شريط الأخبار
وزير الشؤون السياسية: مسيرة التحديث حصنت الأردن وجسدت أهم عناصر قوته عاجل: شباب أردنيون يناشدون جلالة الملك التدخل لإيقاف قرار وزير الإدارة المحلية بإلغاء الشواغر البلديات لعام 24 إدارة ترامب تقبل استقالة السفيرة الأمريكية لدى الأردن الشيباني: رفع العقوبات الدولية هو مفتاح استقرار سوريا وزير الطاقة: 13 مذكرة لاستخراج الثروات الطبيعية في الأردن ولي العهد يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الموعد والقنوات الناقلة لمباراة مصر وأيسلندا في مونديال كرة اليد بوتين يعلن ارتفاع عائدات روسيا غير النفطية بنسبة 26% في عام 2024 إسرائيل تعرض تسليم أسلحة روسية استولت عليها من غزة ولبنان إلى أوكرانيا سلوت يؤكد إصابة نجم ليفربول في لقاء ليل وزير المالية السعودي: سجلنا عوائد بنحو 200 دولار لكل دولار تم إنفاقه علييف يتهم بايدن بالتحيز ضد أذربيجان كيلور نافاس ينتقل إلى الدوري الأرجنتيني الحنيطي يزور الكتيبة الخاصة /٧١ ويؤكد القوات الخاصة تحظى باهتمام ورعاية ملكية سامية مستمرة وزير الداخلية: كثير من الموقوفين إداريا بسبب "عقوق الوالدين" الأمم المتحدة: خطر تقسيم سوريا لا يزال قائماً وزير الدفاع السوري: نعمل لمنع اندلاع حرب أهلية العين الملقي : العلاقات الأردنية المصرية تاريخية يحتذى بها بين الدول في التعاون العربي المشترك الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها اتفاقيتان جديدتان لتأهيل تل ذيبان والتعاون بالخدمات الجوية

السهيل تكتب : تطوير رقمنة لغتنا العربية فرض عين

السهيل تكتب : تطوير رقمنة لغتنا العربية فرض عين
سارة طالب السهيل

تعد لغتنا العربية من أثرى لغات العالم في مقوماتها الصوتية والتشكيلية والتعبيرية والمجازية، ولذلك حوت علوم العالم واستوعبت المعارف والمعلومات عبر التاريخ القديم والمعاصر، فكانت لغة للفكر والإبداع والعلوم والثقافة والدين معا، فضلا عن كونها مرتكزا أساسيا للهوية العربية.
وفي عالمنا المعاصر يتحدث بلغة الضاد نحو 450 مليون شخص حول العالم، وتمثل اللغة الرسمية في 25 دولة، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة الرسمية.
ونجحت لغتنا الجميلة في تحقيق مراكز متقدمة بالنسبة للغات العالمية، حيث تجيء في المرتبة الرّابعة عالميّا بعد الإنجليزيّة، الصينيّة، الإسبانيّة، وذلك ارتباطا بارتفاع عدد مستخدميها على الشبكة العنكبوتية بنحو 238 مليون مُستخدِم ومستخدمة، وتسجيلها أعلى نسبة نموّ بين الأعوام 2000--2020 في استخدام اللّغة العربيّة على الإنترنت بنسبة 9.348%.
ورغم هذه المؤشرات المهمة إلا أن المحتوى الرقمي العربي لم يستطع المنافسة عالميا، فبحسب التقديرات، فان نسبة المحتوى العربي تتراوح ما بين 3 إلى 12% فقط من المحتوى العالمي.
ويرجع تدني المحتوى الرقمي العربي إلى عوامل عديدة أبرزها ضعف مستوى المنتج العربي على الصعيدين الكمي والكيفي حسب ما يؤكد المراقبين المتخصصين في هذا الشأن، مقارنة باللغات الأخرى وعلى رأسها الإنجليزية، وهذا يفسر زيادة الإقبال على منتجها الثقافي الرقمي وتفوقه وهيمنته على عالمنا العربي والإسلامي، وما يترتب على ذلك من نتائج كارثية على مستقبل هويتنا العربية.
