاهين، ما هي تداعيات الذكاء الإصطناعي على الخصوصية والأمان؟ وكيف يمكننا ضمان الذكاء الإصطناعي مصممًا لحماية المعلومات الحساسة؟

أشار الدكتور رامي شاهين، نعم هنالك تداعيات سابقة ومخاوف لدى العرب بأن الذكاء الإصطناعي بأنه سيحل مكان الإنسان، إذ أنه يتم صياغة القدرات على مستوى الأفراد في المؤسسات.

ويرى أنه يتبلور خلال السنوات الماضية، علينا أولا أن نفكر كيف نتعامل مع التكنولوجيا بشكل عام مع التغييرات التي تحدث بالعالم؟

لذلك لغاية الآن ولسوء فهم البعض من المؤثرين عم ينشروا لنا فيديوهات تعريفية يعرفون بها تداعيات إستخدام الذكاء الإصطناعي بطريقة خاطئة.

مما يذهب بنا إلى مسرعات التغيير على المستوى الإستراتيجي والتكتيكات والعمليات، فيصبح تعاملنا مع التكنولوجيا إستخدام غير طبيعي عن العادة، فعلى سبيل المثال عندما تذهب للمبرمج تطلب منه كتابه أكواد لموقع ما (س)، ولكن الآن غير مطلوب معرفة الأكواد وبناءها و يلزم منا معرفة كيفيه إعطاء أوامر للبرنامج بما يسمى بهندسة الأوامر "input command engineering"، وهي أوامر تعطى للكمبيوتر، طبعا الكمبيوتر مليء بالبيانات الهائلة والضخمة، فبسهولة يتم إدخال الأكواد والتعرف عليه وإنشاء الموقع كما تريد دون لجوء إلى مبرمج.

ويقول الدكتور رامي بأن هذا العصر التكنولوجي يميزنا بعدة ميزات منها:

أولاً: أن البيانات تشاركية مع عدد كبير وهائل من البشر دون خيار بينا.

ثانيًا: مرحلة حقبة بناء الأعمال السريعة فعلى سبيل المثال عندما نتحدث عن ريادة الأعمال "Enterpreneurship" لا يجوز الحديث فقط عن cells .. إلخ، ولكن هنالك أشياء أكبر بكثير من هذه لنتعلمها، والميزة الثالثة الأخيرة هي حقبة تناقل الأموال.

والآن أكثر فئة حاليًا مستهدفة هم الشباب لتناقل المال وتطويره والحصول على مصدر دخل أضافي لهم، وهذه المميزات تعمل على بناء (المواطنة الإيجابية) ومن هنا تبنى "خصوصية المعلومات"، فمثلاً عندما نريد بناء مدينة ذكية بمكان ما يتم مساءلتك عن طريق، هل تتنازل عن خصوصية معلوماتك لتحسين حالة طريق للشارع X ؟

وهذا السؤال يشير إلى طريقة تغيير نمط التفكير بالمجتمع وأيضا بالعالم، مما يوصلنا لتغييرات وتصورات كثيرة؛ هل نحن مخيرين أم مسيرين بموضوع الخصوصية وإدارتها وكيفية التعامل معها؟

هنا بالتأكيد نحن مسيرين ولسنا مخيرين، لأن ما يحدث بالعالم التغيير العظيم بتغيير طريقة العمل ونمط التفكير وإدارتنا للمعلومات وحتى التعامل فيما بيننا.

بالتالي لم يعد الإهتمام التعامل (شخص مع شخص) بل أصبح الإنسان يتعامل مع الآلة أو روبوت من أجل إظهار المعلومات وطريقة الإتصال و التواصل بين الأفراد ومكونات المجتمع المحلي من المحل وطريقة التواصل بين الآلات مع المجتمع ومن هنا يصدر العديد من التساؤلات منها:

أولاً: كيف ندير تلك الصلاحيات بدون أن تؤثر على حياتنا؟

ثانيًا: كيف نستطيع إدارة تلك الصلاحيات لإفادة الشباب العربي؟

وثالثًا: كيف نحافظ على مؤسسساتنا خصوصا الجهة الأمنية في ظل التشاركية الكبيرة للمعلومات و السياسات الموجودة بالعالم؟

ثم وضح الدكتور رامي بأن الذكاء الإصطناعي لم يكن تعقيداً للكائن البشري على العكس تماماً، فعلى سبيل المثال: عندما يطلب من أحمد البحث عن موضوع ما، فقد يستغرق وقت كبير لكتابة البحث ومناقشته ولكن الآن وبسهولة أي موضوع يخطر عالبال عن طريق محرك جوجل يظهر الموضوع خلال 5 ثواني.

ومن هنا يشير الدكتور رامي بأن الذكاء الإصطناعي مجموعة من خوارزميات الحاسوب التي تحاكي الذكاء البشري، من خلالها نستطيع فهم البيانات والتعلم و تقوم الآلة بمبدأ عمل الإنسان ولكن بكفاءة وفاعلية أعلى وأكثر إتقان في عمليات إتخاذ القرار والتنبؤ بالمستقبل.

