فايز الماضي
شخصياً..وفي منطق الاشياء فإن مايحدث في غزة اليوم قد يغير من وجه هذا العالم ولا أكادُ أُبالغُ إن قلت إن بشاعة مايجري وتحت نظر العالم وبصره قد يفجر المنطقة بأسرها ولعل هذا التقاطر الغربي الغير مسبوق في الدفاع عن كيان بربري متغطرس وهذا الانحياز العنصري الطائفي المقيت لما يسمى بدولة اسرائيل قد ينذر باشعال حروب دينية لن تبقي ولن تذر وستأتي على الأخضر واليابس من حولنا وفي هذا العالم وما أحوج عالمنا اليوم إلى أن يستمع إلى صوت العقل والحكمة وأن يضع حدا لأعداء الإنسانية وتجار الحروب.
وفي ظل مثل هذه الظروف الدقيقة والحرجة فإن على الأردنيين ان يقفوا وقفة الرجل الواحد خلف قيادتهم الهاشمية الحكيمة وحكومتهم الوطنية النشطة والفاعلة وجيشهم العربي الباسل واجهزتهم الأمنية الواعية اليقظة وان يعوا كل الوعي بأن الاردن القوي المتماسك هو الذي ستتمكن قيادته وحكومته وشعبه من مداواة جرح غزة النازف ومن الدفاع عن عدالة قضية أهلها الشرفاء النجباء ولا يخفى على ذو بصيرة وضمير أن الدبلوماسية الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك وولي عهده الأمين لم تهدأ كعادتها وقد فعلت فعلتها في مختلف مواقع القرار الدولي وفي كل محفل على الساحتين الدولية والإقليمية دفاعاً عن فلسطين واهلها .
ومن المهم هنا أن نعي كاردنيين من شتى اصولنا ومنابتتا وفي مخيماتنا وبوادينا واريافنا أن هذا الوطن مستهدفٌ مُذ خُلِق وانه ليس بمنأى عن نوازع الشر من حولنا ومن مطامح حكومة الليكود المتطرفة وان علينا أن نثق كمواطنين بفروسية قيادتنا الهاشمية الحكيمة وبدبلوماسيتنا الكفؤة والخبيرة وبشجاعة جيشنا العربي البطل وبيقظة أجهزتنا الأمنية الواعية والماهرة ولنترك لهم جميعاً إدارة هذه الأزمة .
ونحن على ثقةٍ لايساورها شك بأن هذا الوطن الغالي سيبقى صامداً عزيزاً شامخاً كالطود في وجه العاتيات وان فلسطين كل فلسطين ستبقى هي قبلته وتاجها القدس الشريف ويعلم الجميع أن هذا الوطن الاردني الهاشمي العظيم لايزاود على مواقفه أحد تجاه فلسطين واهلها ومقدساتها وقد كفل لأبنائه التعبير عن مواقفهم على امتداد ساحات هذا الوطن الجميل وفي بواديه واريافه ومخيماته ولا ادري لماذا يذهب البعض الى الخروج على النظام والى المغالاة والمزاودة على مواقف الدولة كلها .