بينما يعد مواكبة لغتنا العربية للعصر الرقمي وتطويرها وفقا لمعطيات هذا العصر ضرورة حضارية ترتبط ببقائها حية نابضة وللحفاظ على الهوية العربية للأجيال الصاعدة.
ولا يمكن إنكار انتشار الكثير من المنصات الرقمية الناطقة باللغة العربية سواء التابعة لمؤسسات إعلامية، أو الأخرى المستقلة في العديد من الحقول المعرفية المنضبطة والناجحة، الأمر الذي أسهم في زيادة إنتاج المحتوى الرقمي العربي على شبکة الإنترنت على الصعيد المؤسسي، ولكن ليس على الصعيد الثقافي العام.
وهناك جملة من التحديات والعقبات تعوق تنمية وتطوير المحتوى الرقمي للغة العربية على الإنترنت، ليس نتيجة سيطرة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية الأخرى على محركات البحث فحسب، بل نتيجة غلبة اللهجات العربية المحلية على المحتوى الرقمي خاصة على منصات تويتر وفيسبوك مما يهدد استقرار وتطور اللغة العربية الفصحى على المنصات الرقمية.
بينما اللهجات العامية العربية لا تصلح لأن تكون وعاء لعصر المعلوماتية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فان الواقع يؤكد أن الكثير من المحتوى الرقمي باللهجات العربية يتضمن قدرا كبيرا من الجوانب الاستهلاكية والترفيهية، بينما المحتويات المتخصصة منها يفتقر بعضها إلى الضبط العلمي والتوثيقي.
ومع كثرة استخدام العرب لمواقعَ التواصل الاجتماعي، تبرز الكارثة في أن كثيرا منهم لا يستخدم اللغة العربية في مراسلاته والتواصل.
أصل الداء
فالمشكلة كما رصدها الخبراء المتخصصون ليس في قدرة لغتنا العربية على تصدر لغة البرمجة والرقمنة، ولكنها تكمن في إهمال تعليم اللغة العربية في المدارس في العقود الأخيرة لصالح تعليم اللغات الأجنبية في بلادنا، بجانب عدم اهتمام المؤسسات التعليمية العربية بتطوير مناهج تدريس اللغة العربية وفقا لنظم التدريس الحديثة لكي تواكب التطورات التقنية المتسارعة،إضافة إلى عدم توحيد المصطلحات في المعاجم اللغوية العربية، وغياب مهارات الترجمة للمصطلحات الأجنبية من حيث السرعة وملاحقة التسارع في المصطلحات أو من حيث الدقة في الترجمة إلى العربية.
هذا يعني أننا مطالبون بالإسراع في إحياء لغتنا الفصحى في مواجهة اللهجات العاميةوالفرانكو والعربي زي أولا بتطوير مناهج تعلميها وفق أسس حديثة تحبب الدارسين فيها. وضرورة الإسراع في توفير الدعم المالي لتطوي الترجمة الآلية، والتعرف الصوتي، ومعالجة اللغة الطبيعية.
ولا شك إن التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة، والجامعات؛ يمثل ضرورة ملحة من أجل بناء بنية تحتية رقمية لتعزيز اللغة العربية بوتيرة أسرع، توفر فرصا مناسبة لكي تتكيف لغتنا العربية مع تقنية الحاسب والشبكات، وتعالج إشكاليات الترجمة وتعريب المصطلحات، بما يجعلها قادرة على صناعة المعلومات وتدفقها والارتقاء بمستوى البرمجة النصية لتشمل النصوص الإبداعية القديمة والحديثة، وأرشفتها وحفظها إلكترونيًا، كالدواوين الشعرية، والقصص والروايات، وأمهات الكتب ومصادرها، والمسرحيات، والنصوص التراثية، والنصوص المعجمية والموسوعية، والمخطوطات وغيرها.
وتطوير المؤسسات المتخصصة باللغة العربية والبرمجة وتأهيل الكوادر وتطوير المنصات محورا رئيسيا في تعزيز المحتوى الرقمي للغة العربية على شبكة المعلومات.
