القلعه نيوز - بقلم - كتب تحسين أحمد التل*:
=======================
بدأت تتشكل علاقة أوكرانيا بحلف الناتو رسمياً، بعد أن أصبحت خارج إطار الإتحاد السوفييتي، وكانت أول دولة من رابطة الدول المستقلة، تدخل منظمة الشراكة من أجل السلام، التابعة لحلف شمال الأطلسي عام (1994).
منذ ذلك الوقت، سعت أوكرانيا الى الإنضمام الى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن الحلف وضع شروطاً اعتبرتها القيادة الأوكرانية؛ شروطاً تعجيزية، إذ يجب على الدولة التي تسعى للإنضمام؛ أن لا تجر ويلات الحرب على بقية الأعضاء،
وهذا الشرط ينطبق حالياً على أوكرانيا في حربها مع روسيا.
وكان اعترف الرئيس الأوكراني أن ضم بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، هو مستحيل قبل نهاية الحرب مع روسيا، بالرغم من أنه قال؛ إن الدخول إلى حلف الناتو، أفضل ضمان لأمن أوكرانيا، لكننا لن نجر أي دولة في الناتو إلى الحرب، وأكد الرئيس الأوكراني على أن انضمام بلاده للحلف؛ يمكن أن يُعرِض أوروبا كلها للخطر.
أما الشروط الواجب توفرها في الدولة الراغبة بالانضمام لحلف الناتو، فهي على النحو التالي:
--------------------------------------------------------------------------------------
أولاً: وجود نظام سياسي ديمقراطي فاعل، يعتمد على اقتصاد السوق.
ثانياً: معاملة عادلة للأقليات، والالتزام بالحل السلمي للنزاعات.
ثالثاً: القدرة، والاستعداد لتقديم مساهمة عسكرية لحلف الناتو
.
رابعاً: السيطرة المدنية على الجيش، بمعنى أن دول الإنقلابات العسكرية غير مسموح لها الدخول الى الناتو.
خامساً: والشرط الأهم، عدم جر ويلات الحروب على بقية الأعضاء، كما يحدث الآن في أوكرانيا وحربها مع روسيا.
حتى لو أمكن اتخاذ هذه الخطوات الأولية بسرعة، في غضون أسابيع قليلة، تتطلب العضوية تصديق جميع أعضاء الناتو، الأمر الذي قد يستغرق وقتاً طويلاً، ويمكن أن تبقى الأمور معلقة لعدة سنوات.
لذلك حتى لو انتهت الحرب الروسية الأوكرانية، باعتقادي لن تجرؤ أمريكا، ولا حلفها الأطلسي على التأثير، أو تغيير المعادلة القائمة حالياً، لأن جمهورية روسيا الوريث الوحيد لحلف وارسو، أو الإتحاد السوفييتي، لن تنهار من مجرد حرب تعتبر بالنسبة لقوتها العسكرية الهائلة؛ مجرد نزهة، أو مناورة عسكرية.
------------------------------------------------------
* اعلامي وباحث وناشر مخضرم