تنتشر في الفترة الأخيرة بشكل واسع موضة مشد الخصر أو الكورسيه الضيق، الذي بات من قطع الملابس العصرية ومن التصاميم التي تدخل في كل أنواع الملابس حتى فساتين الأعراس.
تعتقد الكثيرات أن ارتداء مشد الخصر يساعدها على نحت جسمها، فهل هذا الأمر صحيح؟
في الواقع لا يمكن نقل الخلايا الدهنية أو سحقها بالضغط عليها، فعلى عكس العظام، لا يمكن تدريب الدهون واللحم والأعضاء على التركز في مكان دون الآخر، إلا بجراحات التجميل، وإن ما يحدث عند الضغط الشديد على الخلايا الدهنية هو تشويه الدهون داخل تلك الخلايا، وليس إعادة توزيعها.
وفي هذا السياق، نفى المجلس الأميركي لجراحة التجميل إمكانية تغيير مشد الخصر لأبعاد الجسم، بل إن استخدامه لفترات طويلة يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، فمن الممكن أن يتسبب مشد الخصر في إتلاف الأعضاء الحيوية، إذ إن الجذع هو مقر لرئتيك ومعدتك وكبدك وكليتيك وأعضاء أساسية أخرى، وعندما يضغط المشد على تلك الأعضاء، يجب أن تتكيف، وينتهي الأمر بدفعها إلى اتخاذ وضعيات غير طبيعية، حيث تكون متداخلة، ولا تؤدي عملها جيداً، هذا على المدى القصير، أما على المدى الطويل فستتضرر الأعضاء بشكل دائم وتتشوّه الضلوع.
فوفقاً لأبحاث أُجريت في جامعة كاليفورنيا، لاحظ الأطباء بعض التأثيرات لمشدّات الخصر في الدراسات الطبية منذ العصر الفيكتوري، وأكدوا أن ارتداءها لفترات طويلة يُضعف قوة العضلات الأساسية في البطن، مما يؤدي إلى آلام الظهر وانحناء العمود الفقري والضعف الجسدي العام، كما يدفع شد الخصر الأمعاء إلى الأسفل، مما يضغط على أسفل البطن.
وينتشر أيضاً الكثير من الإعلانات التي تُظهر التعرّق أسفل المشد بعد ممارسة الرياضة، للترويج لفكرة أن التعرّق في منطقة البطن يكسّر الخلايا الدهنية أسرع، لكن مثلما لا يمكن إعادة توزيع الدهون بالضغط، فلا يمكن إفرازها عبر الجلد أيضاً، وأي تغيرات في الوزن قد تلاحظينها فور الانتهاء من التمرين تكون نتيجة فقدان السوائل وليس الدهون، إذ تقلل الملابس الضاغطة، مثل مشد الخصر، من كمية التورم أو الانتفاخ من طريق تعزيز تدفق الدم، لكن التأثير مؤقت، وعندما تتجدد مياه الجسم مرة أخرى، سيعود هذا الوزن.
وكذلك تعيق مشدات الخصر عملية التنفس بسبب الضغط على البطن والحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى الدوخة وفقدان الوعي. كما يعوق المشدّ عمل الجهاز اللمفاوي، الذي يعتمد على التنفس العميق لإزالة الفضلات والسموم من الجسم بشكل صحيح.