شريط الأخبار
نيمار ينهار باكيا بعد أكبر خسارة في مسيرته أجواء صيفية معتدلة في أغلب المناطق حتى الخميس "صفقة سرية" بين إيران وطالبان.. جواسيس لندن على لائحة الموت أسعار الذهب عالميا تنتعش من أدنى مستوياتها في أسبوعين "وزير الثقافة " : قرار "ولي العهد" يحمل في طياته رؤية ثاقبة نحو تعزيز الانتماء إعلان تفاصيل خدمة العلم في مؤتمر صحفي الاثنين الحكومة توافق على إلغاء متطلبات التأشيرة بين الأردن وروسيا الرفاعي: قرار إعادة تفعيل خدمة العلم يحمي قيم الدولة الحكومة: إرسال مشروع قانون خدمة العلم إلى البرلمان بصفة الاستعجال الرئيس اللبناني: حصر سلاح حزب الله قرار وطني وليس من شأن إيران الأمن: فيديو الشخص المقيّد من قبل ذويه "قديم" جلسة حوارية حول سياسات قانون الإدارة المحلية في محافظة مادبا نابليون بونابرت الجندي في جيشه ممكن يصبح جنرالاً بترقية واحدة إذا نجح هذا الجندي في إختراق جيش العدو أو بقتل أحد قادة العدو "قانون العصا المارشالية" النائب هالة الجراح ترحب بإعلان ولي العهد عودة خدمة العلم نفقة مليونية وقصر فاخر.. تفاصيل طلاق كريستيانو وجورجينا تسبق إعلان الزواج ضخ تريليونات اليوروهات في مدخرات الأسر.. خطة أوروبية لتعزيز الاستثمار الفردي وزير الخارجية الأمريكي: بوتين يحتل مكانة محورية على الساحة العالمية "يصنع ويسجل ويتصدر".. ميسي يمنح إنتر ميامي فوزا مثيرا على لوس أنجلوس الحكومة المصرية تتجه لتغيير نشاط أكبر قلعة صناعية في البلاد فرنسا تستنكر توقيف موظف بسفارتها في مالي وتطالب بالإفراج الفوري عنه

الشرفات يكتب: غريسا ومحمود الزيودي والوطن

الشرفات يكتب: غريسا ومحمود الزيودي والوطن

القلعه نيوز - بقلم - د.طلال طلب الشرفات

======================

غريسا رداء الشمس، وأريحة الأمس الباسقة، الواثقة والرابضة على تخوم الأنفة الوطنية، وأكتاف مدينة الجند، ومحمود الزيودي يتجرّع الحزن صمتاً وصبراً ورضى وانعتاق من دمعة حرّى على رفيقة الدرب، دمعة عزّ انفكاكها وسكنت السويداء مقاماً إلى حين، رحلت أم نزار التي أنجبت، وضحّت، وصنعت كغيرها من حرائر الأردن فضاءً شريفاً للوطن؛ جنوداً ورجالاً غير آبهة بمتاع الدنيا، رحلت راضية مرضية، وجاورت الشهداء، والأباة، وصنّاع الفضائل وحسُن أولئك رفيقاً، غادرت وبقي الأثر الطيب، والوفاء العنيد، وما زالت رائحة القمح والمحيّا السمح تُطِل من وجنتي أبي نزار، ولون الشمس شاهدة عطاء في المنجل، وعبير الزعتر البرّي، والصبر المسجى في حنايا الوطن، وطرقات غريسا العتيقة.

غريسا لم تعد قرية بلا سقوف بعد أن هزم دم الشهيد راشد الزيود رواد الظلام، وشذّاذ الآفاق، هبوب الريح صنع للوطن عنفواناً لا يصدأ، وللكرامة الوطنية عنواناً لا يهدأ، المنية ولا الدَّنيّة، وإن عَادوا عُدنا، والدَّم الزَّكي قرباناً نستحضره في كل لحظة ومقام؛ فداءً للتاج والتراب المقدس الطهور. غريسا التبر والتراب هي النقش على حدِّ السيف، وقهوة الضَّيف، السمراء العابقة بالحكايا العتيقة، غريسا ملهمة شريك الهوى الوطني النبيل حبيب الزيودي؛ شذا البوح، وعتب القصيدة، الذي غنّى للثرى، والثريا، ولعمان الحب، وواسط البيت الكبير؛ فغفى غفوته الطويلة الموجعة في هضاب العالوك النَدية:

فإن عطشتِ وكان الماءُ ممتنعا
فلتشربي من دموعِ العين يا بلدي
وان سقطتُ على درب الهوى قطعاً
أوصيكَ اوصيكَ بالأردن يا ولدي.

محمود الزيودي ملح الأرض كما عهدناه، وفارس الكلمة كما ألفناه ، وحارس أمين للهوية الوطنية الأردنية الأصيلة في كل عمل أنجزه أو دور أدّاه، ورسول الأردنيين الصادق لتجليات الدراما الأصيلة، ومفاعيلها الناصعة التي عكست تضحيات الأردنيين، وأحلامهم النبيلة في البناء الوطني، وأداء دورهم المكلل بالغار في الدفاع عن فلسطين، ونصرة الأقصى؛ لم يألف الجنوح نحو الاغتراب، والحداثة المزيّفة التي تغادر القيم والجذور، ولم يأنس لكل مظاهر الردّة الوطنية التي تفتك بقيمنا الحية، وإرثنا الشريف، بل بقي يكتب " للخاكي" والحداء للجيش والحصّادين، وذكرياتنا الجميلة التي خالطت هواه؛ فتمسك بها، وعضّ على الولاء للعرش، والانتماء للأرض بالنواجذ، وعاش شريفاً يعانق الشمس؛ بشرف أمسى عزيزاً على الكثير ممن هم بين ظهرانينا.

الزيودي أثقل علي بالنقد ذات مقال، ولكن ذلك ما زادني -والله- إلا شرفاً بالحوار معه، والوفاء لقلمه ولتاريخه الشريف؛ والسبب أن هذا الرجل قدم للأردن والتراب والهوية أكثر بكثير مما قدمنا، وما زلنا نتلمس في أفقه الكبير، وضميره الوطني الحي طريقنا نحو مساحات النبل الوطني، ومعايير الإخلاص في سعة الوطنية الشريفة، وضيق المواطنة المحفوف بقلق الحساب المقيتة.

غريسا والزيودي توأمان يتبادلان الحكايا والوصايا الشريفة، واذا كانت أم نزار قد رحلت إلى بارئها؛ فالبقاء لله وحده، والأوطان التي تنبت الشرفاء حتماً لا تموت، ولعل الأوجاع تهدأ.