أيمن بدر
سَبقٌ إجرامي بغطاءٍ إعلامي، هذا ما تَوَجَت به مراسلة صحيفة الإندبندنت " بيل ترو " كذبتها التي أهلتها لأن تكون بين خَبَرٍ كاذبٍ وصَداه من ناقلةٍ للأنباء الى سافِكَةٍ للدماء ومُقطِعةٍ للأشلاء ومُزهِقَةٍ للأرواح وناشِرةٍ للأتراح حينَ أرَت عينيها ما لم تَرّ وطيرت كِذبَةَ كان إرتدادها آلآف الأطنان من القنابل والصواريخ على أطفال ونساء غزة أَهَلَتها لأن تكون في مصاف كبار حاصدي الأرواح ومنافسةَ وبجدارة ل ستالين وموسيليني وهتلر.
عزيزتي بيل ترو. أعذريني على التأخر في ايصال هذه الرسالة اليك ، والسبب ان النت عدا عن الماء والكهرباء والغذاء والدواء غدت من الكبائر والمحرمات على غزة والفضل في ذلك يعود اليك. لكن لم أًعدم الحيلة فقد مهدت الطريق لكلماتي بأشلاء آلآف الأطفال والنساء والشباب والشيوخ كي تصلك وأنت هناك جاثِمَةً خلف مكتبك في الإندبندنت والتي أبت كما انتِ ان تكون أندبندنت وركنت أستقلاليتها على رف كذبك وافترائك.
عزيزتي بيل ترو . قد يكون أحزنك انك لم تسمعي صوت الأكُف وهي تصفق لك حين قصَصتِ الشريط الأحمرالمضرج بالدم على شريط وغلاف غزة لتفتتحي جداول من الدماء إتحدت لِتُشكلَ أكبر نهر دموي في العصر الحديث تسيل فيه ما تبقى من أجساد أبناء ،أمهات آباء وأحفاد مشكلةً كتلة من الأشلاء عجزت أرض غزة عن احتوائها ، لا يحزنك عزيزتي عدم سماعك التصفيق بما قمت فقد تكفلت أصوات آلآف القنابل وأطنان المتفجرات بذلك.
عزيزتي بيل ترو. أريدك أن تكوني فخورةً بنفسك ، أريدك أن تجمعي أبنائك وأحفادك وجيرانك وأصدقائك وأريدك وبمعيتهم وأنت برفقتهم أن تتنقلي بين محطات التلفاز الذي يزدحم به هذا الكوكب لكي يروا كم أنت عظيمة وليعلموا مدى الشهرة التي وصلت اليها ، فكل مشاهد القتل والتشريد والدمار والأطراف المبتورة وما بين جثة أُمٍ بجانبها جثة جَنين وجثة لشيخٌ جاوز التسعين التي تزدحم بها شاشات الفضائيات كل هذا بفضلك وبفعلك وبكذبك فأيً مَجدٍ هذا الذي حِزتِ فَحُقَ لأبنائك وأحفادك وعائلتك ان يفاخروا بِكِ وأن يجددوا فخرهم بك مع كل يوم يصادف ميلاد أو إستشهاد أحد من ضحايا كذبتك.
وأخيراً عزيزتي وحرصاً مني على مشاعر أبنائك وأحفادك وأحبائك ، واذا صادف ان كنت بمعيتهم في يومٍ من الأيام فيما تبقى أو سيتبقى من غزة فلا توقفي سيارة ألأيسكريم لتبتاعي لهم بعضاً منها. فهي بفضلك سيدتي لم تعُد تحوي الأيسكريم ....بل غدت تحوي ما تبقى من أشلاء أطفالٍ سببه الأوحد والوحيد هو...... سبقك الإجرامي..... بغطائك الإعلامي.
بدون تحيةٍ وسلام ....
هذه الرسالة الأولى ومبتدأ الكلام ....وليس الختام .