شريط الأخبار
وزير الخارجية يشارك باجتماع أردني سوري أميركي لإقرار خطة لحل الأزمة بالسويداء برئاسة الرزاز .. جمعية الاقتصاد السياحي تختار مجلسها الاستشاري (أسماء) الأردن يوقع على خارطة طريق لحل أزمة السويداء واستقرار الجنوب السوري وزير الثقافة يلتقي جمعية المدربين الأردنيين الوزير المصري يلتقي عددًا من رؤساء البلديات السابقين في دارة حسن الرحيبة بالبادية الشمالية كلية الأميرة عالية الجامعية تستضيف عميد كلية الآداب/ جامعة الزيتونة الأردنية اليورو يتجه نحو أعلى مستوى في 4 سنوات زعيم طالبان يحظر خدمة الإنترنت اللاسلكي بأحد الأقاليم الأفغانية "لمنع الفساد" ما سبب استبعاد الدولي المغربي نايف أكرد من قائمة مارسيليا لمواجهة ريال مدريد؟ الاتحاد الأوروبي يؤجل حزمة العقوبات الـ19 ضد روسيا بسبب أزمات داخلية أردوغان: إسرائيل تحاول انتزاع شيء ما من الجنوب السوري بطريقة "فرق.. تسد" تحديد موقف لامين جمال من المشاركة مع برشلونة في مواجهة نيوكاسل أبو هنية يكتب: قوة ردع عربية مشتركة خيار وجودي أمام الغطرسة الإسرائيلية المبعوث الأميركي: الأردن شريك محوري في جهود السلام بالسويداء خارطة طريق أردنية سورية أميركية لحل الأزمة في السويداء الصفدي: الأردن يقف بالمطلق مع سوريا.. ولا يقبل أي تدخل في شأنهم الداخلي زيارة الأمير تميم للأردن.. رسالة واضحة تؤكد عمق الروابط الأخوية ووحدة الموقف العربي المجالي من ديوان عشيرة أبو دلبوح : يستذكر ومضات مشرقة من تاريخ ونشاط العين الدكتورة ريم الشملان في بيان : وقوفنا خلف القيادة الهاشمية لم يكن يوماً خياراً بل هو نهج راسخ وواجب وطني وأمانة تاريخية اجتماع أردني سوري أميركي في دمشق لبحث تثبيت وقف النار وحل الأزمة بالسويداء

ابو خضير يكتب :إعادة النظر في خطبة الجمعة المكتوبة ضرورة ملحة بين التوجيه والإصلاح

ابو خضير  يكتب :إعادة النظر في خطبة الجمعة المكتوبة  ضرورة ملحة بين التوجيه والإصلاح
الدكتور نسيم ابو خضير
تعد خطبة الجمعة واحدة من أهم الوسائل التي تربط المسلمين برسالتهم الدينية ، وهي مناسبة دينية وإجتماعية ينتظرها المسلمون كل أسبوع لسماع ما يجدد إيمانهم ويوجههم نحو الخير والصلاح . ومع ذلك ، فإن أسلوب إعداد وتقديم خطبة الجمعة قد واجه تحديات ومشاكل ونقداً تحتاج فيه إلى معالجة وإصلاح لتحقيق الأهداف المرجوة .
في هذا المقال ، سأتناول أهمية إعادة النظر في خطبة الجمعة المكتوبة والمعدة مسبقا للخطباء ، ومحاور تحسين الخطاب الديني ، وأهمية تأهيل الخطباء بأساليب جديدة ، ودور الجهات المعنية في هذا السياق .
١ . تنويع موضوعات خطبة الجمعة لإرضاء الجمهور
تحديد خطبة الجمعة بموضوع واحد لا يُعتبر دائمًا الخيار الأمثل . إن الواقع الحالي يتطلب من الخطباء أن يكونوا على دراية بالأوضاع والتحديات المتغيرة التي تواجهها الأمة الإسلامية . فمنبر الجمعة ليس مكانًا ثابتًا لتكرار الأفكار والنصوص ، بل يجب أن يكون ساحة ديناميكية تواكب تطورات العصر وتقدم حلولًا للمشاكل المتجددة .
فتنويع الموضوعات يجعل الخطبة أكثر جذبًا وملاءمة للجمهور ، ويتيح للخطيب فرصة معالجة مختلف جوانب الحياة الإجتماعية والروحية والدينية ، مما يزيد من تأثير الخطبة وبيان كفاءة الخطيب ، ويعزز علاقتها بالحياة اليومية للمصلين .
٢ . دور الخطيب في التوجيه والإرشاد بعيدًا عن الشعبوية .