كما شكر الدكتور رامي شاهين على تلك الأسئلة في الحلقة، وأفاد بأن هذا التنافس موجود حاليا في العالم خاصة دول الخليج في تحقيق تدريب الخوارزمية وتحسينها وتطبيقها بشكل آمن وسريع .

خلال السياق تم التوضيح لنا عن تطبيق "Ghat Gpt" من قبل الدكتور رامي عن ذلك الروبوت أو البرنامج الذي يعمل باستخدام الذكاء الإصطناعي، إذ يتم التحاور مع المستخدم ويجيب على ما يطرح من أسئلة خلال الحوار فيما بينهم وكأنه بين شخصين، كما يسمح للمستخدم بتصحيحه في حال وجود خطأ واضح ويعتذر عن تلك الأخطاء، بحيث ينتج نصوصا أشبه بالنصوص البشرية من خلال تعلم خوارزميات تقوم بتحليل كم هائل من البيانات ويعمل بصورة تشبه الدماغ البشري فهي مدربة لعدد محدد للبيانات من(20- 23) ولكن هنالك طرق ل chat Gpt لتوصيل البيانات وتحديثها الخاصة بالأفراد أو بالمؤسسة.

إنها تقنية بسيطة للحكومة وهنا يطرح سؤال آخر لماذا تكون بيانات ضخمة تعطي أجوبة خاطئة عندما نريد وصول للاحتياج للمعلومة بدقة وذلك بسببprompot /Engineering المبني على طريقة ردود أفعال البشر للتفاعل والرد عليه، فمثلا كيف حالك اليوم؟

فيجيب سؤال بطريقة أخرى إما بترتيب وتغيير الموضوع، فعلى صعيد البلد طريقة استخدام (chat Gpt) في المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأمنية والقطاعين الخدماتي والسياسي يجب أن تكون طريقة صحيحة مع الحفاظ على خصوصية البيانات سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المؤسسة.

وعالميًا يتم إستخدام الذكاء الإصطناعي بالمؤسسات حيث يتم تطبيقه باستخدام chat Gpt أو الخوارزميات المتسارعة ذات هدف بطريقه صحيحة بدون التأثير على الخصوصيه للبيانات بشكل عام بمعنى التعلم المعزز العائد على المعرفة من الإنسان "Reinforcement learning from homan feadback".

فمن هنا أكد د. رامي شاهين لا يمكن للذكاء الإصطناعي أن يقدم نتائج من دون بيانات، وهذه البيانات هي للأفراد والشركات، ولأن هذه البيانات مأخوذة من ملايين المستخدمين حول العالم، فهنالك فرص لاستخدامها لأغراض سيئة تنتهك الخصوصية ولكن مطوري الذكاء الإصطناعي يعملون على التغلب على هذا العيب عبر تدريبات للأنظمة على التعامل مع البيانات عبر الأجهزة الذكية لحماية الخصوصية.

ثم طرح السيد أحمد للدكتور رامي شاهين هل يمكن الوصول لقواعد البيانات التي تخص الشركات الضخمة مثل الفيسبوك وهل يساعد في تطوير المنتجات في المؤسسات بشكل عام؟

فاجاب د. رامي هنا يوجد فرصة لهذه البيانات أو العلاقات والمتوفرة بين أقطاب الكرة الأرضية على طريقة (شات جي تي بي)... الخ، هي فرصة بحد ذاتها ومن الممكن إخراج (المواد المتقدمة)، علماً بأن 3% فقط من البيانات التي نراها حقيقية من محتوى الإنترنت! لكن أين يوجد محتوى 97٪ وهل من الآمن تصفحها؟ وكيف بإمكاننا تصفح الإنترنت المظلم بآمان؟ وما هي محتويات الإنترنت المظلم ولماذا هي غير مرئية للعامة؟

إن الإنترنت المظلم أو الدارك ويب هو الجانب المظلم للإنترنت وهو جزء من شبكة الإنترنت العالمية، وشبكة الويب تتكون من ثلاث أجزاء رئيسية يمكننا ان نقسم هذه الأجزاء إلى (Deep web, Surface web, Dark web)

ونحن نرى Surface web من حجم شبكة الإنترنت العالمية وهي 3% عبر محركات بحث معروفة مثل جوجل كروم، أوبرا وغير ذلك.

ماذا لو استخدم (chat Gpt) 97% متبقي من البيانات فسوف نواجه تحديات معقدة وبوجود chat Gpt.. الخ، سوف نرى بعض البيانات معقدة مما لا نستطيع للوصول للبيانات" كمعجزة".

وأضاف د. رامي أن فائدة الذكاء الإصطناعي يساهم على حل التحديات مثل التعرف على الصور وتحليل النصوص ويساعد الشركات على تحقيق القيمة المراد تحقيقها في وقت أسرع وزيادة الإنتاجية وخفض التكلفة وتحسين العلاقات مع العملاء.

فالذكاء الإصطناعي يعد كميزة إستراتيجية حتمية وتنافسية تعمل على الحصول على كفاءة أكبر وفرص جديدة للدخل وتعزيز ولاء العملاء كما يمكن للشركات إنجاز المزيد من المهام و في وقت أقل وإنشاء تجارب عملاء مخصصة وجذابة والتنبؤ بنتائج الأعمال لزيادة الربحية.

