شريط الأخبار
ترامب: سنبيع طائرات إف-35 للسعودية إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية في العراق المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/8 يتعامل مع 4620 حالة منذ بدء عمله النائب الحجايا : إعادة خدمة العلم تمثل رؤية القيادة الهاشمية للاستثمار في الشباب غوتيريش يدعو إلى تحويل وقف إطلاق النار في غزة إلى سلام دائم الرئاسة الفلسطينية تحمّل حكومة نتنياهو المسؤولية عن تصريحات بن غفير التحريضية ضد عبّاس جرحى باستهداف الاحتلال مدرسة شرق غزة العضايلة يستقبل أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمدي أحمد النّي مجلس الأمن يصوّت الليلة على مشروع قرار تشكيل "قوة دولية" في غزة تقارير: وفاة 98 أسيرًا فلسطينيًا بالتعذيب والإهمال في سجون إسرائيل صندوق النقد: الاقتصاد السوري يُظهر مؤشرات على التعافي وزارة المالية: الحكومة ستسدد 7.3 مليارات دينار في العام المقبل إحباط محاولة تهريب مخدرات من الواجهة الغربية ولي العهد السعودي يغادر إلى واشنطن للقاء ترامب بن غفير يطالب نتنياهو باعتقال محمود عباس الملكة تلتقي بسيدات من المفرق وتشاركهن الغداء في أم الجمال الملقي: الحفاظ على الوطن يتطلب إتاحة الفرص لانخراط الشباب في العمل العام مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بوفاة شقيقة سفير دولة فلسطين العين الحواتمة يرعى احتفال جامعة الزيتونة بيوم الوفاء والبيعة نجم ريال مدريد إلى الدوري السعودي

الشرفات يكتب: وصفي التَّل وذاكرة الوفاء والنُّبل

الشرفات يكتب: وصفي التَّل وذاكرة الوفاء والنُّبل

د.طلال طلب الشرفات

وطنياً، لا يليق بنا أن نتجاوز ذكرى شهيد ومخلص فريد للثرى والهوى والهوية بحجم وصفي التل دون أن نتنسم سجاياه، ونتمثل نواياه النبيلة العابقة بالولاء الصادق للقيادة، والإنتماء الواثق للتراب الأردني الحرّ، والانخراط العابق بالشَّرف في خدمة قضيتنا الأولى قضية فلسطين والقدس والمقدسات.


كرَّس الشَّهيد حياته سائراً على حوّاف اللهب وأهداب التعب؛ حتى جاء بُغاة الليل وروّاد العتمة اللذين غدروا به كما غدروا بالشَّهيد الملك المؤسس دون سبب، ونعاه الحسين العظيم "طيب الله ثراه" بشظايا صبر وبراكين غضب، ولعل قبس الوفاء فينا يلزمنا بالقول إن رائحة الشَّهيد الحيّ فينا ما زالت تهبّ نحو أرواحنا من تل إربد وأكتاف الكمالية الخالدة المضجّرة بدمه الزكي.

ننصف الكبار لأننا نعشق وطننا، وقدسية ترابنا، ووصفي رجل دولة بحجم الطُّهر ومعاني الرُّجولة؛ ما استفاق يوماً على جهوية، وما أمسى "شللياً" يعاقر الخلّان ويقتسم معهم وديعة الثقة الغالية في ضمائرهم المسجّاة في مزالق التِّيه والنَّفعية، رجل وضع الأردن وأهله في قلبه، ومصالحه العليا في ضميره، وثقة القيادة نصب عينه الطَّاهرة.

لم يكن وصفي إربدياً ضيّقاً أو أردنياً نزقاً، أو مقصياً لشريف ومقرّباً لنديم؛ بل اكتست روحه النَّدية من كل شبر من ثرى الأردن عبقاً، ومن أرض فلسطين الغالية والعروبة الوافية ألقاً، برَّ بشرف القسم وقدسية الثِّقة الملكية فنعاه القائد بحرقه، وخلّده الأردنيين الشُّرفاء إلى الأبد.

سرّ الخلود في شخصية أبا مصطفى تكمن في الممارسة الحقيقية للولاء والانتماء، ونكران الذَّات، وسلوك سجايا الفارس الشُّجاع الحرّ الذي يختار أعوانه من خيرة الفرسان، وهو القائل "عندما يتعلق الأمر بالوطن فلا فرق بين الخيانة والخطأ".

التعليم والصحة والزراعة والمياه كانت ذروة هواجس الشهيد وصفي التل، وتاج اهتماماته الشَّريفة، وكلّ ما فعله من أجل الوطن وكلّ أبنائه -نعم كلّ أبنائه، إلا من خان منهم أو تآمر- ما زالت شواهد إنجاز لا تصدأ، ونداءات وفاء وحرص وطني لا تهدأ.

بعض رجالات الدولة الكبار تمثّلوا بعض سجايا الشَّهيد الحيِّ؛ منهم من ارتقى الى حواف نبله، وبعضهم حاول ملامسة مضامين وطنيته، ونفر منهم تمنى تمثل شفافيته وطهره ومساواته بين كل أبناء الوطن، ورهط قليل حاول إدراك رفعة وصفي في قراءة المضامين الحقيقية لتوجهات القيادة، لكن المؤكد أن موقع وصفي الشهيد ورجل الدولة الكبير ومكانته العالية ستبقى شاغرة في ضمائر الأردنيين إلى أجل ليس بقريب.

رحم الله الشَّهيد البطل، والخلود لشهداء غزة وفلسطين وحفظ الله الوطن وشعبه وقيادته من كل سوء.