د. باسمة السمعان
في عالمٍ تتداخل فيه السياسة مع الدبلوماسية الثقافية، تتجلى وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب كوجه مشرق للأردن، بقدرتها على دمج الأصالة بالحداثة، وحسن الضيافة مع الدقة المهنية.
خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة والتنسيق مع سفارة الفاتيكان في الأردن وايضا سفارتنا في روما مع السفير قيس ابو دية ، الذي سهل كافة الأجراءات في الفاتيكان . وقفت الوزيرة أمام حشد من الصحفيين والإعلاميين المحليين والدوليين لتعلن عن الحدث الثقافي البارز: المعرض التاريخي "الأردن فجر المسيحية"، الذي سيقام في الفاتيكان مطلع فبراير المقبل
بأناقةٍ لافتة ولباقة تُشعِر السامع بالطمأنينة، خاطبت الوزيرة الحضور بحديثٍ حمل في طياته دفء المشاعر وصدق الكلمات. كانت كلماتها أكثر من مجرد معلومات رسمية، بل دعوة ملهمة للسفر عبر الزمن، لاستكشاف الجذور العميقة للحضارة الأردنية، والعيش في أجواء روحانية تستحضر بدايات المسيحية في أرض الأردن.
في حديثها، أشادت الوزيرة بالأهمية التاريخية والدينية للأردن، مشيرةً إلى المواقع المقدسة التي تشكل إرثاً عالمياً، مثل موقع المغطس، حيث تعمّد السيد المسيح، وجبل نيبو، الذي شهد قصة النبي موسى وايضا موقع أم الجمال وقلعة مكاورموقع استشهاد يوحنا المعمدان وتل مارالياس مسقط رأس النبي ايليا ، وكنيسة سيدة الجبل في عنجرة التي تخلد ذكرى السيدة العذراء ، وعبّرت عن اعتزازها بتمثيل الأردن في هذا الحدث العالمي، مؤكدةً التزام المملكة بنقل رسالتها الثقافية والدينية إلى العالم
تميزت الوزيرة خلال المؤتمر بقدرتها على مخاطبة جمهور متنوع الخلفيات، مستخدمةً مزيجاً من التواضع والثقة. استعرضت بوضوح أهداف المعرض الذي سيقام في قلب الفاتيكان، وبيّنت كيف يُعدّ هذا الحدث فرصة ذهبية لتعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية تجمع بين التاريخ والروحانية
"الأردن ليس مجرد بلد، بل هو قصة تُروى"، بهذه العبارة ختمت الوزيرة كلمتها، مبرزةً روح الانفتاح والحوار التي يحملها الأردنيون للعالم. وأكدت أن هذا المعرض يمثل جسرًا يربط بين الأردن والفاتيكان، وبين الشرق والغرب، مظهراً القيم المشتركة التي تجمع البشرية .
من خلال هذا الحدث، تسعى الوزارة وهيئة تنشيط السياحة إلى إبراز المواقع الأردنية الفريدة المدرجة على قائمة التراث العالمي، وتعريف العالم بالدور المحوري الذي لعبه الأردن في الحضارة المسيحية.
بين حُسن الضيافة التي أظهرتها الوزيرة، والأناقة الفكرية التي ميّزت كلمتها، خرج الصحفيون والإعلاميون بانطباع إيجابي لا يُنسى. لقد أثبتت لينا عناب أنها ليست فقط وزيرة تدير قطاع السياحة، بل سفيرة للأردن بكل ما يحمله من دفء وترحاب .
المعرض المقبل في الفاتيكان سيكون بلا شك شاهداً على الجهود الأردنية في الترويج لتراثها الثقافي والديني، حيث يشكل هذا الحدث فرصة فريدة لتقديم رسالة سلام وحوار عالمي، برعاية وتألق وزيرة تميزت بلباقتها وعمق رؤيتها .