الكاتبة افنان العنتري
سأل الصبي توتة الحي
يا توتتي ..
أين الثمار ؟!
مر عام
و عامان ..
و أكثر
وأنا سئمت الإنتظار ..
توتتي
في كل جبل
في الجليل وكرمل
في الخليل
ورملة
نسيمها .. القدس
جبل المكبر
الله أكبر
من كل الكبار
وجذورها
تروى
من نبع جبل الشبخ
حتى غزة
تغازل بيسان
وتعانق الأبيض
من حيفا
وعكا
فتغار يافا
كي يفيض الحب
خمرا ..
احمرا ..
من جبل النار
وانا ..
أنا حفيد
من صلبها
وهم ..
أبناء بلفور
والعار
و هذا الطابون
لجدتي ..
ولجدي حاكورة
في الدار ..
و ذاك منهم
يقبع
خلف حاجز !
رعب عليه
لأنني ذي قار ..
إليك توتة الحي
وجهتي ..
ولهم يمين
أو يسار
دعيهم يلهثون
بوحش دفاعهم
و ضعي
على رأسي
كوفية الختيار
وخبري
تلك السناسل
أن تثب
حجرا
تلو الحجر
في يد الثوار
حر أنا
فاجمعي
تحت ظلالك
موكب الأحرار
سأل الصبي
توتة الحي ..
يا توتتي ..
اين الثمار ؟!
وجد الصبي
ثمارها ..
يعتريها الليل
من كنف الحصار.
الشمس آتية
فأطلقي الثمر
رصاصة
تلو الرصاصة
و ليكن
من بعدها
صحوة الفجر
إذا الصبح تنفس
سطري
التاريخ عندئذ
و اصرخي
ها قد جاء النهار