شريط الأخبار
الجيش الأردني : سقوط صاروخ مجهول المصدر في منطقة صحراوية بمحافظة معان الرواشدة يزور بلدية الشوبك ويؤكد البلديات تقوم بدور مهم في التنمية الثقافية المستدامة الهميسات يطالب بالتحقيق في تعيينات القيادات الحكومية الأردن يرحب بإعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا ترامب: محمد بن سلمان رجل عظيم .. ومستقبل المنطقة يبدأ من الرياض ترامب: سأوقف العقوبات ضد سوريا الرواشدة : حفل غني بالمفردات الثقافية والفنية الوطنية للواء الشوبك مدينة الثقافة الأردنية السعودية.. محرز يعلق على لقائه بالأمير محمد بن سلمان بوتين: يجب التعامل بإنسانية مع الشركات الأجنبية التي أرغمت على الانسحاب من روسيا بريطانيا.. مطالبات برلمانية بمحاكمة عناصر "داعش" العائدين موعد مواجهة مصر ضد المغرب في نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب والقناة الناقلة ارتفاع احتياطيات روسيا الدولية بنحو 33 مليار دولار في شهر واحد "أسوشيتد برس" نقلا عن البيت الأبيض: الرئيس ترامب يلتقي نظيره السوري الشرع غدا الأربعاء ريال مدريد يواجه مايوركا بحضور ثنائي مغربي وغياب 9 لاعبين بارزين الرواشدة يزور بلدية الجفر ويؤكد البلديات هي العناوين الرئيسية التي تسهم في تنمية الوعي الثقافي الرواشدة يزور مقر فرقة معان للفلكلور الشعبي وزير الإدارة المحلية يتفقد بلدية الموقر القضاة ووزير الصناعة العراقي يبحثان ملفات التعاون والفرص المتاحة ولي العهد السعودي وترامب يوقعان وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية رئيس الديوان الملكي يلتقي فعاليات شبابية وثقافية

الشرفات يكتب: غريسا ومحمود الزيودي والوطن

الشرفات يكتب: غريسا ومحمود الزيودي والوطن

القلعه نيوز - بقلم - د.طلال طلب الشرفات

======================

غريسا رداء الشمس، وأريحة الأمس الباسقة، الواثقة والرابضة على تخوم الأنفة الوطنية، وأكتاف مدينة الجند، ومحمود الزيودي يتجرّع الحزن صمتاً وصبراً ورضى وانعتاق من دمعة حرّى على رفيقة الدرب، دمعة عزّ انفكاكها وسكنت السويداء مقاماً إلى حين، رحلت أم نزار التي أنجبت، وضحّت، وصنعت كغيرها من حرائر الأردن فضاءً شريفاً للوطن؛ جنوداً ورجالاً غير آبهة بمتاع الدنيا، رحلت راضية مرضية، وجاورت الشهداء، والأباة، وصنّاع الفضائل وحسُن أولئك رفيقاً، غادرت وبقي الأثر الطيب، والوفاء العنيد، وما زالت رائحة القمح والمحيّا السمح تُطِل من وجنتي أبي نزار، ولون الشمس شاهدة عطاء في المنجل، وعبير الزعتر البرّي، والصبر المسجى في حنايا الوطن، وطرقات غريسا العتيقة.

غريسا لم تعد قرية بلا سقوف بعد أن هزم دم الشهيد راشد الزيود رواد الظلام، وشذّاذ الآفاق، هبوب الريح صنع للوطن عنفواناً لا يصدأ، وللكرامة الوطنية عنواناً لا يهدأ، المنية ولا الدَّنيّة، وإن عَادوا عُدنا، والدَّم الزَّكي قرباناً نستحضره في كل لحظة ومقام؛ فداءً للتاج والتراب المقدس الطهور. غريسا التبر والتراب هي النقش على حدِّ السيف، وقهوة الضَّيف، السمراء العابقة بالحكايا العتيقة، غريسا ملهمة شريك الهوى الوطني النبيل حبيب الزيودي؛ شذا البوح، وعتب القصيدة، الذي غنّى للثرى، والثريا، ولعمان الحب، وواسط البيت الكبير؛ فغفى غفوته الطويلة الموجعة في هضاب العالوك النَدية:

فإن عطشتِ وكان الماءُ ممتنعا
فلتشربي من دموعِ العين يا بلدي
وان سقطتُ على درب الهوى قطعاً
أوصيكَ اوصيكَ بالأردن يا ولدي.

محمود الزيودي ملح الأرض كما عهدناه، وفارس الكلمة كما ألفناه ، وحارس أمين للهوية الوطنية الأردنية الأصيلة في كل عمل أنجزه أو دور أدّاه، ورسول الأردنيين الصادق لتجليات الدراما الأصيلة، ومفاعيلها الناصعة التي عكست تضحيات الأردنيين، وأحلامهم النبيلة في البناء الوطني، وأداء دورهم المكلل بالغار في الدفاع عن فلسطين، ونصرة الأقصى؛ لم يألف الجنوح نحو الاغتراب، والحداثة المزيّفة التي تغادر القيم والجذور، ولم يأنس لكل مظاهر الردّة الوطنية التي تفتك بقيمنا الحية، وإرثنا الشريف، بل بقي يكتب " للخاكي" والحداء للجيش والحصّادين، وذكرياتنا الجميلة التي خالطت هواه؛ فتمسك بها، وعضّ على الولاء للعرش، والانتماء للأرض بالنواجذ، وعاش شريفاً يعانق الشمس؛ بشرف أمسى عزيزاً على الكثير ممن هم بين ظهرانينا.

الزيودي أثقل علي بالنقد ذات مقال، ولكن ذلك ما زادني -والله- إلا شرفاً بالحوار معه، والوفاء لقلمه ولتاريخه الشريف؛ والسبب أن هذا الرجل قدم للأردن والتراب والهوية أكثر بكثير مما قدمنا، وما زلنا نتلمس في أفقه الكبير، وضميره الوطني الحي طريقنا نحو مساحات النبل الوطني، ومعايير الإخلاص في سعة الوطنية الشريفة، وضيق المواطنة المحفوف بقلق الحساب المقيتة.

غريسا والزيودي توأمان يتبادلان الحكايا والوصايا الشريفة، واذا كانت أم نزار قد رحلت إلى بارئها؛ فالبقاء لله وحده، والأوطان التي تنبت الشرفاء حتماً لا تموت، ولعل الأوجاع تهدأ.