شريط الأخبار
‏الصفدي: تلبية حقوق الفلسطينيين في الحرية والدولة المستقلة هو أساس السلام. الأمير الحسن يختتم زيارة عمل إلى الكويت ولي العهد: سعدت بتمثيل الأردن ولي العهد يلتقي المستشار المؤقت لجمهورية النمسا ولي العهد يبحث سبل التعاون مع شركات عالمية لدعم أهداف المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل ولي العهد يبحث سبل تعزيز التعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية ولي العهد يلتقي في دافوس عمدة الحي المالي لمدينة لندن الملك يبحث هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية المحافظ أبو الغنم يوعز بشن حملات واسعة لمواجهة ظاهرة التسول في المفرق ولي العهد يلتقي الرئيس السنغافوري في دافوس تعميم هام من رئيس الوزراء حول صرف مكافآت اللجان الحكومية إرادة ملكية سامية بالموافقة على قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025 "حماس" تنشر أهم النقاط التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة نساء مؤثّرات في حياة دونالد ترمب... من أمّه العاملة المنزلية إلى محاميته العراقية «حماس»: السماح بحرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله من السبت محمد بن سلمان وترمب يناقشان توسيع الشراكة بين بلديهما المنتدى الأردني في بريطانيا يطالب إعادة العمل بنظام الفيزا الإلكترونية مدعون عامون سويسريون يدققون في شكاوى مقدمة ضد الرئيس الإسرائيلي دفاع مدني غزة: انتشال جثامين 162 شهيدا من تحت الأنقاض منذ بدء الهدنة الأردن يدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين

السامريون في نابلس أقرب الى العرب من اليهود بقلم : محمد الوشاح

السامريون في نابلس أقرب الى العرب من اليهود  بقلم : محمد الوشاح
السامريون في نابلس أقرب الى العرب من اليهود

القلعة نيوز: بقلم : محمد الوشاح

كان والدي رحمه الله قد عمل في مطلع خمسينات القرن الماضي في سلك الشرطة بمدينة نابلس وكان يحدثني عن أهل المدينة بأنهم طيبون وأغلبهم تجار وحرفيون ، ثم يتطرّق الى اليهود السامريين المقيمين في نابلس ويقول عنهم بأنهم مسالمون ولطيفون وليست لهم علاقة بالسياسة .

وأثناء زيارتي الأخيرة مع وفد سياحي لفلسطين وبالذات لمدينة نابلس شاهدت عدداً من ( السمرة ) في شارع النجاح يجلسون أمام دكاكينهم في المدينة القديمة ، فطلبت من الدليل السياحي المقدسي المرافق لنا التوجه الى جبل الطور التابع لنابلس والذي يسمى بجبل جرزيم ، حيث تتخذ الطائفة السامرية منه مكان إقامة دائمة لهم ، وهناك التقينا في السوق أشخاصا من أهل الطائفة يتحدثون اللغة العربية بطلاقة ، وحينما عرفونا كأردنيين صاروا يترحمون على جلالة المغفور له الملك الحسين الذي أعطى توجيهاته بحمايتهم والحفاظ عليهم كمواطنين نابلسيين ، كما التقيت زعيمهم حسني السامري ( 75 عاما ) وطلبت منه أن يحدثنا عن طائفته التي تعدّ أصغر طائفة دينية في العالم فقال :

عددنا الإجمالي حوالى ( 800 ) نسمة ونحن جزء لا يتجزأ من الشعب العربي ، وأنا أردني وأحمل الجواز الأردني والجواز الفلسطيني ، وأشكر العرب في فلسطين الذين كانوا دوما وما زالوا داعمين لنا ، ونحن في المقابل لا نتوانى عن مشاركتهم في أعيادهم ، وهناك فجوة كبيرة بيننا وبين اليهود تنحصر بخلافات كثيرة في العقيدة .
وحسب زعيم الطائفة يعتنق بعض أبناء الأسر السامرية الإسلام ، كما يحمل السامريون الجنسيات الأردنية والفلسطينية التي يعتزون بها ، بالإضافة الى الجنسية الاسرائيلية التي حكمتهم لها ظروفهم الخاصة ، وهم بالطبع لا يخدمون في الجيش الاسرائيلي ولا يدرسون في الجامعات الاسرائيلية ، بل يتلقى طلبتهم التعليم في مدارس مدينة نابلس وفي جامعة النجاح الوطنية ، وحينما سألته عن موقفهم من الصراع العربي الاسرائيلي قال : الحرب خسارة على الجميع وعدم قيام دولة فلسطينية من شأنه أن يهدد السلام في العالم ، وأكد أنه وطائفته من أشدّ الداعين الى اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .

لدى الكاهن حسني الذي ظننته في البداية أردنياً وهو يرتدي ثوبا عربيا وشماغاً أحمراً إبنة اسمها غالية ، تبلغ الخامسة والثلاثين من العمر وتقول عن نفسها ، أنا سامرية الدين ، أردنية الجنسية ، أعيش في نابلس ولديّ صديقات مسلمات ومسيحيات ، وأذهب الى هذه المدينة كمواطنة عربية ، فهي بلدي ولا أشعر فيها بالغربة .

وفي موقع آخر التقيت صحفية سامرية تعمل في احدى دوائر السلطة الفلسطينية الى جانب العديد من بنات الطائفة اسمها بدوية ، تقول بأنها تكرّس كتاباتها خدمة للقضية الفلسطينية وتكتب عن هموم الشعب الفلسطيني التي هي جزء منه وتنتمي اليه ، ولديها صديقات وأصدقاء من العرب ، وتعتبرهم أخوة لها حيث كانوا سنداً لها في مواقف صعبة واجهتها وأضافت : نحن طائفة دينية مستقلة معادية لإسرائيل ، ولسنا يهوداً بل نحن أقرب الى العرب من اليهود ، ولا نعترف بهيكل سليمان الذي تزعم اسرائيل أنه مدفون تحت الأقصى .. وقال سامري آخر وهو صاحب بقالة في جرزيم ، الطائفة السامرية مستهدفة من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، والعداء بين السامريين واسرائيل يفوق العداء العربي الإسرائيلي ، وسبب ذلك هو تملك الطائفة السامرية لتوراة مغايرة لتوراتهم وأضاف : لم تكن هناك علاقة دينية أو اجتماعية بين اليهود والسامريين ، حتى أن اليهود المتدينين في اسرائيل يغادرون الحافلة اذا علموا أن سامرياً واحداً يركب الباص ، لأنه بنظرهم انسان نجس ولا يجوز مخالطته في أي مكان .

ومن أهم ما يتمسك به السامريون في حياتهم هو الحفاظ على التراث السامري ومنع الزواج من خارج الطائفة ، إلا أن عددا من شبابهم تزوجوا من بنات فلسطينيات ، وقد سبق أن تبرعت جهة عربية بتكاليف هذه الأعراس .

كما يشتهر ( السمرة ) اضافة الى مزاولتهم التجارة بفك السحر وقراءة الطالع ، وهم يمتلكون كتباً فلكية غير موجودة في العالم على حد رأيهم ، ودورهم في السحر كما يقولون يركز على التوفيق وليس على التفريق ، كما أن دراسة الطرق الفلكية تستغرق عندهم 18 عاما لمن يستعد من أبناء الطائفة التفرغ لها ، وهي مهنة تنتقل بالتوارث داخل أسرة واحدة ومن شخص الى آخر ، بعد أن يُقسم الساحر الجديد اليمين بعدم افشاء الأسرار لعامة الناس .

وقبل مغادرتنا الموقع كانت أحدى عضوات فريقنا السياحي التي تجاوز عمرها الثلاثين قد توارت عن الأنظار ، حيث استغلت انشغالنا مع الكاهن السامري لتقضي ساعة كاملة في خلوة مع الساحر الذي وعدها بحلّ عقدتها بعد رجوعه الى كتب الفلك ، حيث سيرى طالعها من خلال اسمها واسم والدتها وتاريخ ولادتها والله أعلم .

وختاما ، فالحديث عن تفاصيل رحلتي لعموم الاراضي الفلسطينية تحتاج الى حلقات عديدة ، لأنها تبقى رحلة استكشافية مثيرة ، حيث شاهدت كثيرا من الأمور المؤسفة التي أخجل نشرها ، وخاصة ما يتعلق بالتعايش الواسع في مناطق 48 في مختلف الأمور الحياتية والعملية التي يرفضها كل عربي حر وشريف ، مع العلم أن نحو مليون و650 ألف من عرب 48 يحملون الجنسية الإسرائيلية ، كما عرفتُ للأسف أن عدداً من الشباب العرب الذين يعملون في المصالح اليهودية يتوقون للحصول على الجنسية الاسرائيلية أو الإقامة داخل الكيان المحتل ، ولا حول ولا قوة الا ببالله العلي العظيم .