تتجلى الحكومات الناجحة في قدرتها على التواصل الفعال مع مختلف أطياف المجتمع، تحديدًا الإعلام الذي يُعد الوسيط الأساسي بين الحكومة والمواطن، حيث استطاعت حكومة جعفر حسان أن تثبت أنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق نموذج في إشراك الإعلام بالقرارات الحكومية، على الرغم من مضي قرابة 83 يومًا حتى الآن، وخلال هذه الفترة القصيرة أظهرت الحكومة نمطًا مميزًا في إشراك الإعلام ضمن خططها وسياساتها.. هذا النهج يعكس رؤية منفتحة على الشراكة مع مختلف الجهات ويؤكد على رغبة الحكومة في تعزيز الشفافية وبناء الثقة.
ما يميز هذه الحكومة عن غيرها هو تبنيها لآلية جديدة قائمة على عقد اجتماعات منتظمة مع الإعلاميين، ليس فقط لإطلاعهم على مستجدات خططها وبرامجها الممنهجة، بل للاستماع إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم أيضًا، ولا تقتصر لقاءاتهم على استعراض الإنجازات بل هي منصة حوار مفتوح تتيح للإعلام فرصة المشاركة الحقيقية في صياغة القرارات، وهو ما يعكس إيمان الحكومة بأهمية الإعلام كأحد أعمدة الشفافية والديمقراطية.
النهج الذي تتبعه حكومة حسان يجب أن يعمم على جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية فالاستماع إلى آراء الإعلاميين وأخذ مقترحاتهم يعزز من بناء الثقة بين المواطن والحكومة، ويمنح الإعلام دورًا أكبر في تسليط الضوء على احتياجات الشارع وأولوياته وهي خطوة تستحق الإشادة، لأنها تعكس رؤية ثاقبة لفهم دور الإعلام كشريك استراتيجي في تحقيق التنمية المستدامة، فبدلاً من أن يكون الإعلام مجرد ناقل للأخبار، أصبح طرفًا مشاركًا في صنع القرار ما يسهم في خلق سياسات حكومية أكثر استجابة لتطلعات الشعب.
من هنا.. لا بد من تعميم هذه الآلية على الوزارات الأخرى لـ إحداث نقلة نوعية في العلاقة بين الإعلام والحكومة، وتعزيز مستوى الثقة العامة في القرارات الحكومية، فاليوم حكومة جعفر حسان تقدم درسًا مهمًا في الشراكة مع الإعلام وتوضح أنها ليست من الشكليات أو مجرد بروتوكولات بل هي ضرورة لتحقيق النجاح وبناء مجتمع أكثر تلاحمًا ووعيًا ودراية.
الأنباط
الأنباط