جهود موفقة
رغم حاجتنا المتسارعة لتطوير لغة الضاد لاستيعاب وإنتاج المعارف الرقمية بشكل أعمق وأكبر مما نحن عليه، فان بعض دولنا العربية نجحت في تقديم تجارب رقمية مبدعة للغتنا العربية شكلت مبادرات ينبغي البناء عليها والتوسع فيها لإحياء لغتنا رقميا مثل مبادرة برنامج الملك عبد الله للترجمة، ومبادرة سدايافي السعودية لتحسين الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية.
و«مبادرة محمد بن راشد» للغة العربية، ومنصة «مدرسة» التعليمية التي أنتجت أكثر من 1000 فيديو تعليمي، وتجاوزه حاجز 14 مليون مشاهدة.
وسعت مبادرة «بالعربي» لتحسين جودة المحتوى العربي ونشر الوعي بجماليات اللغة العربية وكنوزها المرتبطة بالتراث والتاريخ العربي.
رهان الذكاء الاصطناعي
يراهن المتخصصون في الرقمنة على الذكاء الاصطناعي في دعم اللغة العربية وسرعة انتشارها وتوظيف قدراتها في الفضاء الرقمي من خلال تطوير الترجمة الآلية كأحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم اللغات، وما يوفره من التقنيات المتقدمة للترجمة من وإلى اللغة العربية بدقة عالية، وهو ما يحقق التواصل بين الناطقين بالعربية وباقي لغات العالم. خاصة وأن أنظمة الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتعلم السياقات الثقافية والمعاني للكلمات، بما يضمن ترجمة أكثر دقة وملاءمة للثقافة العربية.
وبحسب المختصين، فان الذكاء الاصطناعي يمكنه المساهمة في تحسين أساليب تعلم اللغة العربية عبر تقنيات تعلم الآلة، وتصميم تطبيقات ذكية تساعد المتعلمين على ممارسة اللغة وتطوير مهاراتهم من خلال التفاعل الصوتي والنصي.
تتيح تقنيات المعالجة اللغوية الطبيعية
ويوفر الذكاء الاصطناعي تقنية القدرة على تحليل النصوص العربية بطرق متعددة، مثل التعرف على الكيانات والموضوعات، وتصنيف النصوص، واستخراج المعاني الضمنية. يمكن استخدام هذه التطبيقات في العديد من المجالات، من الصحافة والإعلام إلى التسويق الرقمي والتعليم، مما يعزز من وجود اللغة العربية في الفضاء الرقمي.
ويوفر الذكاء الاصطناعي تقنيات لحفظ التراث اللغوي العربي، واللهجات المختلفة والأمثال الشعبية والأشعار القديمة.
قد يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبات، في تطوير رقمنة اللغة العربية تتعلق بمشكلات النحو والصرف وثراء المفردات والمعاني لكن مع تطور التقنيات الحادث بسرعة فائقة يمكنه التغلب على جزء كبير من هذه المشكلات.
ويحتاج توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي في رقمنة اللغة العربية وتطوير محتواها على الشبكة العنكبوتية، ضخ استثمارات عربية في بحث وتطوير قدرات اللغة العربية لتصبح وعاء للمعرفة الرقمية وإنتاجها وتصديرها.
تشجيع المبرمجين العرب على تقديم مبادرات لتطوير رقمنة اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، وإقامة مسابقات متخصصة لدعم استخدام اللغة العربية في الفضاء الرقمي.
وضرورة تعاون الحكومات والمؤسسات التعليمية والشركات التقنية الحاسوبية، في دعم اللغة العربية وتقديم محتوى اليكترونيينافس المحتويات العالمية، خاصة وأن صناعة المعلومات تعد مقياسا فاعلا لتقدم الأمم وازدهارها، ونشر المعلومات وتنظيمها وإخراجها باللغة العربية، صار فرض عين على العلماء والمثقفين والمتخصصين بلغة الضاد ولغة البرمجة كافة بما يضمن أن تظل لغتنا حية نابضة وهويتنا مصونة بصون لغتنا تطورها.