شريط الأخبار
ضبط مكافآت ممثلي الحكومة في مجالس إدارات الشركات #عاجل تعرف على أسعار الأضاحي في الوطن العربي حوالات الأردنيين مع قرب عيد الأضحى ترفع الطلب على الدينار تقنية تعيد الأمل في استعادة البصر عبر جزيئات نانوية هام من وزارة العدل لأصحاب القضايا من عام 1992 وحتى 2019 نفاع تنعى سناء العجارمة مستشارة رئيس مجلس النواب إحسان حداد: لاعبو المنتخب جاهزون وسيقدمون كل ما لديهم في المواجهات المقبلة الاردني مصطفى يتصدر التصنيف العالمي للتايكواندو.. ما علاقة المواد المنشطة؟ اختتام دورة مدربي السباحة “درجة ثالثة” في مدينة الحسين للشباب وفيات الثلاثاء 3-6-2025 الكوريون الجنوبيون ينتخبون رئيسا جديدا بعد اضطرابات الأحكام العرفية القوات المسلحة تعلن فتح باب التجنيد للذكور من حملة شهادة (التوجيهي) منح دراسية في الجامعات السعودية وزارة الشباب: مواقع عرض مباراة الأردن وعُمان جاهزة لاستقبال الجماهير إغلاق طريق المطار بالاتجاهين اثر حادث تصادم بين شاحنتين تشغيل أولى مراحل النقل بين عمّان والمحافظات رسميا مطلع تموز تعرفوا على الطقس بالأردن حتى وقفة العيد سحب 500 جندي أمريكي من سوريا وتسليم قاعدة ل"قسد" الضمان لديه تعليماته؛ ضبط مكافآت ممثلي الحكومة في مجالس إدارات الشركات تعديل جديد في دوري الأبطال بعد خروج أرسنال وبرشلونة

ابو طير يكتب : التطهير والتهجير نحو الأردن

ابو طير يكتب : التطهير والتهجير نحو الأردن
ماهر ابو طير
على متن الطائرة الرئاسية وخلال إحاطة إعلامية للصحفيين يقول الرئيس الأميركي أنه طلب من الأردن ترحيل جزء من الفلسطينيين في غزة إليه، إضافة إلى أنه سيطلب ذات الطلب من مصر عند مهاتفته للرئيس المصري، في سياق كلامه عما سماه تطهير القطاع.


وتحدث الرئيس عن مليون ونصف مليون فلسطيني لا بد من إخراجهم لتطهير المنطقة معتبرا ن هذه الخطوة قد تكون موقتة أو طويلة الأجل.

من ناحية تحليلية فإن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن يبدو امرا مستحيلا، بسبب عدم وجود جوار جغرافي، وربما الرسالة الأعمق موجهة إلى مصر، كونها جوار غزة المباشر، وهناك مشاريع قديمة من الخمسينات لتهجير أهل غزة نحو سيناء، لكن الرسالة بشأن الأردن تتعلق فعليا بتكرار ذات التخطيط على صعيد أهل الضفة الغربية، باعتبارها مجاورة جغرافيا للأردن مباشرة.

يأتي هذا في توقيت حساس، حيث استقالت السفيرة الأمريكية عمان كونها تنتمي للحزب الديموقراطي، وتم قبول استقالتها، وسيتم تعيين سفير جمهوري قريبا.

كما أن السياق الأميركي حمل تعليقا مؤقتا للمساعدات الاميركية للاردن، وهي مساعدات تم دفعها كاملة عن عام 2024، وقد لا يحتاج الاردن المال النقدي من هذه المساعدات لعام 2025 الا بعد شهر ايلول المقبل، فيما تتبقى المساعدة العسكرية حيث للولايات المتحدة ايضا مصالحها، اضافة الى ما تقدمة "يو اس ايد" من دعم للمشاريع التنموية، ومؤسسات المجتمع المدني في الاردن، وهذا التعليق شمل دولا حليفة لواشنطن مثل اوكرانيا التي تعد ملفا امنيا حساسا للاميركيين.

ادارة الموقف من خطة ترامب للتهجير بحاجة الى جهد سياسي، وتشبيك دبلوماسي من نوع مختلف، من خلال علاقات الاردن العربية والدولية، وعلاقاته المباشرة داخل واشنطن، والمؤسسات الثابتة الاكثر تأثيرا على السياسة الخارجية الاميركية.

الاردن يفيض باللاجئين اساسا، ومنذ تأسيسه حتى اليوم وهو يستقبل موجات لاجئين من كل الجنسيات، ووصل الى مرحلة صعبة جدا، حيث ندرة الموارد، ومشاكل الموازنة المالية، والفقر والبطالة، وهو يدفع اصلا نحو عودة اللاجئين الى بلادهم لا استقبال موجات جديدة من اللاجئين، اضافة الى ان الاردن يمثل موقعا جيوسياسيا حساسا جدا، واي محاولة من داخل قوى في الاردن، او قوى اقليمية ودولية للعبث بشروط استدامة هذا النموذج السياسي ستكون مكلفة على الكل بما يتجاوز الاردن ايضا، خصوصا، مع الازمات التي تحيط بالاردن من كل الجبهات في ظل توتر اقليمي لايتوقف في فلسطين ولبنان وسورية والعراق وايران وصولا الى اليمن.

خطة التهجير قد تستهدف مصر على صعيد غزة، لكن بالتأكيد ستستهدف الاردن في مرحلة لاحقة على صعيد الضفة الغربية، وهذا يعني ان اغلاق المصريين لبوابة الضغوطات سيؤدي الى نتائج مفيدة استراتيجيا للاردن، لكن الخشية مما يتردد من معلومات حول احتمالات تراجع المساعدات الدولية الموجهة الى قطاع غزة، بهدف تحويل الحياة في القطاع الى جحيم مضاعف خدمة لمخطط التهجير، وحرمان حماس من ادوات السلطة والادارة، والتحكم بتوزيع المساعدات، وهذا اخطر سيناريو، اي اغلاق القطاع على من فيه بعد انتهاء صفقة تبادل الاسرى، والعودة الى تجفيف المساعدات، وترك الغزيين لمصير صعب جدا، وفتح ثغرة للتهجير.

الاسرائيليون خرجوا ليرحبوا بتوجهات واشنطن، حيث احتفل وزير الامن القومي الاسرائيلي السابق إيتمار بن غفير، بما طرحه الرئيس الاميركي، وأشار إلى أنه عندما يطرح رئيس أكبر قوة في العالم ترامب هذه الفكرة بنفسه، فمن الحكمة أن تنفذها الحكومة الإسرائيلية، فيما اعتبر وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر فكرة رائعة، وهذا رد فعل متوقع على افتراض ان تهجير الفلسطينيين سهل، ولن يقف احد في وجهه من بين الفلسطينيين انفسهم.

من ناحية انسانية، لا يبدو ان هناك ميلا بين الفلسطينيين للخروج من غزة او الضفة حتى تحت القصف والقتل، لكن علينا ان ننتبه الى نقطة اساسا، فالفلسطيني انسان، وقدرته على الاحتمال ليست مفتوحة، حتى لانتورط في عملقة الفلسطيني، في الوقت الذي نتركه وحيدا ونطالبه بكل شيء، بما يعني ان الخوف الاساسي يتعلق بتصنيع ظروف طاردة وخطيرة اكثر قسوة مما رايناه خلال المرحلة الماضية.

الغد