العين فاضل محمد الحمود
تمضي بنا الأيام ويزدادُ إحساسنا بالأمان ما دُمت فينا ملكًا وأبًا وأخًا وسندًا يقودُنا إلى علياءِ الشموخ ويُعلّمنا بأن الرجال لم تُخلق للرضوخِ فكنت وما زلت وستبقى الطود المنيع والضلع المتين الذي نتكيء عليه كلّما غلّقت الدنيا أبوابها فأنت مَن نذرَ أيام عمرهِ للوطن فما رفّت عيناك عنّا ولا غفلَ قلبُك عن مصالحنا وكأنك تُمسكُ بيدِ كلّ واحدٍ منّا وتسير به إلى مُستقبلهِ فما تَعِبَت يداك وهي تربتُ على أكتافنا (أن كونوا بسلامٍ آمنين ).
هو أنت دونَ غيرك من أيقنَ أن المُلك تكليفٌ لا تشريف وأن الوطنَ بيتًا وأن الشعبَ عائلةٌ مُتماسكةٌ يجمعها نفسُ المصير فالفرح واحدٌ والحزن واحدٌ نتقاسم الأحلامَ ونتشارك الآمال وتتعاضد أكتافنا في التصدي للتحديات والمُعيقات لنبقى بفضلِك بعدَ فضلِ الله رمزَ العنفوان والكبرياء نُسجلُ الموقف تلو الموقف ليُشار إلينا بالبنانِ لكل من قال(مَن أراد أن ينظرَ إلى الرجولةِ فلينظر إلى هؤلاء).
معكَ وبكَ تحلو الأيام ففي كلّ يومٍ نحبكَ أكثر وفي كلّ يومٍ حُبنا لكَ يكبر فما بيننا وبينك ما يعجز الكلامُ عن قوله فهناك كنتَ مع الشبابِ تُساندهم وتُعززهم وهناك كنت مع الشيّاب تُقويهم وتُقدرهم وهناك كنت مع الأطفالِ أبًا ومع المرأةِ سندًا، تحرصُ على إيجادِ الفرص ودفعِ مسيرة الإصلاح وإرساءِ هذا الوطن الغالي في ناصيةِ التقدم والإبداع وفقَ نهج التحديث والمدنية ليكونَ عهدُك عهدَ السباق مع الزمن للوصول إلى القمم .
في كلّ عامٍ تسبقُ بالأفعال الأقوال لتُثبتَ بأن الرجال مواقف لتُجابهَ وحدك تداعيات ما كانَ هناك في فلسطين العروبة وغزّة هاشم والشقيقة لُبنان ليكونَ قولكَ الفصل وفِعلكَ الأصل في التخفيف من سيل المُعاناة من قتلٍ وتجويعٍ وتهجيرٍ وترويعٍ ، وقفتَ وقوف الأبطال وعلّمتَ الرجال كيف تذودُ عن حماها بكل ما أوتيت من شأفةٍ فتحمّلتَ الكثير من مغبّةِ ثبات الموقف ورسوخ العقيدة والإيمان المُطلق بأن الرجال لا تقبل بأنصافِ الحلول .
كُلّ عامٍ وأنت فينا الخير حبيبًا وقريبًا نعلمُ بك الخير ونثقُ بما تمضي به أحببناك وعاهدناك وبايعناك ملكًا عربيًا هاشميًا قرشيًّا يميّز الغثَّ من السمين ويحملُ السيف الذي لا يلين لتكون مصدرَ فخرنا وقصةَ عزّنا وحامي مجدنا ونسألُ من لا يُسألُ سواه بأن يُطيلَ من عمرك ويفتح عليك أبواب سِعته فنعمةُ وجودك بيننا لا يفيها شُكر السنين وكلّ عامٍ وعمرك مديد وكلّ عامٍ ونحن بخيرٍ بفضلِ فكرك الرشيد .