لذا تكمن أهمية الذكاء الإصطناعي في حياتنا إلى ثورة كبيرة خاصة في مجال تقليل نسبة الحوادث وتخفيف الإزدحام المروري بالإضافة إلى استخدام تطبيقات في شبكات التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك للكشف عن وجود إختراق الصور للمستخدم، وغير ذلك في الرعاية الصحية يستخدم في التعقيم و خاصة الربوت في العمليات لتقليل مخاطر ما بعد العملية من نزيف... الخ.

وخلال الحوار على تطبيق زووم وضع لنا مثال صوتي باستخدام (Alexa ) سيدة تتحدث عن الدكتور رامي بصورتها واسمها نور وهنا يتسبب إنتحال الشخصية وهاد مثال واقعي تم شرحه لنا بمعنى صوت أنثى وصورة بنت توضح معلومات عن الدكتور بإسم رامي.

كما تم توجيه سؤال آخر للدكتور رامي شاهين، ما الدور الذي يجب أن يلعبه البشر في اتخاذ القرار عند إستخدام الذكاء الإصطناعي في الخدمات وكيف يمكننا ضمان قدرتهم على تفسير إتخاذ قرار أنظمة الذكاء الإصطناعي؟

يقول الدكتور رامي هذا أكبر تحدي لطرح سؤال في أذهاننا وللإجابه على ذلك هنالك قرارات يتم أخذها من الآلة

تصنف كما يلي:

1- العمليات البسيطة (تقليل مصاريف دون دخل الإنسان).

2- العمليات مركبة فمثلا قرار فصل موظف من المؤسسه وهاد يتعلق ب HR.

3- العمليات الفريدة "التحسين".

4- العمليات التكتيكية. "control" وذلك حسب نوع القرار مع التكنولوجيا.

ووضح د. رامي مجال الذكاء الإصطناعي"بالحوكمة" أن التحول الرقمي ذكي دائما وجد لتحسين منظومة فعالة لإدارة التكنولوجيا و تحسينها مما ينعكس على مخرجات البلد، فالأردن تحتاج إلى ميزة تفضيلة للقطاعات وللشباب وعليها أن تفتح فرص للعمل والإصلاح الإقتصادي التي نسعي لها حاليا بالمنطقة من أجل تحقيق الحوكمة.

وحتى نحتاج(للحوكمة) لابد أن تتوفر ثلاثة ركائز وهي:

1- العمليات.

2- المقاييس والهيكلة الداخلية.

3- التواصل مع أصحاب المصلحة.

وفي نهاية الحلقة شدد الدكتور رامي بأنه لا يمكن للذكاء الإصطناعي أن يحل محل البشر، فالإنسان لديه مشاعر وعواطف وذكاء طبيعي لا يمكن حل محل الآلة مهما بلغت من ذكاء فهي من صنع البشر وقابلة للتلف يوما ما.

وقدم مجموعة من النصائح وأبرزها:

أولاً: إشراك فرسان التغيير فئة الشباب في برامج ومهارات مختلفة- وخاصة التكنولوجيا و مواكبة التحول الرقمي.

ثانيًا: تدريب الشباب على الخوارزميات لتصبح لديهم فرص عمل خاصه لديهم ليصبحوا رياديون ورجال أعمال لديهم شركة خاصة أو إبتكار.

ثالثًا: عدم السماح للمعرفين السلبيين بتشويش عقول الشباب بأن استخدام التكنولوجيا يؤثر على مستقبلهم وطموحاتهم.

رابعًا: توسيع مظلة التعليم المستمر ليس فقط للشباب بل يجب علينا دمج أكبر فئة من المجتمع بإشراكهم بجميع متطلبات ومجالات الحياة وخاصة التطور المبني على الذكاء الإصطناعي.

خامسًا: تشجيع الشباب على أخذ رخصة دولية للذكاء الإصطناعي.

وأخيرًا من الواجب علينا مع هذا التسارع في التقنيات ضرورة مسايرة هذه التطورات عن طريق التعليم المستمر لكي لا نكون جاهلين بالتقنية.

ووعد الدكتور رامي شاهين بعد إنتهاء شهر رمضان المبارك سوف يتم إعطاء دورة مكثفة بكيفية إستخدام تطبيق chat GPT للشباب بالتعاون مع فريق فرسان التغيير البارع والمميز دومًا بالمجتمع.

وبنهاية الحلقة شكر السيد أحمد البشايرة الدكتور رامي شاهين على المعلومات القيمة والعلمية التي أضافها أثناء الحوار للشباب وأيضا شكر الدكتور رامي شاهين مقدم البرنامج وجميع العاملين من خلف الكواليس وخاصة رئيس ومؤسس فريق فرسان التغيير السيد عصام المساعيد المحترم على إشراكه بالفريق لتوعية الشباب و إنارة دربهم وتزويدهم بالمعارف والمعلومات ولا سيما التقنية.