الخطيب الذي يتولى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجب أن يتمتع بمؤهلات تضمن له تقديم رسالة واعية وناضجة . فالأصل أن الخطيب يكون مؤهلاً فكريًا وعلميًا ونفسيًا ، قادرًا على فهم الواقع وإدراك التحديات . دوره يتجاوز مجرد تقديم النصوص المكتوبة ، وهذا مؤشر على عدم كفاءة الخطباء وعدم قدرتهم على إختيار الموضوعات ومعالجتها رغم أن غالبيتهم ممن يحملون درجة الدكتوارة والماجستير والبكالوريوس في الشريعة ، كتابة النص باستثناء_ الأخبار _ في وسائل الإعلام لاتكون إلا لغير القادرين على الكتابة ، إن الخطيب هو المسؤول عن بناء الوعي الديني والإجتماعي ، وتوجيه المصلين نحو قيم الحق والخير والإعتدال . ويجب أن يتم هذا بأسلوب بعيد عن الشعبوية وإثارة الفتن والبلابل ، وأن يكون الخطاب قائمًا على التوعية والنصيحة بالتي هي أحسن .
٣ . التوجيه والتعليم بأسلوب الترغيب .
من أهم الأهداف التي يجب أن تحققها خطبة الجمعة هي تقوية صلة المسلمين بالله وتعزيز التقوى والإيمان في قلوبهم . ولتحقيق ذلك ، ينبغي أن يتجنب الخطيب أسلوب التوبيخ والترهيب الذي قد ينفر المستمعين ، ويتبنى بدلاً من ذلك أسلوب الترغيب ، الذي يشجع على الطاعة ، ويربط العبادة بثمرات إيجابية في الدنيا والآخرة . كما يجب أن يكون الخطيب متفائلاً في خطابه ، يبعث الأمل في نفوس المصلين ، ويشجعهم على السعي نحو الأفضل بعيدًا عن اليأس والتشاؤم .
٤ . تأهيل الخطباء من خلال الدورات والتدريب .
إن إعداد خطباء مؤهلين يتطلب من وزارة الأوقاف أن تكون مسؤولة عن توفير برامج تدريبية متخصصة . هذه الدورات يجب أن تتضمن فنون الخطابة والإلقاء ، وكيفية إعداد خطبة تلبي حاجات الجمهور وتتناسب مع واقعهم . كما ينبغي تعليم الخطباء فن الحوار والنقاش ، وكيفية إدارة المواضيع الحساسة بحكمة ووعي ، وتقديم النصائح دون إثارة الجدل أو الانقسام .
٥ . ضرورة إستقطاب الكفاءات وتقديم رواتب مجزية .
لم تقم وزارة الأوقاف منذ تأسيسها بإعداد نظام يكفل تعيين أئمة مؤهلين يتبعون للوزارة بشكل دائم مع تقديم رواتب مجزية .
إن استقطاب الكفاءات من خلال توفير بيئة عمل ملائمة ورواتب مناسبة ، من شأنه أن يشجع الخطباء المؤهلين على الإنضمام للوزارة ، وبالتالي تعزيز مستوى خطب الجمعة وجودتها . بدلًا من ذلك ، إعتمدت الوزارة على خطباء من خارجها ، يتم إختيارهم وفق أسس القرابة أو الصداقة أو المكاسب المادية ، ما أدى إلى ضعف جودة الخطاب الديني وغياب الموضوعية في تقديم خطب الجمعة ، فالخطيب لايقل أهمية عن المعلم المربي والجندي الذي يسهر على أمن الوطن وإستقراره وتقدمه ، فكما يبين أثر العبادة لابد أن يبين أهمية الحفاظ على أمن الوطن وإستقراره ومحاربة خطاب الكراهية والإرهاب والعنصرية .
٦ . تجاوز الأهداف الشخصية في خطبة الجمعة .
في بعض الحالات ، نجد أن بعض الخطباء يستخدمون منبر الجمعة كوسيلة لتسويق أنفسهم لأهداف شخصية ، مثل الترويج للإنتخابات النيابية أو كسب تأييد شعبي معين . هذا التصرف يشكل خرقًا لأخلاقيات المنبر ، ويؤدي إلى الخروج عن أهداف الخطبة الأساسية التي تتمثل في تقديم الوعظ والإرشاد الديني ، وتوجيه الناس نحو القيم الإسلامية الصحيحة بحيث تجعل من المتلقي مواطنا صالحا .
يجب أن يكون هدف الخطبة تعزيز الوحدة بين الناس ، وليس إثارة الفتن والإنقسامات .
وختاماً فإن إعادة النظر في خطبة الجمعة المكتوبة والموزعة على الخطباء أصبحت ضرورة ملحة لضمان تقديم خطاب ديني هادف ، يتماشى مع تطورات المجتمع وتحدياته . ولتحقيق هذا يتطلب من الجهات المعنية أن تتبنى إستراتيجيات جديدة تتضمن تنويع الموضوعات والمحاور المطروحة ، وتأهيل الخطباء بأساليب علمية حديثة ، وإستقطاب الكفاءات برواتب مجزية .
يجب أن يكون الخطيب على قدر عالٍ من المسؤولية ، بعيدًا عن الشعبوية والتشاؤم ، ليكون خطابه نورًا يهتدي به المصلون في مسيرتهم الإيمانية .
فلنحرص جميعًا على تقديم خطبة جمعة تليق بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتسهم في بناء مجتمع واعٍ ومترابط ، بعيدًا عن الفتن والإنقسامات .