
العين فاضل الحمود
إن المُستعرضَ لما وقعَ من أحداثٍ مُتسارعةٍ في الآونةِ الأخيرة يتيقنُ بأن المواقفَ العظيمة تحتاجُ للرجال العُظماء الذين يستطيعون خوضَ غِمار مُجابهة التحديات وتذليل العقبات من خلالِ ثبات الموقف والإدارة الحكيمة للملفاتِ الدبلوماسية الشائكة ، ليأتي هنا موقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المُعظم خصوصًا بعدَ التصعيداتِ الشرق أوسطية الأخيرة والمُباحثات المفصلية مع البيت الأبيض والتي أكدَ جلالتهُ من خلالها أهمية تحقيق الإستقرار والسلام في المنطقة .
إن قُدرةَ جلالة الملك في التصدي للفكرِ التعسفي الرامي إلى تهجيرِ الفلسطينيين من غزّة هاشم والضفة الغربية وقيادة الموقف العربي الرافض لهذا النهج وتأكيد جلالته ضرورةَ إنهاء التصعيد الذي قادَ إلى تدهورِ الأوضاع ورمى بآثارهِ السلبيةِ على المنطقةِ برُمّتها، ليخلُصَ الحديث على لسانِ جلالة الملك بأن مصلحةَ الأردنُ واستقراره وحمايتهِ وحمايةِ مواطنيه فوقَ كل إعتبار .
( لا حلّ إلا حلُّ الدولتين )هذا ما يؤكدهُ جلالة الملك على الدوام كسبيلٍ وحيدٍ لتحقيقِ الاستقرار في المنطقةِ وهذا يتطلبُ تظافر جهود المجتمع الدولي وتفعيل الرأي العام العالمي بإلزامِ جميع الأطراف القيام بمسؤولياتِها الإجتماعية والإنسانية والأخلاقية ليبقى العنوانُ هنا إستمرارُ العمل بشكلٍ فاعلٍ مع جميعِ الشركاء لإيجاد السلام العادل والشامل في المنطقة ليكون العملُ الواضح تحتَ ضوءِ الشمس والذي لا يقبلُ التشكيك أو التضليل الذي ظهر من بعض من اعتادوا على الإصطيادِ بالماءِ العَكر في محاولةٍ بائسةٍ منهم لوأدِ ملامح الإنجاز التي باتت تطاولُ عنان السحاب .
ما كانتْ هذه المواقف إلا فيضًا من غيض لمواقفِ جلالة الملك الراسخةِ و الثابتة والتي كانت مصدرُ فخرِ واعتزازِ الأردنيين الذين نُحتَ في وجوههم وقلوبهم حبُّ القائد والملك والإنسان، لنُشاهدَ بأمِّ أعيُننا السيل البشري الذي تدافعَ لإستقبال جلالته بعدَ رحلة ِ عمله الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي سطّرَ بها جلالة الملك بأن المواقفَ العظيمة تحتاجُ إلى العظماء .